نستعرض من خلال كتاب: الاعمال الكاملة لفرنسيس مراش والذي جمعها " محمد جمال باروت:
طريقة التفكير في القرن التاسع عشر، لغتهم وعنايتهم بالسبك اللغوي.
ولعل أفكارهم المثالية التي ارتدوها، كانت مناسبة قليلا للظاهر في تلك الحقبة، لكن لو أيقظناها واسقطناها على زمننا، لبات الاستثناء قاعده والقاعدة استثناء، فهل العلة كانت فينا أم بالظروف ام بالتطورات؟
*************
يطرح في ص 40 ة41 مقومات مملكة الروح ، ونفهمها في زماننا كمفارقة بين الفكر والواقع:
حوار بين سائل وفيلسوف:
هناك أمورا خشنة نراها في الحباة:
تصورات باطلة في عقول الناس، وتصديقات سخيفة توسس( كتبت بلا همزة) عليها أقيسة دعواها بالسياسة المطلقة.
لم يكن تسلطها على الاجساد بل مدت سطوتها على اعماق القلوب.
جولان اعضائها لزرع الشقاق والفتن
يرد الفبسوف:
تلك الملكة لم تقم الا بالمحبة
التمدد في القلوب لايكون الا بالتهديد والخوف.
لانطباع الانسان على السوء ينسب القبائح كلها لمن ينهى عنها...
الاعلان عن السلام والتسويق له وضمنا دعوة للخرب.
ولكن كان الارادة العلوية سلمتهم زمام الامور.
وستشحن الارض الى ان تتم المشية.
************
ويقول في ص 55 حتى قال الفيلسوف : ونقول ربما كان هو ذاك الفيلسوف:
إن التمدن في اللغة هو الدخول في المدينة وفي الاصطلاح ناموس يرشد الإنسان إلى تجويد احواله الطبيعية والأدبية، وهذا الناموس يبنى على خمس دعايم وهي، أولا تهذيب السياسة ، ثانيا تثقيف العقل ، ثالثا تحسين العادات والاخلاق
رابعا إصلاح المدينة خامسا المحبة.
***********
ويضع شروطا للسياسي والحاكم في أن يكون يملك زمام العلوم وذو نسب كريم، ومال وفير، ومنبت واخلاق وقيم لكي يحسن ادارة دفة الامور.
ونرد:
إن الخبرة هي الاهم في واقعنا ، وملوثة في عالمنا ولعل هذه الخصال هذه وإن وجدت لاتظهر وتتبلور وتنجح بلا نية سليمة ومستقلة نوعا ما عن الهيمنة الخارجية، فكيف ستكون هنا؟
وعليه فالحذق والذكاء والحنكة وحسن التصرف بفطنة وتدبر للامور المحدثات ، من الصفات الهامة التي غفل عنها مراش.
يتبع
السيرة الذاتية:
http://omferas.com/vb/t58091/#post223720