أحسن إلى الناس تستعبد قلوبَهُم * * * فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
وكُنْ على الدّهرِ مِعْوَانًا لذي أملٍ * * * يرجو نَداكَ فإنّ الحُرَّ مِعْوانُ
واشْدُدْ يديك بحبلِ اللهِ معتصمًا * * * فأنّه الرّكنُ إنْ خانتك أركانُ
من كان للخير منّاعًا فليس له * * * على الحقيقة إخوانٌ وأخْدانُ
من سالم الناس يسلم من غوائلهم * وعاش وهو قرير العين جذلان
من جاد بالمال مالَ النّاسُ قاطبةً * * * إليه والمالُ للإنسان فتّانُ
من يزرع الشر يحصد في عواقبه * ندامة ولحصد الزرع إبان
ورافق الرفق في كل الأمور فلم * يندم رفيق ولم يذممه إنسان
وإن أساء مسيء فليكن لك في * عروض زلته صفح وغفران
دع التكاسل في الخيرات تطلبها * فليس يسعد بالخيرات كسلان
لا ظل للمرء يعرى من تقى ونهى * وإن أظلته أوراق وأفنان
وللأمـور مواقـيت مقـدرة * وكـل أمـر له حـد وميزان
من استعان بغير الله في طلب * فإن ناصره عجز وخذلان
كفى من العيش ما قد سد من عوز * ففيه للحر إن حققت غنيان
أبي الفتح البستي
.,.~