النجم أبوتريكة – م/ محمود فوزي
كثيرون يملكون الموهبة ولكن قليلون منهم يملكون التواضع.
اذا اتخذنا مثال عالم كره القدم فاننا نجد لاعبين كثيرين قد وهبهم الله (عز وجل) موهبة رائعه في اللعب ولكننا نكتشف ان قليلين منهم الذين يتواضعون مع الناس سواء فى الملعب او خارجه.
وهؤلاء الذين ينالون حب الجماهير التى تحس بمن يستحق هذا التقدير.
حصل النجم أبو تريكه مؤخرا على لقب افضل لاعب يلعب داخل افريقيا في 2013 للمره الرابعه حيث فاز من قبل فى اعوام 2006 – 2008 – 2012 وهو انجاز غير مسبوق كما وصفه موقع الاتحاد الافريقي نفسه.
مع ملاحظه انه لم يتم استكمال الدورى المحلى خلال اخر 3 سنوات في مصر ورغم ذلك قاد النادي الاهلى للحصول على بطولتى افريقيا وكاس السوبر والمركز الرابع فى كاس العالم للانديه عام 2012.
هذا غير افضل لاعب فى عامين متتاليين.
وطبعا لا يمكننا نسيان الحصول على المركز الثالث فى كاس العالم للانديه عام 2006 وحصول منتخب مصر على 3 بطولات افريقيا.
كما انه معروف عنه مساعداته الخيريه للمحتاجين دون ان يكون هذا امام الكاميرات وهو جانب انساني رائع في انعكاس جميل لتدينه .
ولا ننسى موقفه من الحرب على غزة عندما احرز هدفا ورفع قميصه كاشفا قميصا اخر تحته مكتوبا عليه باللغتين العربيه والانجليزيه (تعاطفا مع غزة)
هذا غير وقوفه مع اهالى جماهير الاهلى الذين ماتوا فى مباراه الاهلى والمصري الشهيره التى مات فيها اكثر من 70 مشجع.
رغم كل تلك الانجازات التاريخيه الا انه لم يحظ بأى تكريم داخل مصر في الفتره الاخيره بل بالعكس اصبح العديد من الاعلاميين يهاجموه ويكيلوا له الشتائم البذيئه (اكرر الشتائم البذيئه) لمجرد ان له موقف سياسي مخالف لسلطة الانقلاب.
هذا بعد ان كان ابو تريكه (عن حق) نجم النجوم تحبه جماهير مصر عامه وليس فقط جماهير الاهلى
فاصبح عند هؤلاء مجرم يجب الهجوم عليه.
بل ازداد التهجم عليه بعد ان قاد الفريق للحصول على بطولة افريقيا بدلا من ان يتم تكريمه.
وهذا ما يدل على ان مساله المهنيه والضمير والانصاف هى امور بعيده تماما عن اهداف الاعلام بل يحل محلها الوصوليه والهوى .
فمثلا اقل قدر من المهنيه فيتم ابراز النجاح و انتقاد الاخطاء
اما ان يتم الهجوم عند النجاح واعتبار الانجاز امر يستدعي العزاء فهنا نكون دخلنا فى مرحله تضليل العقول او بمعنى اصح الاستخفاف بالعقول.
وهنا الخوف ليس على ابوتريكه بل من يظلمه هو الذي يجب ان يخاف من العقاب الالهي سواء فى الدنيا او فى الاخرة. فالظلم ظلمات ولا يقدر احد ان يتحمل عواقبه امام الله (عز وجل).
فديننا يامرنا بالعدل دوما
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) سورة المائدة الايه 8
في العالم كله يتنافس اللاعبون على الفوز بلقب افضل لاعب فى قارته ثم افضل لاعب فى العالم ويعتبر الامر انجازا كبيرا له ولناديه ودولته.
بينما مر ايام على حصول النجم ابوتريكه على جائزته ولم نر اى اهتمام سواء من السلطه او الاعلام.
ولكن اذا كان هؤلاء تجاهلوا انجازه لانه يقول الحق فانه سيظل النجم في قلوبنا.
ربنا يوفقك دوما.
................