فلسطين معاناة مستمرة/ مصطفى ابراهيم


9/12/2013


لا بد لنا ان نعترف بالحقيقة المرة ان الانقسام وسوء حالنا ليس مؤامرة، فنحن ساهمنا في ما نحن فيه، ومستمرون في كيل الاتهامات، وعدم الاعتراف بالحقيقة اننا لا نمتلك الارادة السياسية، وننتظر ما يجري حولنا ونفضل ان يكون الفاعل والمقرر في ساحتنا الخارج وليس نحن.مصطفى 8


الاحتلال يجثم على صدورنا، وما زلنا تعتقد ان المفاوضات بوساطة امريكية ستحقق لنا دولة، فهي مجرد وهم، الانقسام مستمر ولم يعد مجديا الرقع، فالثوب ممزق بفعل الاحتلال وفعلنا، و الاسوأ قادم وما يحاك يفوق التقديرات.


يزداد حالنا سوأ مع استمرار تدهور حالة حقوق الإنسان الفلسطيني بشكل خطير وغير مسبوق وصل حد الكارثة، اسرائيل مستمرة بالانتهاكات والتنكر لحقوقنا في تقرير المصير، و إقامة الدولة المستقلة التي تمكننا من السيطرة على ثرواتنا ومواردنا.


نفاوض اسرائيل وهي تمارس بلطجة وتحدي لقرارات الشرعية الدولية، وتعمل بكل قوة لمواجهة اعتماد فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة، وتمارس سياسات ممنهجة لاستمرار الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتواصل ارتكاب جرائمها.


في الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، تواصل اسرائيل جرائمها، وبدعم متواصل لمجوعات المستوطنين المتطرفة وحملات ما يسمى جباية الثمن، و عمليات التوسع الاستيطاني بلغ مداه ومصادرة الأراضي وعمليات التطهير العرقي لمدينة القدس والتهجير قسرياً لأصحاب الارض الاصليين، في ظل تواطؤ المجتمع الدولي وغياب آليات الحماية الدولية.


وفي قطاع غزة الصورة كارثية و أكثر قتامة، اسرائيل تمارس عقابا جماعيا وتفرض حصارا ظالما على الفلسطينيين في القطاع وعزله عن امتداده الجغرافي مع الضفة الغربية المحتلة. وتقوم بجرائم متكررة ومتنوعة، من عدوان عسكري قائم في كل لحظة، وتتفاقم الأوضاع الإنسانية وتتردى بسبب القيود الصارمة المفروضة على حرية حركة وتنقل السكان والتجارة من وإلى القطاع، و حقوق الناس الاساسية الاقتصادية والاجتماعية تتدهور بشكل خطير وغير مسبوق، بسبب النقص الشديد في إمدادات الطاقة والوقود وانقطاع التيار الكهربائي لـ 18 ساعة في اليوم، والخدمات الأساسية الضرورية للحياة الطبيعية.


وتسيطر على الناس مشاعر الإحباط واليأس، الذين باتوا غير قادرين على الحصول على أبسط مقومات الحياة الإنسانية من الغذاء والدواء والمسكن المناسب بسبب تفشي البطالة والفقر، وأفقر الفقراء.


كل ذلك يجري في ساحتنا منذ سبعة اعوام والانقسام البغيض يضرب اطنابه بين صفوفنا وتداعياته المؤلمة لم تيقظنا من نومنا الذي طال، وأكثر من مرة من جولات الحوار والتفاهمات الداخلية كان يصل الناس للتفاؤل، لكن كان ما يلبثوا ان يعودوا لحال الاحباط وعدم الثقة بالمنقسمين.


وبات من المعيب بحق شعب ناضل، وما يزال، من أجل الانتصار لقيم العدل والحرية، و الانتصار لقيم المساواة والكرامة الإنسانية و العدالة لدحر الاحتلال وتكريس حقه في تقرير المصير ان يبقى حاله على ما هو عليه من البؤس والشقاء، واختزال تاريخه النضالي المشرف من اجل الحرية وتقرير المصير، إلى التوسل والمطالبة من أجل الحقوق المعيشية واليومية والحق في الحياة والكرامة والمأكل والرعاية الصحية، و إنكار حقه الطبيعي في الحرية والتمتع بكافة الحقوق المدنية والسياسية.


فلسطين معاناة مستمرة، فمن أجل مواجهة هذه المعاناة و الواقع الأليم يتطلب منا معرفة وإدراك حجم الاخطار القائمة واحتوائها، فالإصغاء للناس وتلبية حقوقهم اصبح ضرورة ملحة، لم يفت الوقت كي نعيد الاعتبار لأنفسنا ولقضيتنا، وإنهاء الانقسام يتطلب شجاعة وطنية.


فالتقارب بين الاطراف هو مصلحة وحماية لها ولشعبنا ومشروعنا الوطني، والبحث في القضايا الكبرى وليست التفاصيل اليومية، وإلا فالانفجار الداخلي قادم فهو يتراكم يوميا بفعل الاحباط والتيه والعجز و الفشل السياسي والاقتصادي والسياسي وسياسات الإقصاء والتهميش، وعدم قبول الاخر.