النرجسية والتسلط عند المرأة
إن القوة والتسلط صفتان متلازمتان يصعب التفريق بينهما وقد ترتبط هاتان الصفتان بأمور تفرقهما وخاصة لدى المرأة … فالقوة ترتبط لديها بالذكاء والحكمة والثقافة أما التسلط فيرتبط لديها بالنفوذ والمال وضعف الآخرين ولذلك فكثيراً ما نسمع نبرات الكره والحقد على مثل هذه المرأة.
هي امرأة قويه تستطيع ألامساك بأمور بيتها وتستطيع اتخاذ القرارات القوية إذا دعت الحاجة إلى ذلك دون الرجوع إلى زوجها.
سادية متكبرة، متجبرة، أحادية الرأي والرؤى، حمقاء، تنكسر ولا تلين، تحب نفسها، أنانية إلى حد الإحساس بأنها الشجرة السامقة، وما عداها أعشاب شوكيه، عديمة الجدوى والمعنى والمغزى.
تعشق بسط النفوذ، واحتلال مشاعر الآخر، والسيطرة على أفكاره، تمارس السطوة بعنفوان الكواسر، وتفرض الهيمنة بحماقة المكابر، تقيس بالقلم والمسطرة خطوات الأبناء، وتحسب بالآلة الحاسبة هفوات الزوج، والويل والخسران لكل من ينحرف عن القضبان، فنهاره أسود وليله أجرد، وحياته ملأى بالحرقات والنكد.
تعيش في خيال جامح، لا راد له ولا كابح، خيال كدخان الحريق، يهيم في فضاء الله، فالعين ترقبه واليد لا تلمسه، غلالة سوداء تخيم بالضيم، فلا مكان للشمس، ولا مجال لرؤية الحقيقة. المرأة المتسلطة تخفي عيوب نقصها في اعتلاء درجات سلم اصطناعي، فترى الآخر صغيراً حقيراً لا يساوي جناح بعوضة، فتبطر وتنهر، فتكثر بالأوامر والنواهي، فشروطها أن يكون الزوج مازوخيا، والأبناء حملاناً وديعة، والصديقات ساذجات، خانعات، مهللات ومكبرات، لكل أذان ترفعه وفي أي ساعة، فإن قالت ماء البحر عذب فرات، فيجب أن يقول الجميع بل أعذب من دجلة، وإن قالت عن التيس طيراً قالوا أجل بل قصت أجنحته، فلم يطر، وإن قالت عن الخبيص هريساً، قالوا أجل، بل ينقصه السكر.
إما أن تكون نشأت نشأة أسرية معذبة فأرادت التعويض، أو أنها تربت على الدلال والرفاهية، فتورمت إلى حد الغشاوة، فلم تر في الدنيا إلا نفسها.
المرأة المتسلطة كائن أعمى لا يسير إلا بعصا في طريق واحدة، فإن زلت قدماه تهور ، واشتكى وبكى من عصيان الطريق .
متهورة قد تفقد زوجاً، وتخسر صديقات، وقد تفجع بأبناء ،لكنها تظل سبابتها متجهة الى انحراف الآخر، وانجرافه في مهاوي الردى، لا تعترف بالخطأ ولا بالخطيئة، في عينيها رفة الاستهتار، وبين حاجبيها يسكن الخوار، وما بين شفتيها لسان من سكاكين ونار، فالإشارة عندها أمر، والكلمة جمر، والضحك إن ضحكت سكر بعد خمر.
شجرة الدر في غضبها، وبلقيس في عنادها، والخنساء قبل إسلامها، وأروى بنت أحمد في تمردها. هي صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا شجر، هي من رمل وحجر، إن التهب الحريق في صدرها عبست وتولت، وأدبرت وما أقبلت حبست الريح في جوفها فنفثتها هوجاء عاصفة، وكواسر ناسفة، وأمواجاً خاسفة، لا تبالي بالنتائج ولا تحتسب للأسباب، شأنها شأن الضواري في الغضب، والصواري ساعة الصخب، والوادي إن شح واقتضب.
باطشة ساعة الحب، ساخطة لحظة العتب، هي لا تلين ولا تستكين، بل هي سكين، إن سنت جرحت، وإن تثلمت عذبت.
تريد أن تكون عريفة الحفل، في المنزل والشارع، وفي مجالس الصديقات، تريد أن تكون النجمة الوحيدة، الفريدة، لا منازع لها ولا منافس ولا مقارع .
لا وقت لها للإسهاب والإطناب، فأوامرها لابد أن تستجاب، بلا تقصير أو تفسير، هي بالمعنى الفصيح ديكتاتور زمانها ومكانها، وعقوبة مخالفة رأيها لسان سليط ورد حطيط.

طه دخل الله عبد الرحمن
البعنه == الجليل



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي