نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


محاضرون ولكن...
أعمال المنزل لا تنتهي...واهتماماته تتغير وتتوسع ويغدو الإلمام بها في وقت ضياع الوقت صعب على أصحاب الهمم...
قالت لي صغيرتي وهي تساعدني في المطبخ:
-أمي لا تذهبي لم يعجبني العنوان...دعك معي نسعد في اجتماعنا فمهمات الحياة لم تدع لاجتماعنا طويل وقت....
فعلا لم يكن عنوان المحاضرة مشوقا أبدا، وقد أساء المحاضر اختيار العنوان ،ولم يوحي بإضافة جديد، لكن من منبع اهتمامي باللغة العربية قلت:
-ربما مرت معلومة تهم بطريقة ما.. مقولة أي كتاب سخيف مهما كان ، قد تجد فيه جديدا ولو معلومة واحدة.

أنهيت ما يمكن إنهاؤه، وتركت صغيرتي تنهي ما تبقى، وهرعت مسرعة بعد فوات نصف الوقت...
قال لي البواب:
-خرج المحاضر حزينا ، فلم يأت لمحاضرته و لا واحد...
-!!!! أين هو؟
-يبدو أن المحاضر ع ر، رحل سريعا....
عدت لمنزلي مشيا على الأقدام أحدث نفسي وقد وضعت نفسي مكانه، لا أتخيل ذلك كم هو محزن...
هل كان هذا بسبب سوء اختيار العنوان؟
هل كان بسبب انصراف الجمهور عن الاهتمام باللغة العربية؟، فعنوانها كان يمت لهذا الأمر الهام بصلة حميمية.
هل كانت مهمة المركز في الإتيان بالجمهور؟ وهل المدير مطالب بحضور ولو بعضها؟.
أم أن دوامه الصباحي يعيقه عن المتابعة وقد غاب عن منزله طويلا؟.

هل هناك مشكلة في المراكز كعمل؟، هل الظروف الحالية حالت دون الاهتمام ؟.
وأسئلة كثيرة ألحت على خاطري ، وأنا عائدة وقد كنت الجمهور كله حينها...
وربما الظروف الاستثنائية التي كان فيها تهديد من جهة ما بقذائف ستمطر دمشق يومها...
بالتعاسة عالم الثقافة ، فهو عالم الفقراء والمساكين فعلا...ومن كان مستغن دونها وعنها.. فهو قليل...
لذا وعندما هتفت للباحثة التراثية : فريال سليمة شويكي فقالت لي:
-ضني بحرفك الجميل فالسوق لم تعد تستقبل سوى السخافات...

فقلت حسنا ويكفي بعض إشارات ثقافية ونصوص خاطفة عبر النت، لنترك البقية لما بعد الموت إن أسعفنا التوفيق.
فقد تذكرت ثمن المجيء لمؤسسة ثقافية كم يبلغ وثمن النص الذي ينشر من قبلهم كم يبلغ... ووعود بنشر موعد محاضرة ما عبر وسائل الإعلام ، فلم يأت إلا من دعاه المحاضر فقط بنفسه...وذلك لان جهود كل مؤسسة مرتبطة بهمة مديرها ...
فأدركت أن الحرف لو لم يجد سوقا يحترمه، فالأفضل أن يبقى حبيس الأدراج...حتى يجد من يبحث عنه...
تذكرت دموع كاتب عاد من منبر بلا نقود.. فلم يستطع أن يطعم أطفاله...
فهل ننادي برفع الأجر؟ ، أم برفع وتيرة وهمة الإعلامين ...أم بحجب الحرف والقلم وتركه لمن يملكون زمام المنابر...لأنهم يتماشون مع التقليعات المعاصرة؟.
كتبت بتاريخ : 25-1-2015