الحيدرة الكرار
(عليٌّ رضي الله عنه)
د.ضياء الدين الجماس

بـحرٌ وحَيْــدَرَةٌ تـهمي له الديـم... والعلمُ من بـحره يـخْتَطُّـــهُ القَلَمُ

إسلامه فارقٌ تزهو طفولته ... وكان أصغرهم لكنه العَــلَــــمُ

في هجرة خفيت والله آذنـها... في الليل موعدها والنجم يبتسم

في الفَرْشِ كرارهم ظنوه مطلبَهم... خابت طلاسمهم يَلْبَسْهُم الوَهَمُ

مُـحَمَّدٌ شبحٌ "ياسين" يقرؤها... والـجُــنْدُ هائمة كأنـــهم غَـــــنَــــمٌ

من بعدها مسحوا ترباً بـهامتهم.... والعار يلحقهم والذلُّ والندم

وجنَّدوا جندهم والتيه يأكلهم... والحقد يسحقم والنار تضطرم

يا عارهم فشلوا إبليس يـخدعهم.... ظنوه ماردم لكنهم بَـــهَــم

في الغار مستَتَرٌ والله حافظهم ... عليُّ لاحقُهم في طيبةَ التحموا

آخاه أحـمدنا والـحبُّ في دمه ... أهداه فاطمةً ومهرها الأدَمُ

من طهرها وُلِدَ الحسين والحسن ... ومنهما هطلت أمطارهم تـهم

كواكبُ انتظمت تدور في فلك ... والشمس أمهُمُ تزهو بـهم أمـــم

مدينة العلم تـحلو في منارتـها ... عليُّ بابٌ لـها وبـحرها النِّـــعَــم

جـماله باهر من نورِ خالقه .... يزهو به خُلُق والأصل والشيــم

إن طاف كعبته ورام أسْوَدَها .... كل له انفرجوا بالراح يستلم

دنياه طلقها أتته راكعة.... والعلم مَدْرَجُهُ تعلو به القمــــم

والله شاغله في ذكره عَبَقٌ ... في أي معركة والجند تـحتدم

حَـــقَّتْ خلافته في عينه صغرت ... والله مطلبه يعلو به الكرم

بِــــغـــيلة مكروا وخسة ضربوا... لكنه سـَمِحٌ بالعــفــو يلــتــزم

"إن قمتُ في سَلَم إني أسامـحه...إنْ متُّ في قدري، قضاؤه الحَكَمُ"

شهادة مُنِحت والله توجها.... فوزٌ به ألق تـمحى به الظلــــم

فوز برب العلا والحق زيَّنــهُ ... تَـــرى مـنارتــَـه العربُ والعجم

حُلْوٌ شـمائله حتى بغيلته ... تـحلو نـقاوتُـــــه بالله يــعـتـــصم


والحمد لله رب العالمين