هل تحرر المرأة على الطريقة التي نري هي إحياء لنصف المجتمع؟
هشــام الخــاني

رغم أنها أضحت ثلاثة أرباع المجتمع ويزيد بعد ضياع شبابنا الزكي في غياهب البأس والقتل والكيد، ورغم أني أسأل الله ان يديمها ذخرا أما وزوجة وأختا وإبنة، ورغم أني مقتنع تماما بأن مهمتها التي أرادها الله لها، والتي تتركز في تنشئة الأجيال، هي مهنة صناعة الرجولة وتنمية بذور الإخلاص التي ينمو منها الرجال، ورغم أنه حسبها أن تبذل طاقتها في التربية التي هي الطريق المستقيم للأمم والمجتمعات، واكرم بها من مهنة تسمو بها النساء على الرجال ... إلا أني أري بنفس الوقت بأن الله قد جعل لكل شيء حدا وقدرا. وهو (تعالى) الذي لاتتبدل سننه ولاتتحول. ولو أنا سلكنا سنن الأمم التي من حولنا (وقد فعلنا ويا أسفاه) فإنا نكون قد ملنا ميلا عظيما لنصل إلى مزالق الإنهيار، ولعلنا قد أوشكنا ويا ويلتاه.
إن الحكيم الفطن والطبيب الحاذق هو الذي يعالج أصل الداء. وإن المرأة رغم كل أفضالها مفطورة على الاحتماء برجل يكون هو الواجهة التي تأتزر بها في الرخاء وفي الشدة. وإن الأجيال التي خدعت نفسها بقصة تحرر المرأة وفق مفاهيم الغرب والتجرد من فطرة الله، هي تلك التي حادت عن سنن ربها وتوجيهه. ومامن شك بأني لا اعني حقوقها المشروعة الكريمة، بل أعني ماسمي حقوقا لها مما ابتدع المغرضون من أجل تحريرها من ضوابط الانسانية. وإنه لاخلاف بأن من يهضم حقوقها التي رفعها الله بها فوق الجميع، عبر صيانته لها وفق عهده ورقابته، يكون خصيما لله القوي العزيز في الدنيا والآخرة.
إنني أقسم لو أن واحدا أو واحدة من دعاة التحرر قد اطلع على طرف من آية من آيات كتاب الله لعلم يقينا بأن المرأة قد أخذت من الله أعلى وأرقى واسمى الحقوق، وهي الملكة على الأرض دون منازع. وإن ظلم الظالمين للمرأة لايؤثر على سلامة منهج الله شيئا، وإن الظالم يحمل وزر ظلمه فكل نفس بما كسبت رهينة.
مالي أرى بعضهن ذوات شخصيات تدعي الثبات وهي جوفاء لاتدري من أمرها شيئا؟ ومالي أرى المشاكل وخراب البيوت ينتج عن نصائح قدمتها ناصحة منافقة هي فاقدة للشيء أصلا تريد الإيقاع بمن تنصح؟ ومالي أرى إحداهن تريد ان تتسلط على زوجها وهي تعلم أنها ارتبطت به أصلا لتحتمي به؟ وكيف يتحول السواد الأكبر إلى حجارة صلدة يتجردن من نعومتهن ولطفهن وانسانيتهن لمجرد علمهن عن تقليعة، أو رواج لطبع منكر، فيعتزمن تطبيقه على الحامي الذي سخره الله لهن؟ وكيف تقبل الزوجة ان يكون زوجها في منزلة تدنوها وهي التي تزوجته أصلا كي ترتقي به؟!!
صحيح أنه لاتعميم أبدا فالفاضلات العاقلات كثيرات ومامن شك بأن استعراضنا هذا لايتعلق أبدا بمعاناة النساء من بعض من أشباه الرجال الذين يسيئون لمن كرم الله. وعليه فإنه لامجال لسماع في غير مايتعلق بموضوعنا .. ذلك أن مانستعرض هو شذوذ تلك التي تريد أن تعلو فوق زوجها بتثبيطه لتصبح نشاذا بين البشر.
إن الرجل الطبيعي يخلع من حياته خلعا دون تردد تلك التي تريد أن تغير من فطرة الله لتعلو بالباطل وتتسلط بشخصية متقمصة وجرأة منكرة. وأنه لو قبل بالتسلط يكون قد أقر حالا جديدا هو وبال على امرأته نفسها وعلى أبنائه وبناته قبل كل شيء. ولنتذكر أيضا بأن الفاضلات اللواتي علمن مايلزم من وحي الله يدركن أن الأسرة لاتقوم الا بقيام كل عضو منها بدوره كما هي فطرة الله، لكن سلوكنا لسنن من حولنا جعلنا نلج ماهو أضيق من جحر الضب.
....