في الواقع ورغم الواقع المرير الذي تعانيه أمتنا اليوم والذي يعانيه الضعاف من شعوبنا الذين لا حول لهم ولاقوةـ أما من لديهم نفوذ لا أقصدهم ـ
رغم ذلك لا نستطيع القول أن الأنظمة العربية التي اُنتفض عليها كانت على قدر الأمل العربي وعلى قدر الطموح العربية
إنه بالكاد كان يأكل الجزرة وينجو من العصا! والتي وجدها فجأة على قفاه حين طالب بحصة الأسد
ولا يمكننا أن نقول أن العربي كان سعيدا لدرجة إنه نادم جداً ويعض الآن أصابعه عضا على أنظمة تساقطت كالرطب
بل الحال يقول إنه انتقل من حال بائس إلى حال أكثر بؤساً.. له الله ذلك المواطن العربي الساذج البسيط الذي ما رأى أين يضع رجله!!
فوجد نفسه في حفرة ويلقى عليه الحطب!
يترحمون على أنظمة قالت إنها لهم الحياة وكاد بعضها أن يؤله نفسه، وأدعى آخر إن الفلاح معه وفي صفه وإنه لا يجلس في كرسيه العتيد
إلا ترفقا بالشعب كي لا يصيبه الأذى من بعده وما رأينا شعبه إلا من بؤس إلى بؤس في عهده!
البلاد في الهاوية أو على الشفير والشعب انشطر لاقسام كثيرة وصار كالجسد الذي مرض فصار وجبة تنال منها فيروسات وميكروبات كثيرة
وأعجب ممن ما مازال يقف مع أنظمة لها علاتها بدعوى إنه كان فيها الرخاء وكان فيها الآمان ونسي إنَّ الآمان كان وإنَّ ما كان ويكون إنما هو بقدر ومشيئة الرحمن

متى يتيقن المدافعين عن أنظمة زالت أو ستزول أن صلاحيتها أنتهت؟ وأنها فسدت وأن لا فائدة منها إلا المزيد من التسمم؟

ومتى يوقن العربي أن الأمن والآمان من الله سبحانه وليس فضلة خير من حاكم حكم رقابهم مشكورا أو مذموما
ومتى يكون الإنسان العربي المسلم على الأغلب مستوعبا لكل ما يحاك ضده وضد الإسلام من مؤامرات ترمي تقويضه وتقويض نموه و تقدمه و حضارته لأن في ذلك الخطر على العالم الغربي
مسكين ذلك المسلم الساذج منذ زمن بعيد وكانوا قد أوهموه بمرض الدولة العثمانية ليقع تحت استعمار بغيض قسمه بعد معاناة الحروب إلى دويلات
مسكين أكثر حين عرّوه من كلمة إسلام وخلعوا عليه عروبة يتغنى بقوميتها متناسيا إسلامه
ولو تذكر إنه لأمكن أن يكون في صف مع أفغانستان وباكستان وأجزاء من الهند وتركيا وأندونيسيا والبوسنة وبورما والقائمة لا تنتهي..
وأمكن أن تكون له جبهة أو منظمة إسلامية تدافع عن حقوقه كدين مقدس في الكرة الأرضية
هكذا بهذه اللعبة أمكن لهم أن يفتتوا ذلك الإنتماء للإسلام وأصبح المسلمون يحاربون المسلمون في بلاد الإسلام
ببساطة نحن العرب المسلمين أغبياء ولا نعي حجم المؤامرة لا نعلم إننا متاعيس كلنا القاتل والمقتول الصالب والمصلوب
لا نعلم أننا ندمر وطنا لم نبنه جيدا في الأساس كان الأساس غير سليم لأن الولاء للقادة وليس للدين، الولاء للأشخاص وليس للمبادئ
لأننا لم نغتسل من كل آثامنا كان الشيطان يرقص في الملاهي وما مثلها
ولأننا شعوب تستهلك التنانير القصيرة وبنطلونات الجينز ولا تصنع القمح أصبحنا على شفير الهاوية ..
وحينما أفلسنا أو أفلس منا من موروث القيم والانتماء والأخلاق ورضينا الذوبان في سوائل مخاطية تنجست بدعوى العالم قرية صغيرة
علينا الآن
أن نتطهر وأن نصلي صلاة جديدة.. ليست للدعاء لأي حاكم خُلع؛أو للدعاء على فريق يناهضنا، بل ليتوب علينا الله إنَّا كنا ظالمين.