لم يرد عن العرب قضية التشطير الجزئي لكنها موجودة دون أن نجد دراسات تلفت الأنظار لها....
وكنت وجدت بيت رثاء ل السراج الوراق يرثي فيه ابن إصبع المصري قائلا:
غادرتني وأنا الحبيب مودة =صبا قد استعذبت ماء بكائي
وسقاك فضل الله فيض عطائه=فلقد أقمت قيامة الشعراء[1]
وكنت بحثت عنها بغرض التشطير الجزئي حيث جاءتني القريحة مجزاة فقلت:
غادرتنا وبدا الغريب قريبنا=يوما (قد استعذبت ماء بكائي)
(فسقاك ) رب الكون عز لقائه=( ولقد أقمت قيامة الشعراء)

بحثنا عن أصل القصيدة ففوجئنا أنه أخذ منها جزءا وأكمل وهي لأبي تمام:
قَدْكَ ائَّئِبْ أَرْبَيْتَ في الغُلَوَاءِ.....كَمْ تَعْذِلُونَ وَأَنْتُمُ سُجَرَائِي

لا تسقني ماءَ الملامِ فإنَّني .. صبٌّ قدِ استعذبتُ ماءَ بُكائي[2]
ونلاحظ هنا أن الشاعر التلمساني اقتبس من القصيدة وأكمل وحده...
وكانت لنا تجربة مماثلة في الديوان الثاني : ذكريات ممنوعة:وقل هو الموت قد نذكر جانيا من تلك التجربة لاحقا.
ولكن السؤال هنا:
هل تصنف القصيدة التي استفزت الشاعر للنظم، قصيدة ملهِمة؟ وهل هي خاصة نادرة جدا في الشعر قل تواجدها فيه عموما؟
أتساءل وللحديث بقية.
د. ريمه الخاني 6-5-2015
( رجاء عدم اقتباس المصطلح قبل ذكر المصدر هنا للمصداقية)


[1] تابع كتاب النقد عند ابن إصبع المصري للدكتور حمود حسين يونس ص 35

[2] المصدر:
أدب .. أبو تمام : قَدْكَ ائَّئِبْ أَرْبَيْتَ في الغُلَوَاءِ