بسم الله الرحمن الرحيم


يا غزة الصمود
د. ضياء الدين الجماس

يا غَـزَّةَ التـاريخِ يا رمـزَ الصمـودْ
ياشوكةً تدمي قلوباً لليهــــود
وَتُفَجِّرُ البركان ناراً من جديد
نـهر الدماء الطاهرات بلا سدود
يروي الأراضي كلها وبلا حدود
فلتهنئي بالزرع يشمخ بالخلــود
مستغلظاً ومحطماً قيد القـــيود
وليشهد التاريخ شمراخ الجدود
وعَدَ الإله بِـجَلْبهم ما من مـحيد
كي يُفْتَنوا في فتنة الحَكَمِ العتيد
إن أحسنوا حَسُن المقام بلا مكيد
أو أخْلَفُوا بعهودهم حلَّ الوعيد
وتواردوا من كل فج في الوجود
سحقاً لمن جاءوا لفيفاً من قرود
مَكْرُ الإله أتى بشرذمة الحشود
بلفور كافأهم بوعد من وعود
وتدلعوا فرهين كالإبْن الوحيد
وتسللوا ودموعهم فوق الخدود
دخلوا كما الحرباء في لبس فريد
والخوف في أعماقهم جذر وطيد
في لحظة ظهروا كسكان تسود
فتكوا بأهل الأرض كالوحش الحَقود
بقروا بطوناً حاملات بالفهود
والشيخ كالطفل المُمَهَّد بالجريد
يُهدى رصاص الموت تطلقه الجنود
طيرانهم شَبحٌ كشيطان مريد
عدوانهم جبروتهم قتلُ الشريد
والدهر يمضي زاده الحزن الشديد
رمضان يأتي بالصيام وبالسجود
لكنهم نقضوا وعوداً من عهود
مكروا بأنفسهم وعادوا كالقعيد
"فحماسُ" موعدهم بكيٍّ للجلود
و"جهادُ" نارٌ تستقي هل من مزيد
هَـبُّوا جميعاً هبةً مثل الأسود
فقؤوا الدمامل منهمُ فجرى الصديد
كشفوا لـحقْدِ الغاصب القذر العنيد
فتكوا بطغمته فأضحت كالثريد
رفعوا الرؤوس بثورة المجد التليد
"والعصفُ مأكول" تزلزل بالجنود
فضَحَت عروشاً فوقها طاغٍ نَكود
وشهادة الأبطال ترقى في صعود
في غزة العظمى كفاح لا رقود
رمضان فتح لا هوادة أو قعود
سنجذكم بجذوركم حتى نسود
سنعود للأقصى كما وعد الودود
بكتابه وعدٌ لنا صَدَق الرشيد
حتماً نعود لدارنا حتماً نعود
والوعد آخره سعيد ذاك عيد