|
****
****
أشكـوكَ للقَهَّـارِ بَعْـدَ مَذَلَّـتـي
وَ حُمُوْلَـةٍ وَسَّدْتَـهـا أَحْشـائِـي
هَلْ بَعْدَ حُبِّـي وَ الوَفَـاءِ تَجُرُّنـي
لِلْمَـوتِ ذُلاً فـي لَظَـى الإِعْيَـاءِ
كَمْ قَدْ سَقَاكَ القَلْـبُ مِـنْ يُنْبُوْعِـهِ
عَذْبَ القُـراحِ وَ سَلْسَبيـلَ المـاءِ
فَوَهَبْتَـهُ حَـرَّ الهَجيْـرَةِ صَالِـيـاً
بالنَّـارِ عِرْقَـاً نَـازِفـاً بِـدِمـاءِ
جَفَّـتْ حَنايـاهُ الـتـي عَذَّبْتَـهـا
وَ اسْتَوْطَنَ الإِقْواءُ جَـوْفَ لِحائِـي
أَدْعُـو عَلَيْـكَ بِقَهْـرِ أُمٍّ خِنْتَـهـا
فـي كُـلِّ نَاحِيَـةٍ مِـن الأَنْحـاءِ
في رَامِضَـاتِ الحَـرِّ فـي نِيرانِـهِ
في وَارِفـاتِ الظِّـلِّ فـي الأَفْيـاءِ
مَطَـرُ الأَكاذيـبِ التـي أَغْوَيْتَنـي
بِسَماعِهـا خَفَتَـتْ مَـعَ الأَضْـواءِ
وَ مِياهُ بَحْرِ الحُبِّ صَارَتْ مَوْجَـةً الْ
إِعْصَـارِ تَضْـربُ لُجَّـةَ الأَنْـواءِ
وَ لَقَدْ أَتَيْتُـكَ وَ العُيُـونُ تَنُوشُنـي
أَبْكي بِبَابِـكَ فـي دُجَـى الظَّلْمـاءِ
مَهْزُومَـةً , مَقْهُـورَةً , مَكْسُـورَةً
مَخْزِيَّـةً بِجَريْـرَتـي الرَّعْـنَـاءِ
قَدْ كُنْتُ طَـوْعَ يَدَيْـكَ لَمَّـا هَدَّنـي
إِلْحاحُـكَ المَجْنُـونُ كالشَّـعْـوَاءِ
وَ اليومَ في أَعْتـابِ بابِـكَ أَرْتَمـي
رَمْيَ الكلابِ الجُـرْبِ فـي البيْـداءِ
فَنَهَرْتَني , وَ رَمَيْتَنـي , وَ دَفَعْتَنـي
وَ ضَرَبْتَنـي , وَ رَكَلْتَنـي بِحِـذَاءِ
هَلْ تَشْتَفـي بِتَوَرُّطـي وَ مَهَانَتـي
يَا مَنْ أَلِفْتَ الخَيْرَ فـي نُعْمَائِـي ؟؟
أَكَرِهْتَني مِنْ بَعْدِ حَمْلِـي غِيْلَـةً ؟؟
وَ رَغَبْتَ عَنْ أُرْجُوْحَتِي وَ فَضَائِي ؟؟
وَ جُنَيْنَةُ الحُـبِّ القديـمِ بِأَضْلُعـي
صَارَتْ مَكَبَّ قُمَامَـةِ الإِغْـوَاءِ ؟؟
وَ نَدَى الرَّحِيْقِ على شِفَاهِ مَحَبَّتِـي
وَ شَذَى أَقَاحِ النُّوْرِ تَحْتَ رِدائـي ؟؟
وَ خَمَائِلُ اللَّذَّاتِ في جِيْـدِي وَ مَـا
في رَاحَتِيْ مِنْ صِبْغَـةِ الحِنَّـاءِ ؟؟
صَارَتْ طُلُولاً تَرْتَمي خَلْـفَ التُّـرَا
بِ وَ أَقْفَرَتْ في لَمْحَـةٍ كَخَـوَاءِ ؟؟
يَا سَيِّدي , قُمْ وَ أنْظُر القَيْءَ القَمِـي
يَمْلا فَمِـيْ وَ يَصِيْـحُ بِاسْتِجْـدَاءِ :
( حُبْلَى أَنَا , وَ بِداخِلي صَوْتُ النَّشيْ
جِ مُجَلْجِـلٌ بِمَذَلَّتـي وَ شَقَائِـي )
فَانْقِـذْ شَظَايَـايَ التـي حَطَّمْتَهـا
وَ الْحَقْ بِمَا سَيَشِيْعُ مِـنْ فَحْوَائِـي
وَ اسْمَـعْ صُـرَاخَ بُذَيْـرَةٍ أَلْقَيْتَهـا
فـي رَحْـمِ أُمٍّ تَــاْقَ لِلأَبْـنَـاءِ
أَسْتَجْـدِ مِنْـكَ مُـرُوءَةً وَ لَعَلَّهـا
سَتُعِيْـدُ آَمَـالاً إِلــى أَشْـلائِـي
لِـيْ إِخْـوَةٌ بِسُيُوفِهِـمْ مَوْتـي إِذا
عَرَفوا مُصَابِـي , أَوْ رَأَوا بَلْوائِـي
سَأَعيشُ خَادِمَةً وَ أَرْضـى بالـذي
يُرْضِيْكَ لَـوْ تَسْعـى إِلـى إِيْوَائِـي
وَ أُقَبِّـلُ الأَقْـدَامَ صُبْحـاً أَوْ عِشَـا
كالجارِيَـاتِ وَ أَنْحَـنـي كَـإِمَـاءِ
كُـلُّ المُنـى أَنْ تَحْتَوينـي إِنَّـنـي
أُمٌّ تَـنُـوْءُ بِحَمْلِـهـا بِـعَـنَـاءِ
رُحْمَاكَ يَا مَنْ قَـدْ رَمَيْـتَ بِجَمْـرَةٍ
فـي دَاخِلـي أَحْـتَـاجُ لِلإِطْـفَـاءِ
فَـأُوَارُ فِعْلِـكَ نــارُهُ كَجَهَـنَّـمٍ
وَ جَنِيْنُ لُقْيَا العِشْقِ صَـارَ جَزَائِـي
....
....
....
....
فَأَدَرْتَ ظَهْرَكَ ضَارِبَاً بِمَصِيْـرِيَ الْ
مَحْتُوْمِ عَرْضَ الصَّمْتِ وَ الأَصْـدَاءِ
وَ لَعَنْتَ سَاعَـاتٍ قَضَيْنَاهـا مَعَـاً
وَ شَتَمْتَني وَ سَخِرْتَ رُغْـمَ بُكَائِـي
( هُوَ ذَلِكِ الاِجْهَاضُ أَمْـرُكِ دَبِّـرِيْ
هِ فَإِنَّهُ حَلٌ لِمَا تُخْفِيْنَ مِـنْ أَنْبَـاءِ )
هَذَا الـذيْ إِسْطَعْـتَ قَوْلَـهُ إِنَّنـي
أَرْثِـي لِنَفْسِـي غَفْلَتـي وَ غَبَائِـي
ذَنْبـي أَنـا فِيْمـا جَنَيْـتُ وَ إِنَّنـي
مِنْ ذنبِ حُبِّكَ تُبْتُ , مِـنْ أَهْوائِـي
وَ تَبِعْتُ نُصْحَكَ فَانْتَبَـذْتُ حُمُوْلَتـي
وَ رَمَيْتُ مَا فيهـا مِـن الأَخْطَـاءِ
طَهَّرْتُ مِنْ رِجْسِ الهَوى رَحْمَاً بِـهِ
نَامَتْ أَمَاني الحَمْلِ فـي اِسْتِحْيَـاءِ
قَدْ عادَ يَعْـرِفُ حَقَّـهُ مِـنْ بَاطِـلٍ
في ما أَصَبْـتَ صَمِيمَـهُ مِـنْ دَاءِ
وَ لَقَدْ شُفيْتُ مِن الهَـوى وَ جُنونِـهِ
وَ شَطَبْـتُ تَارِيْخَـاً عَلَيْـهِ دِمَائِـي
فَغَدَوْتَ مِنِّـي يَـا هَجِيْـرَ مَحَبَّتـي
حَدَثَـاً بِـلا ذِكـرَى وَ لا أَسْـمـاءِ
جَرْوُ الوَقِيْعَـةِ قَـدْ خَنَقْـتُ نُبَاحَـهُ
بِيَدِ اِنْتِقـامِ القَهْـرِ فـي أَحْشائِـي
لا لَسْـتَ نَـذْلاً يَـا أَبَـاهُ وَ إِنَّمـا
أُسُّ النَّـذَالَـةِ أَنْــتَ وَ الأَقْــذَاءِ |
|