من أعجب وأغرب ما فهمته وأرجو أن يكون توفيقا من الله
- يقول الله تعالى : " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليومنوا بي لعلهم يرشدون "
هذه الأية جمعت عجبا عجاب .
- جمعت موطنين للدعاء وزمانين لدعاء في آية واحد ، مع دلالة خفية جدا لتفضيل أحد الموطنين على الآخر وأنه أفضل وأعظم من الآخر .
نبدأ على بركة الله :
يقول الله تعالى قبل هذه الآية :
- " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "
- هذه الاية تتحدث عن رمضان معرفة به جملة دون تقسيم او تفرقة ، وبعد أن تكلم الله عليه أشار إلى تتمته والتكبير بعده ومعلوم أن التكبير إنما يكون في العيد أي عيد الفطر ، فلما أنها الحديث عن التكبير أعقبه باستماعه لدعاء عباده إشارة لقبول دعوته يوم الفطر أي يوم العيد ، فتتابع الآية بعد آية " شهر رمضان " تحديد زماني لموطن من مواطن الدعاء وهو يوم العيد .
هذا أولا ، ثانيا :
- بعد آية " وإذا سألك عبادي .... " آية : " أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ "
- هذه الآية في سياقه كأنها مازلت تضعك في إطار رمضان كأنك لم تخرجه منه بالآية الأولى فيتحدث الله لك عن فترة الليل لا النهار ، وما يكون فيه من المباح ، وجعل آية الدعاء قبل آية الرفث تجعلهما في إطار واحد وهو زمن الليل ، فكأن الآية " إذا سألك عبادي " متعلقة بها لا بما قبلها .
وما علمنا فترة يستجاب فيها الدعاء بشدة غير ليلة القدر فكأن ترتيب آية " إذا سألك " إشارة لليلة القدر ، بدلالة لفظة " العكوف " فالعكوف يكون في العشر الأواخر من رمضان وبدلالة خفية جدا وفقت لها بفضل من الله وهو أن هذه الآية جاءت مرتبة في الحزب الثالث وهنا آتيك بالعجائب
- معلوم أن الجزء أكبر من الحزب والحزب أكبر من الثمن وكل واحد يشمل الآخر فانظر :
- اعتبر الجزء هو السنة والآية في الجزء رقم 1 يعني أن رمضان أنزل مرة في سنة والآية رقمها 184 آية " شهر رمضان " قسم 184 على 30 ( الشهر ) يعطيك 6 مع فواصل وكأن رمضان يأتي في منتصف السنة فما فوق .
- واعتبر الحزب هو 10 أيام . والآية جاءت في الحزب الثالث أقصد آية " إذا سألك عبادي " أي أن ليلة القدر في الثلث الثالث من شهر رمضان .
- واعتبر الثمن هو اليوم ورقم ثمن الآية " شهر رمضان الذي ... " هو مابين الثمن 21 والثمن 22 . يعني أن آية " شهر رمضان " وآية " إذا سألك عبادي " جاءت بين ثمن 21 و 22 وهو فترة العشر الأواخر لرمضان وليلة القدر في أحدها لذلك ناسب أن تكون آية الدعاء في هذا المكان إشارة لليلة القدر والله أعلم .
كتبته أنا الملقب نفسه محمد الشنقيطي غفر الله له . ساعتي هاته فضلا من الله

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي