خطاب إلى كبير المفاوضين...
السفير الدكتور بشار الجعفري.....
أعرفك عن قرب... ولا ينكر علمك وجدك إلا مكابر أو رجل يجهلك... لقد قرأت بعناية كتابك الكبير أولياء الشرق البعيد... وكنت أرى فيك ذلك الدبلوماسي المتين الذي ينظر في الآفاق يقرأ في صورة التاريخ البعيد ملامح المستقبل المأمول....
لقد وضعك القدر في مسؤولية تاريخية يسألك عنها الله والشعب والتاريخ....
أتمنى أن أجد أفقك الأعلى إرضاء ضميرك ودينك وشعبك...
إن تصريحات استفزازية أطلقها كثير من المفاوضين من الطرفين لا تخدم الحقيقة ولا المصالحة ولا تسهم أبداً في وقف العنف وجلب السلام....
إن اعتبار منصب الرئاسة خطاً أحمر... هو منطق غير مقبول وغير واقعي... الوطن هو الخط الأحمر والشعب هو الخط الأحمر وكلاهما اليوم يحترق في صراع المناصب....
قولوا للأسد... إنك مدعو لتقديم تنازل تاريخي من أجل سوريا.... وغيابك عن الساحة السياسية لصالح الهيئة المتوافق عليها هو تضحية ضرورية وواجبة، وهي لن تجتث أحداً... وبإمكانه أن يقود حزبه الذي يتبعه إلى أفق آخر تجري فيه انتخابات نزيهة بإشراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي....
قولوا للأسد لن يرى الشعب عنواناً لهذا الموت الأسود الذي يعصف بسوريا إلا أنه الصراع من أجل الكرسي.... وهو عرض زائل سننتقل بعده جميعاً من عروشنا إلى نعوشنا ومن قصورنا إلى قبورنا........
هل عجز الحزب الذي حكم حمسين عاماً وأشرف مباشرة على تربية الجيل كله عن تسمية أسماء مقبولة تستأنف هذه المرحلة القاسية في تاريخ سوريا؟
قولوا له : لقد حاولت واجتهدت... ولكن النتيجة كانت شراد نصف السوريين ومقتل مائة وخمسين ألفاً وفقدان عدد مماثل... ودمار نصف سوريا.... وصدقني أنه لا توجد مؤأمرة في الدنيا مهما كانت شريرة تستطيع أن تفعل بسوريا أكثر من هذا؟؟؟؟؟؟؟
قولوا له... دعنا نتفق مع شعبنا واختر فريقاً مؤقتاً للهيئة الانتقالية نتوافق عليه مع شركائنا.... ودعنا نعمل لخلاص سوريا ورفع العذاب عن الناس......
أرجو أن تكتب للتاريخ موقفاً يليق بتاريخك وسمعتك كزعيم وطني نعده للقادم من أيام سوريا...
لو كنت مكانك وعجزت أن أقدم هذه النصيحة.... لوقفت أمام العالم وقلت لهم:
معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون....
كل حال يزول..... وكل حاكم معزول............