نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
السياسة معجميا:
في لسان العرب:
سوس (لسان العرب)
السُّوسُ والسَّاسُ: لغتان، وهما العُثَّة التي تقع في الصوف والثياب والطعام. الكسائي: ساس الطعامُ يَساسُ وأَساسَ يُسِيسُ وسَوَّسَ يُسَوِّسُ إِذا وقع فيه السُّوسُ
********
وسَاس الأَمرَ سِياسةً: قام به، ورجل ساسٌ من قوم ساسة وسُوَّاس؛ أَنشد ثعلب: سادَة قادة لكل جَمِيعٍ، ساسَة للرجال يومَ القِتالِ وسَوَّسَه القومُ: جَعَلوه يَسُوسُهم.
ويقال: سُوِّسَ فلانٌ أَمرَ بني فلان أَي كُلِّف سِياستهم. الجوهري: سُسْتُ الرعية سِياسَة.
وسُوِّسَ الرجلُ أُمور الناس، على ما لم يُسَمَّ فاعله، إِذا مُلِّكَ أَمرَهم؛ ويروى قول الحطيئة: لقد سُوِّسْت أَمرَ بَنِيك، حتى تركتهُم أَدقَّ من الطَّحِين وقال الفراء: سُوِّسْت خطأٌ.
وفلان مُجَرَّبٌ قد ساسَ وسِيسَ عليه أَي أَمَرَ وأُمِرَ عليه.
وفي الحديث: كان بنو إِسرائيل يَسُوسُهم أَنبياهم أَي تتولى أُمورَهم كما يفعل الأُمَراء والوُلاة بالرَّعِيَّة.
والسِّياسةُ القيامُ على الشيء بما يُصْلِحه.
والسياسةُ فعل السائس. يقال: هو يَسُوسُ الدوابَّ إِذا قام عليها وراضَها، والوالي يَسُوسُ رَعِيَّتَه. أَبو زيد: سَوَّسَ فلانٌ لفلان أَمراً فركبه كما يقول سَوَّلَ له وزَيَّنَ له.
وقال غيره: سَوَّسَ له أَمراً أَي رَوَّضَه وذلَّلَه.
والسُّوسُ: الأَصل.
والسُّوسُ: الطبْع والخُلُق والسَجِيَّة. يقال: الفصاحة من سُوسِه. قال اللحياني: الكرم من سُوسِه أَي من طبعه.
وفلان من سُوسِ صِدْقٍ وتُوسِ صِدْقٍ أَي من أَصل صدْق.
************
لقد امتزج المصطلح الأصل وهو السوس، بالصدق في القيادة الصالحة، والصدق في أدائها.
ما دفعني لكتابة المقال تشجيع الأديب جهاد الشريف لي لحضور المحاضرات السياسية ، فذكرت له أنني لاأتقن النقاش حولها ولافيها ولا قربها، فمسالكها زلقة وحوافها خشنة سامة.
فلها أهلها، ولي طريقي، ورحم الله امرءا عرف قدره فوقف عنده،وهي فن الحيل السحرية أولا وأخيرا لأنها تحقق منافع لممتهنيها اولا ومن ثم نفرت نماذج كانت استثنائية غالبا كانت هي السياسية الحقيقية.
وما عاد الجمهور يصدق الشعارات البراقة ومازالت هي النافذة الرمح فينا... رغم كل محاولات الفكاك عنها للأسف.

يقول الدكتور عبد الدايم: في كتاب فن المقالة في سورية بين 1946-1980 للدكتورة مها فائق العطار.ص105
الإنسان الحديث لا يرتوي بالشعارات وحدها ، ولكنه يتطلع إلى لقاء الأفكار والمنازع قبل البحث عن تصارعها وخصائصها.
قوامها جهد إنساني إيجابي خلاق يستمد حرارته وثورته من دأبه على إيجاد اللحمة اللازمة بين منازع متلاحمة من أصلها، فصلت بينها أهواء سياسية، وعمقت الفجوة فيها مواقف ردود الفعل.
إن الوهم أشعر الناس بأن هناك فرقا كبيرا بينهما.
ينقسم عالم السياسة الحالي إلى: مخطط-منفذ-ممول -إعلامي.
ونحن بين هذا وذاك لم نعد نعي أين بات مكاننا بالضبط، لقد تشوش المشهد تماما ، وإن لم يتشوش في عيني بعضنا، فما دوره وسط هذه الغوغاء؟، فما نراه حولنا نتائج لعمل مسبق مضى عليه وقت وخطط وتفكير، حتى خرج
إلينا هكذا، ومازلنا نعقد حاجبي الدهشة!!.ربما علينا ممارسة لعبة الشطرنج جيدا فنحن لانتقنها على مايبدو لنفهم كيف نخطط عدة حركات مقبلة ونعرف إلى أين سنتجه...

الباحثة مها العطار قالت عن عبد الدائم:
إن ما ورد في مقالته سياسية موضوعية تتسم بالمنطق والعقلانية، والدراسة الواعية، وإن أصل كل خلاف اختلاف الأهداف، وغالبا تكون سياسية لكننا نحسبها عقدية أو فكرية فقط، و لو نظرنا من منظر المصالح والسياسة لوضح المشهد ولعرفنا أن الخلافات هلامية لها هدف استعماري على أغلبها.
نحسبها عقدية أو فكرية فقط، و لو نظرنا من منظر المصالح والسياسة لوضح المشهد ولعرفنا أن الخلافات هلامية لها هدف استعماري على أغلبها.
ولعل خير من كتب في هذا المجال وعرى الحقيقة بطرافة الماغوط:
محمد الماغوط: في دائرة المفقودات الشخصية
موظف : كل من فقد حقيبة أو محفظة أو جواز سفر ، فليراجع أمين المستودع . هيا
مواطن : سيدي أنا فقدت أنفي . فمن أراجع؟
الموظف : تعال أنت . ما هذا المنظر الرهيب؟ فعلا أين انفك وعيناك وأذناك وحواجبك ؟ مع من تشاجرت؟
المواطن : مع المرآة
الموظف : إن هيئة الأجرام واضحة عليك
المواطن : ابدا يا سيدي . فأنا ضعيف ومسالم كالهواء
الموظف : اذن ما هي ظروف الواقعة وكيف حدثت ؟
المواطن : سيدي ، لقد فقدت أرضي في حرب 48 وأهلي في حرب السويس وتفاؤلي في حرب حزيران ، وتشاؤمي في حرب تشرين ، وعقلي في حرب لبنان. ثم فقدت القدرة على التعبير في المسائل الأدبية ، وعلى الإيضاح في المشكلات السياسية ، وعلى الحب في الاجتماعات النسائية النضالية
ثم فقدت هيبتي في البيت ، ونقودي في المقامرة ، وسمعتي في الحانات ، وأصدقائي في الملمات . ولم أشك . ولم أتذمر . واغلقت بابي دون العالم بأسره . وقلت : ليتخل عني الجميع فلن أبالي . تكفيني ملامحي هذه ، واستسلمت للنوم وأنا أتلمسها بشوق وحنان كما يتلمس الضرير جدران حارته وبيته القديم
وفي تلك اللحظة بالذات استيقظت على حركة تنقلات واسعة في وجهي . فمي مزموم الي الأسفل، وأنفي منكمش الي أعلى ، واللسان ملتصق بسقف الحلق ، والجبين مكان القدم ، والقدم مكان الجبين ،
والعين اليمنى تبتعد عن اليسرى ، والأذنان تتحركان في جميع الاتجاهات بحثا عن ملجأ تحت الياقة وكأنها جميعا تتوقع حملة مداهمة بين لحظة وأخرى
الموظف : ومتى حدث ذلك بالضبط ؟
المواطن : بصراحة ، يوم اجتماع وزراء الداخلية العرب مؤخرا . ولقد قضيت الليل بطوله أهديء من روعها وأحثها على التجلد والصمود ، واعادة الثقة بالنفس وبالمستقبل ولكن دون جدوى . اذ منذ صباح اليوم التالي أخذت أضراسي تؤلمني وعيناي تحرقانني ، وصدري يزفر وانفي يسيل . انها حرب استنزاف واضحة . وقررت الصمود في سريري لمواجهة ما يستجد من تطورات واحتمالات . ولم يطل بي الأمر حتى سمعت وانا غارق في النوم ، همسات ومداولات ووشوشات مطولة بين الأذن والأنف ، والعيون والحواجب ، والمعدة والفم ، راحت على اثرها تتسلل من اماكنها الواحدة تلو الأخرى حسب خطة مبيته فيما بينها وتتجمع حول باب الخروج واصابعها على شفاهها كي لا اكتشف امرها . ولكنني اكتشفته .
ونهضت كالملسوع من سريري . انها مؤامرة ، حركة عصيان واضحة ، وعلى قهرها في المهد. وحاولت استعمال الهاتف فلم أجد اصابعي ، وحاولت الصراخ فلم أجد حنجرتي ، وحاولت اللحاق بها فلم أجد قدمي . ماذا افعل ؟.
هل اقرض عليها الإقامة الجبرية ؟ هل أحاكمها ميدانيا ؟ هل القم قلمي بالحبر واقذفها بكل ما تطوله يدي؟ ولكن اين يدي؟ وفكرت : كيف اقدم على ذلك ، وهي أولا وآخرا ملامحي وامام صمتها وأطرقتها العنيدة أمام باب الخروج ، صرخت مستسلما
اذهبي الي الجحيم . ستندمين عاجلا ام آجلا ستندمين
فتنحنحت المعدة وردت باسمهم جميعا : وعلى ماذا سنندم يا هذا ؟ هذه العيون ماذا سترى أكثر مما رأت ؟ وهذه الأذن ماذا ستسمع أكثر مما سمعت ؟ وهذه الأقدام ؟ لو كان عندها ذرة من كرامة لكان عليها - من أول فلقة - ان تهرب وتبحث عن مكان آخر ، او حذاء جديد . ثم انا شخصيا ، على ماذا سأندم ؟ الا تخجل من نفسك يا رجل ؟ خمسين سنة ... حمص ، فول ، شاورما ، وغازات . أهذا طعام كفاح ونضال؟
الموظف : اسمع . ملامحك موجودة عندنا في المستودع . وسأعيدها اليك مع انفك ، بشرط ان تقنعه بالتعاون معنا . فهو بحكم موقعه الاستراتيجي في وسط الوجه ، يستطيع أن يمدنا بمعلومات جلى في هذه المرحلة .. العين ماذا ترى ، الفم ماذا يقول ، الأذن ماذا تسمع ، اليد ماذا تقبض ، الأقدام اين تذهب ...الخ
المواطن : سيدي ، أنه أنف وليس طائرة أواكس
الموظف : لا عليك ، سندربه ونزوده بمخاط سري لهذه الغاية
**************
يقول الدكتور بكري علاء الدين في مقاله "تجربة اللغة لدى الأرسوزي"
نأسف لأن تفاعل المثقفين العرب مع الفكر الغربي أقوى بكثير من تفاعلهم فيما بينهم.
كتاب فن المقالة في سورية بين 1946-1980 للدكتورة مها فائق العطار
وهذا أمر آخر يرفع من تأثير الغرب في تسخير السياسة لصالحهم...
إذن متى نتحرر من الهيمنة الإعلامية والألوان السياسية الغربية التي مازالت تلعب نفس اللعبة ومازلنا نقوم بنفس الدو ولم نغيره بعد ماذا يسمى هذا بلغة التاريخ يا رعاكم الله؟.
وإن قلنا إن الساسة هم مالكي زمام أمورنا السياسية ، فما بالنا نصدق وننقسم فريقين بحسب ما خططوا ورغبوا و لا نخرج عن دائرة التأثير التي رسمت لنا، تطحننا رحاهم ولا نجد منفذا سليما، ونحن بدورنا نطحن بعضنا البعض؟.
لو دققنا النظر في حياتنا اليومية بدقة الباحث لا بدقة الناقد، لوجدنا عبارة كما تدين تدان صحيحة تماما، وأننا مشوهوا النظرة السلوكية عموما فكيف لاندفع ثمن هذا التشويه الذي قمنا به بكامل إرادتنا؟. فهل فعلا كما تكونون يولى عليكم؟.
وختاما، إن لم تكن سياسيا محنكا فلاتكن مغفلا ناجحا...وامش على خط مستقيم ولو وحدك.. فسوف تجد من يتبعك يوما ما...
الخميس 11-12-2014