و ... نفضي إلى لا شيء:

كلنا للفناء.
كلماتنا، لهفاتنا، أصواتنا، همساتنا، دمعاتنا، كلها للفناء.
فناء يعربد في دواخلنا، في هشيم الروح المنفلت، في أصواتنا الصماء وفي دفقاتنا المتكلمة.
كل شيء يُفضي إلى لا شيء، رحلة الكون إلى الكون أفضت إلى فراغ، وقلوبنا الموتورة انتهت بها الخطوات عند بوابة ليس لها فضاء.
احمرار الشمس آل سواداً، والروح الخافقة بالعدو وراء البدر الطافح بالأمنيات لقيته سراباً.
كل شيء أفضى إلى لا شيء.
خطوات السائر في زقاق المشيئة قادته إلى سرداب كُوَاه يتلقفها ألف موت، وعينا العجوز الراجي غارتا في محجر البؤس وغيّبتهما كفّاه المقشعرتان باليأس.
كذا بتنا.
كل شيء يُفضي إلى لا شيء.
ووحده ذلك الواقف عند بوابة الدهور يدرك ما السبيل.
بيد أننا ما زلنا، نفضي إلى لا شيء.