كان الصباح باهتاً.. كجمراتٍ شارفت على لفظ انبعاثها الأخير، وكنتُ، كأنني أرسم على جذوع أشجار الغابة المتشابكة مع الطيف الغائب صورةً لا أعرف كيف بدأت وإلى أين ستمضي.!
وعندما غطّ الليل ظلمته إلى جانبي.. غفَوت.
بحثت عن وجه أمي.. كانت تمسح على شعري ببريق يشعّ من عينيها كأنه ابتسامة ملاك، تغريني بكوب لبن الدافئ، وتجلس إلى جانبي، أستغرق في رحلة إغماض خبيث كي تقترب مني أكثر.
أشمّ رائحة خبز معجون بعرق كفيّها، وأتظلّل بفيء ثوبها الموشى بألوان الربيع..
أمي، أيتها القديسة، كم أشتاق إليك، وأحبك.!
ع.ك