الأخوة الأفاضل متصفحي صفحتنا وأخوتنا وأعزتنا نتشرف بكم وبردودكم ونرجو التفاعل مع المواضيع لجلب الفائدة للجميع وفوق كل ذي علم عليم
الطريق إلى الجنة
الفقير إلى الله حسون حسن الشيخ علي
الحلقة الأولى
الدين هو مبدأ ومجموعة من الأخلاق الإجتماعية المادية والمعنوية تولد نتيجة لظروف قهرية أو خوارق فوق طاقة البشر وقدرته والدين هو مكون تشريعي ملهم من قبل السماء أو نظام وضعي مصنوع من قبل الإنسان وتحت إشراف...ه. فأما ما كان سماويا فإنه يجيء لمتطلبات مرحلة أو حقبة زمنية ومكانية معينة تنتفي الضرورة عندها وتتحدث هذه النواميس نتيجة لتطور الحضارة أو تبلور حالات جديدة في المجتمع تتطلب إلى ظهور تشريع جديد للحالات الجديدة والمستحدثة ونرى ذلك جليا في الديانات التي سبقت الإسلام. أما الرسالة التي جاء بها الإسلام فهي متممة لتلك الأديان ومهيمنة عليها وعلى ما سبق من تشريعات حتى وصلت إلى درجة الكمال الفكري والإجتماعي التي لا تتغير حتى الأزل والتي أصبح فيها الإنسان أغلى شيء في الوجود وجعله الله سبحانه خليفته في الأرض وساوى بين الناس في هذا الدين في الطبقية واللون والعرق والجنس. والتنافس في هذا المجال هو التقوى فإن أحسن الناس أكثرهم أخلاقا وعلى هذا الأساس نزل القرآن وحيا من الله سبحانه وتعالى متميزا بالتقوى (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
وإلهاما على لسان عبد الله ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (الناس متساوون كأسنان المشط لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى).
فنراه سبحانه عندما خلق سيدنا آدم عليه السلام بدأ بتلقينه وتعليمه الأسماء كلها (وعلم آدم الأسماء كلها) فبدأ آدم عليه السلام مشوار حياته الأول بالتعلم وذلك عند نفخ الروح فيه. فإذن خط الشروع في الحياة الأولى وخط البداية هو العلم والتعليم حيث علمه ربه الأسماء كلها وعندما بعث الله سبحانه وتعالى نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس كافة بدأ مشواره بالتعليم والقراءة أيضا بالرغم من أنه كان أميا أي لا يقرأ ويكتب لكنه سبحانه أنزل عليه قرآنا يحثه على القراءة: (إقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق* إقرأ وربك الأكرم*الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم) الفلق1-6
وعلى هذا الأساس نرى أن الله جل جلاله بدأ بتلقين أول أنبيائه العلم وعلم آخر أنبيائه العلم والقراءة فعليه يرى سبحانه أن الجانب العلمي والأخلاقي والجانب الحضاري هو الخط الأول للشروع في هذا الكون البديع. فالجانب الأخلاقي يمثل الجانب الإنساني بكل معانيه من تطورات منذ بدأ الخليقة إلى أن يأمر سبحانه بنهايتها. فالدين والعلم يسيران في خطين مستقيمين لا يفترقان وإن الله سبحانه يريد من الإنسان أن يؤمن به ويراه بعقله لا أن يرى أمه وأباه على دين معين فيتبعهما على دينهما.... فيا ربنا اجعلنا مؤمنين بك بعقلنا .