كنت بالشغل حين داهمتني فجأة إغماءة شعرت على إثرها بأن كل الأشياء تدور من حولي بما في ذلك الجدران حاولت القيام فاختل توازني و كدت أن أسقط لو لا تمسكي بالطاولة
أسرع صديقي باتجاهي و مسكني مرددا : (باسم الله بعيد الشر عليك يا أخي )ثم أجلسني و ناولني قارورة ماء صغيرة
إعتقدت أن ساعة الرحيل قد حانت لذلك أطلقت أصبع السبابة و رددت الشهادة عدة مرات ثم ختمت بالقول : اللهم توفني مسلما و الحقني بالصالحين بعدها همست لصاحبي بأن هذا الدوار و فقدان التوازن علامة من علامات الجلطة الدماغية. رد صاحبي :
(بعيد الشر عليك يا أخي إشرب مية ) و بعد أكثر من عشرة دقائق أحسست بشيئ من الارتياح غادرت على إثرها إلى المستشفى القريب حيث إستقبلتني عاملة الإستقبال الفلبينية قائلة بالعربية الفلبينية نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي كيف هالك صديك ) أجبتها بنفس اللهجة :
(صديك مخ تعبان )عندها أمرتني بالتوجه لدكتور الباطنية حيث ربطت ممرضة فليبينية ثانية هناك على ذراعي بشيء يشبه لجام الفرس ثم وخزت طرف إصبعي بالإبرة لتسيل منه قطرة دم قال لي على إثرها طبيب الباطنية : الحمد لله ليس لديك لا سكر و لا ضغط ثم أمرني بالوقوف و المشي مغمض العينين و لو لم أكن مريضا لقلت له: هذه لعبة دكتور أعرفها منذ الصغر تسمى (لعبة الغميضة ) كنا نلعبها و نحن صغارا و بعد أن عاين مشيتي و أنا مغمض العينين أمرني بالذهاب لدكتور الأذن و الأنف و الحنجرة فاستغربت و قلت في نفسي ما علاقة دوار بالرأس بطبيب الأذن و الحنجرة إمتثلت للأمر و ذهبت هناك حيث إستقبلني دكتور الأذن و أجلسني على كرسي فخم ثم وضع آلة تشبه قشّارة البطاطس على مقربة من أذني لتحدث رنينا فقلت له : إن المشكلة قد تكون بداية جلطة في رأسي يا دكتور أحس بدوار و غثيان و رغبة في التقيء قال لي و هذا ما كنا نبحث عنه أنت مصاب بالتهاب في الأذن الوسطى و ليس بجلطة ثم أطلق ضحكة قائلا بسيطة سوف تتماثل للشفاء قريبا جدا باذن الله ثم وصف لي حبوبا تسمى بيتاسيرك 24 قدر لي بفضلها الله الشفاء في وقت وجيز