نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


بيان الطنطاوي

ثيرات تسألنني عن رأيي؟
أنا تجنبت التعليق على الحدث والخوض فيه لظنّي أنّ الأمر واضح وضوح الشمس، والحكم عليه لا يستدعي إعمال فكر ولا مراجعة أحكام فقهية ولاآراء علمية..
أوّلاً: من الخطأ التوقّف عند هذا التصرّف مُجرّداً عن تاريخ نصف قرن لهذه الجماعة.. فمسيرتهن من البداية تنبّئ بهذه النهاية..
وإلاّ كيف نفسر انتشارهنّ بمدارسهنّ! ومستشفياتهنّ! وصيدلاتهنّ! واجتماعاتهنّ ونشاطاتهنّ بأعدادهنّ الكبيرة المُلفتة للنظر!!!
وكيف نفسر جولاتهنّ في أنحاء العالم وسهولة خروجهنّ ودخولهنّ إلى سوريا بكل سهولة ويسر في حين أنّ امثالنا مُبعدون ومهمشون؟؟ ثمّ ... يُقال: إنهنّ ملاحقات!!!
ثانياً: لو توقفنا عند هذا اللقاء نقول: الحلال بيّن والحرام بيّن؟ نحن بشر لم نُكلّف إلاّ بالحكم على الظاهر والبواطن أمرها لله...
لن نحكم على آخرتهنّ وحسابهنّ معاذ الله.. ولكن سننظر إلى الفعل ونحاول التفكير...
كيف نرى ظاهر الفعل؟ من هنا سننطلق بالحكم على الفعل نحن البشر.. ونترك حساب صاحبات الفعل على الله.
لو أعملنا عقولنا؟ وحكّمنا تقوانا؟ سنجد أنّ من يقوم بمثل هذه الأفعال لن يوصلنا إلى الصراط المستقيم..
وسيّضيّع الأمانة! ويّشجّع الظالم! ويكون شريكا في ظلمه وفي قتله وفي بغيه..
ثالثاً: إذا لم نختلف بأنّ لنا الحق بالحكم على الظاهر..
وأمام هذا الفعل ظاهر السوء والانحراف عن جادة الحق سيكون من حقنا أن نُحذّر من هذا التوجه وهذه الجماعات..
وعلينا ألا ننسى ماكان يحدث، وألاّ نتغافل بأن هذه التصرفات هي التي أوصلتنا لما نحن عليه..
علينا أن لا نبرئ أنفسنا، ونعترف بأنّ سكوتنا عن أفيون الشعوب الذي خدّروا الناس فيه وأوهموهم أنهم يدعون إلى الله.. هو الذي وسع دعوتهم.
وإنّ رضي الحاكم عنهم يوضّح فائدتهم له، فهم يبعدون الناس عن طريقه ويشغلوهم بأذكار وقيام وصيام وعبادات لا تُحقّق العلة الأخلاقية التي شُرعت من أجلها وإنما تُختزل بأفعال ظاهرة غير مرتبطة بالسلوك..
إنّ عدم وقوف العالمين والدعاة المخلصين في وجههم هو سبب وصولهم إلى ماهم عليه من تأييد الحاكم الظالم..
ولاتقولوا: كيف لأحد أن ينطق الحق في سوريا في زمن الاستبداد؟
لقد سكت عنهم وأيدهم كل من بالخارج ولم يجرؤ أحد على نقدهم علانية والتصريح بأن هذه الدعوة لا تُمثّل إسلامنا ولا شريعتنا التي نزلت على أفضل الخلق..
يقولون: إنهم ليسوا جماعة واحدة وإنما من جماعات متعدّدة!!
وأقول: الجماعات كلها في عهد النظام رأسها الهرمي واحد وتوجهاتها واحدة بتفاوت في التعبير والطريقة..
وبالنهاية دعكم منهم ومن أمثالهم وعليكم وعليّ قبلكم التعجيل بإصلاح أنفسنا ومحاسبتها وتصحيح طريقنا عندها سيكون الله ناصرنا مهما كادوا ومهما مكروا..
إن الله معنا.. ولينصرن الله من ينصره