هل تعتقد أنه من الممكن أن يأتي أحدهم ويهديك النجاح على طبق من ذهب دون تعب أو معاناة ودون أن تخوض معارك طاحنة مع الحياة ؟؟

سأروي لكم أقصوصة من صميم الواقع تصف لكم طريقا مليئا بالأشواك..... وفي نهايته بساتين وجنات من أزهار الحياة .........

أعرف فتاة تبلغ الثامنة عشر من العمر شابة في مقتبل العمر
صديقتي هذه استقبلت حياتها بفقد أمها في الثالثة من عمرها
ترعرعت بين أحضان زوجة أبيها التي أشبعتها ظلما بكافة أشكاله وأنواعه
لم تستطع هي ولا إخوتها العيش تحت ظل تلك الطاغية زوجة الأب مع العلم أن الأب موجود ولكن هيهات هيهات حقيقة هو غير موجود
بقيت بين أبيها وزوجته إلى أن بلغت الثانية عشر سنة من عمرها
حاولت هي وأختها الهروب من الظلم واللجوء إلى اﻹخوة الذكور والعيش في كنفهم
أكملت سنتين من عمرها عند إخوتها ولكن لم يستطع أحد منهم أن يسيطر عليها وعلى نفسيتها الحاقدة التي ولدتها تلك المرأة نتيجة الكبت والظلم
وبعد ذلك انضمت إلى أسرة لتربيها وتعوضها ما ينقصها من دعم نفسي بعد فقد الأم والأب والأخوات بعد أن رفضت من جميع أفراد العائلة لسوء أخلاقها

ماذا تتوقعون من تلك الفتاة أن تكون في مستقبلها ؟؟؟؟؟نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
هي صحيح أنها لم تفقد ماديا سوى أمها ولكنها فقدت معنويا كل دعم من شأنه أن يخفف عنها من أسرتها

إن ما حصل بعد ذلك هو أن هذه اﻷسرة احتوت تلك الفتاة خمس سنوات كانت أسرة إسلامية اعتنت بحسن تعليمها للدين الصحيح
وحافظت عليها واهتمت بمتابعة تعليمها وتحفيظها لكتاب الله وزرعت فيها بذور الخير والعطاء حتى لمن حرمها وهذه تعاليم ديننا أساسا

إن ما بنته هذه الأسرة في نفس وعقل تلك الفتاة قلب حياتها وطريقة تفكيرها رأسا على عقب

هذه الفتاة أنهت دراستها الثانوية بتفوق فكانت من الأوائل العشر على مستوى دمشق ونالت أيضا مرتبة مميزة من أوائل مدرستها

تحفظ الآن نصف القرآن الكريم بالتجويد المتقن

ستكمل دراستها الجامعية بالكلية والفرع التي تحلم به وقد حقق الله حلمها

هي الآن تملك هدفا عميقا وتحاول تحقيقه وهو إعمار الأرض ونشر الدعوة وإصلاح الأمة

ما هي العبر المستفادة من هذه القصة ؟؟؟؟؟؟؟؟

إن ما أردت قوله هو ......
**صحيح أن حياتها كلها مليئة بالأشواك واﻷشواك مؤلمة ....ولكن أرأيتم البساتين التي تكلمت لكم عنها في البداية....هذه هي ثمرة ذلك الطريق......**
**إن الله مايأخذ من عبد إﻻ ليعطيه وما يحرمه إﻻ ليبدله ما هو خير له فهو أعلم بماهو فيه نفع لنا **
قال تعالى :"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون"**
**إن الله لا يظلم أحدا والظالم سينتقم الله منه في الدنيا فبل الآخرة وهذا ما حصل مع تلك الفتاة فإن الله جل وعلا انتقم لها ممن ظامها
في حياتها**
**إن دوام الحال من المحال إن الله لم يبتليك إﻻ ليرى صبرك ورضاك فكن معه وحده وأحسن الظن به ولن تجد إلا همومك قد تلاشت وأحزانك قد انقلبت إلى فرح
وأحلامك قد تحولت إلى واقع إضافة إلى ثواب الآخرة والله عنده خير الثواب والجزاء **
**إن مرارة الألم تتحول دائما إلى طعم أحلى من العسل عند بلوغ النجاح فإن الطريق المفعم بالألم والمصاعب نهايته أجمل بكثير من الطريق
المريح التي تأتي نهايته بلا عناء أو مشقة كالذي يقدم إليك النجاح على طبق من ذهب فهل ستشعر منه بلذة؟؟؟؟**
ملاحظة هامة:
إن هذه القصة قد ذكرتها لكم لا للتعظيم ولا للتبجيل لأن قدوتنا نحن هو سيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام وكم نجد في سيرته من دروس وعبر
أعمق مما ذكرت لكم بكثير ولكن البعض عندما تعيدهم إلى سيرة المصطفى يقول لك إنه نبي وأين نحن منه مع أنه ما كان إلا بشرا رسولا
ولذلك أحببت الاستئناس بتلك القصة لأنها قصة فتاة تعيش مثلها مثل جميع البشر لا تتميز عنهم بشيء وهي صديقتي المقربة منذ الطفولة
وشهدت معها تفاصيل حياتها كاملة

وختاما أريد أن أختم قصتي بسؤال؟؟؟؟؟؟؟؟

هل منا من سيعترض على قضاء الله بعد أن رأينا أن ليس أحد أعرف بنا من أنفسنا إﻻ الله؟؟؟
هل من أحد يظن أن الفشل مرتبط بظروف الحياة السيئة مهما كانت هذه الظروف؟؟؟
هل من أحد ما زال يظن أن البلاء نقمة وليست نعمة؟؟؟

إن رسالتي من هذه القصة هي الإضاءة على هذه الأفكار ومحاولة إقناع أصحاب هذه الأفكار بعدم صحتها

أرجو أن تكون قد وصلتكم رسالتي البسيطة بلغتي البسيطة والمتواضعة

وشكرا لحسن قرائتكم لموضوعي المتواضع