النمطية في مجلاتنا العربية:
​
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

لو أجرينا إحصاء على المجلات العربية الثقافية التي تملك منهجا محددا في سياسته الصحفية، والتي تملك كتابا هامين على مستوى الوطن العربي، نجد انها تقدم ما جادت فه القرائح وما أفادت فعلا في مضمار السبق الثقافي، ولكن كان لنا عليها ملاحظات رغبة منا في المساهمة في تلافي النقص الحاصل من خلال:
-عدم تغير الأقلام التي اعتاد القارئ القراءة لها، حتى لو كانت هامة، فقد ينتابها قلة تنوع في المواضيع مما يجعلها تلوك أفكارا يجدها القارئ النهم عادية ومطروقة ولكن بمعالجة شبه جديد.[1]
-اتخاذ سياسة منهجية في المجلات عموما، إما وحدة الموضوع ليتناوله عدة كتاب يجري عندها القارئ مقارنة بين الأقلام ليرجح كفة كاتب على آخر حتى لو عالج الامر من زاوية خاصة، أو أن المجلة تملك زوايا محددة يداوم الكاتب على ارتيادها ، فتجده يحسن اختيار الموضوع حينا، وسطحي المعالجة حينا آخري، وهنا يمكننا القول أن تناوب كاتبين على زاوية واحدة يجعل للمجلة رونق جديد وواجهة إعلامية جديدة فريدة تنفرد بخاصيتها وحدها.
-هضم حقوق كتاب جدد قد يمكنهم تقديم جديد، وروح مجددة ، على ألا ننكر للجيل القديم فضله وعدم تهميشه، ولكن نخشى أن فكرة الشللية مازال معمولا بها إلى الآن، ناهيك عن سياسة المعارف والعلاقات الاجتماعية، والتكالب على موارد المجلة نفسها...بسياسة "حك لي لأحك لك لك ونفعني أنفعك..."
-هناك مواضيع جديدة لم تتطرق لها المجلات ولا الجرائد، وهي التجديد السياسي الكتابي، وهو تجديد أسلوبي يتخذ أسلوب التشويق ديدنا، ونقترحه على ان يكون معمولا به لاحقا كتقليعة جديدة ننفرد بها عربيا، وهو ربط المواد المطروحة كلها برباط المرجعية الماهرة وهي:
أن نشير لموضوع آخر ورد في المجلة كمصدر يمكن الرجوع له خلال قراءة نص آخر، وهو وإن كان مستهجنا بداية، لكن يجعل للمجلة نفس آخر جديد يغير من روتينية العمل.[2]
-أين الأقلام الجريئة؟ ما نقرأ هو مواضيع روتينية، متوقعة ، وغير مفاجئة، غن عنصر المفاجأة في المواضيع يزيد مبيعات مجلات ورقية والكترونية مازال عدد قرائها في انخفاض مستمر.
فهل من إنقاذ لعالم القراءة في زمن الأزمات والتراجعات الثقافية لحاقا للقمة العيش.
-تتراوح الكتابات عموما بين معقدة متعبة للقارئ وبين بسيطة لأحد السطحية، أما الكتابات التي تستحق التوقف فهي قليلة جدا إن كنا صادقين ومن منطق النهمين قرائيا.[3]
-من جهة أخرى يشكو أصحاب الرؤى الجديدة من طول انتظار ظهور مواضيعهم، متناسين أن هناك من هم أعمق خبرة في هذا المجال، وادرى بما تيده المجلة والصحيفة من أغراض وطريقة عرض، وهو بذلك ورغم بعض حق في ان هناك جدول اولويات في تصدر مواضيع اتت بلا انتظار، إلا ان الحق يقال، من ضرورة مراعاة القوانين المفروضة هناك واحترامها.
-يقول الأستاذ: س م :
إن عالم الإعلام والإعلاميين ، عالم محفوف بالألغام، وذلك لان المراد من منابر الإعلام كثير وولاءته متفرعة ومتشعبة داخلية وخارجية إلى درجة غائرة في الغموض، ولاءات متعددة وخصومات ، وارتباطات و تنافست وتجاذبات، إلى درجة لو همست همسا تصل لآخر الردهة وتصل بطريقة مقلوبة.
لذا ولأن عبور المانش أسهل من عبور حقل لا يعرف اوله من آخره، يجدر بنا ان نجتازه بأقل العبارات وبمختص القول والبوح...فإن عبرته فصفق لنفسك، وإن عبرك، فابحث عن قناة تخصك وامر طويلا إلى ان تموت وتترك إشارة لنفسك انك تركت وثيقة كتابية تدل عليك...
-لو نظرنا نظرة موضوعية لما هو مطروح بشكل عام في المجلات الثقافية، لا ننكر وجود كتاب عميقي المعرفة، ومتقنون لفن الكتابة النمطية بشكل عام، لكنها تفتقد لجرأة الطرح، وكأنها تحوم حول موضوعات قلنا تدخلها بقوة، فلو قرانا موضوع الدكتور خير الدين عبد الرحمن بعنوان:
"الإعلام متهم في زمن الأزمات" لوجدنا طرحا جديدا، وتعرية لحقائق غائبة بقدر ماهي خالية في معظم ما طرح حولها من عمق ونبش حقيقي، وكذلك موضوع للدكتور محمد ياسر شرف "الإبداع والإلهام في التحليل النفسي" وتحليله وتقليبه الموضوع من جهاته الأربع، حتى لترغم نفسك على إعطاء عينيك استراحة وفكرك لتعاود الكرة لإكمال القراءة.[4]
هنا ورغم ان الموضوع تقريبا مألوف إلا ان المعالجة كانت هامة وإضافة ضرورية لجلاء الغمام عن عمق الفكرة.
أحيانا نجد عنوانا لامعا ، فيفاجئنا النص بلون باهت للمعالجة، والعكس صحيح، لكن جرأة الطرح على اختصار حجم الموضوع يعطي دفقا قويا لعالم المعرفة في جذب وشد انتباه المهتمين والبحاثة في المجال المطروح.


[1] رابط للاستئناس من مقالاتنا: http://omferas.com/vb/t49211/


[2] مصدر داعم: من مقالاتنا: http://omferas.com/vb/t46391/#post186452


[3] مصدر للاستئناس: في الكتابة الإبداعية/


[4] الدراستين في مجلة المعرفة العدد 592 كانون الثاني 2013.