حول الحجاب ..تحية المساء في الرد على "تغريدة"أختنا الخنساء
هذا حور ضاقت عنه مساحة التغريدات "التويترية" والتي لا تتجاوز 140 حرفا فإذا أضفنا إلى ذلك "معرف" صاحب أو صاحبة التعليق فإن المساحة المتاحة تضيق أكثر فأكثر.
بداية غردت أستاذتنا الدكتورة نورة خالد السعد حفظها الله بهذه التغريدة :
(بعض المنقبات سابقا في الإعلام والطب وبعض التخصصات ممن كن يرتدين الجلباب والعبارة الفضفاضة واكبن التغير التغريبي فخلعن النقاب"1/4")
ثم غردت أختنا الجوهرة بن سلمة بهذه الأحرف :
(اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك .. الله المستعان يا د. نورة صرنا نشوف كثير من النساء تساهلوا بالحجاب كنّ قدوة ..)
فعلق العبد الفقير إلى رحمة ربه .. (ذلك نتيجة حرب طويلة على الحجاب ،وأخطرها التلفاز ،يوحي عمليا دون أن يقول اخلعي حجابك،خصوصا حين تعرض السافرات على تلفاز دولة تطبق الشريعة،وقد يتسرب إلى الذهن أن ما يعرض موافق عليه من قبل شيوخ يظهرون على نفس الشاشة.) ثم غردت برابط كُليمتي ( هل بعنا جِمالنا؟ أو الحجاب من صفية إلى المهرجين الجدد).
بعد ذلك وصلني تعليق أختنا الكريمة الخنساء،وقد قالت فيه :
(والله يا أخي صدقني إن التي تربت على الدين الصحيح لن يؤثر فيها الإعلام ولا غيره ولكن انظر لأمها وأبيها ثم احكم.)
بعد شكري لأختنا الكريمة الخنساء .. أقول :
نسال الله لنا ولك الثبات .. فالمطربة ياسمين الخيام تربت في بيت الشيخ الحصري .. ومع ذلك تحولت إلى مطربة – معلوم أنها عادت وتحجبت سنة 1990 م – وسيدتنا آسية بنت مزاحم كانت تعيش في كنف فرعون ... وقبل ذلك كله يقول الحق سبحانه وتعالى ( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) ..
أختي الكريمة .. الأسرة لم تعد تربي وحدها .. بل المدرسة تربي .. والتلفاز يربي .. والأصدقاء يربون ..
أما بالنسبة لقضية الحجاب .. فقد مرت بمراحل من الحرب المستمرة ...
قبل الحديث عن الداخل ... نجد من زعم بأن الحجاب مجرد عادة اجتماعية .. انتقلت إلى المسلمين عبر الهنود أو الفارس أو حتى اليهود ..
ثم وجدنا المصري الدكتور إسماعيل منصور صاحب كتاب ( تذكير الأصحاب بتحريم النقاب)(توفير المناخ الأمثل للجريمة والانحراف ) {مجلة روزاليوسف العدد 3367 في 26/6/1413هـ}.
وتأكد نفس النقطة الكويتية لولوة القطامي في مجلة المجتمع الكويتي بتاريخ 13/3/1979م،فتقول عن ظاهرة المحجبات .(إنها ظاهرة خطيرة لا تهدف للتدين بل إلى التستر في الأعمال غير المشروعة) {ص 84 ( المرأة العربية المعاصرة إلى أين؟!) / د. صلاح الدين جوهر / القاهرة / دار آفاق الغد / 1402هـ}
إذا التفتنا إلى الداخل فسنجد أولا التلفاز – كما قلت في تغريدتي – حيث تقوم صور النساء الحاسرات – والعاريات – بتغيير برمجة عقل المشاهد – خصوصا الشابة – وهي ترى تلفازها الرسمي يعرض العاريات .. ثم يعرض الشيوخ وبعضهم من هيئة كبار العلماء .. هذا التغيير الصامت لا يستحضر أن ألئك الشيوخ لا يشاهدون التلفاز أصلا فضلا عن مشاهدتهم للعاريات ..
ثم تلى ذلك السخرية من الحجاب .. فقد وصف الأستاذ سليم الخريص المرأة المحجبة بـ(اللفافة السوداء){جريدة الجزيرة العدد 8247 في 28/11/1415هـ}.
كما وصم الاستاذ عبد العزيز مشري المرأة المحجبة بأنها (القابعة في لفافتها كالغراب) {نقلا عن الأستاذ جرمان الشهري :جريدة المدينة العدد 12370 في 18/10/1417هـ}
ثم تم طرح الأسئلة التي تقارن بين المرأة السعودية والمرأة المسلمة في بقية الدول الإسلامية .. كتبت الأستاذة انتصار العقيل { وهي تبتسم في صورتها المنشورة إلى جوار المقال، حاسرة الرأس} :
( السؤال الذي أريد له جوابا : هل المرأة في ماليزيا والإمارات والدول الإسلامية الأخرى ليست مسلمة؟! طمئنوني هل ولي أمر المرأة هو الذي سيقف عوضا عنها يوم الحساب أمام رب العباد ... فيعاقب أو يؤجر نيابة عنها؟! هل هذه المرأة من كوكب آخر أم هي بشر ككل البشر، لها بشريتها بكل ما فيها من حسنات ومثالب؟(..){ سقط اسم المجلة ربما تكون ( الناس)، العدد 780 في 21 / 4 / 2004م.}.
ثم بدأت مرحلة الخجل من الحجاب .. قالت إحدى السيدات –ولعلها الأستاذة سمر فطاني – للجزائرية عائشة لمسين :
(لو أننا سرنا بالعباءة في شوارع باريس،أو لندن،أو نيويورك،لأضحكنا الناس علينا){ ص 59 (حكم الأصوات : النساء العربيات يتكلمن ) / عائشة لمسين / ترجمة : د. حافظ الجمالي / دمشق / دار طلاس}
اللمحات السابقة قد لا تكون مأثرة مثل نقض الحجاب عبر الدين نفسه .. مما يعني أن الفتاة التي تربت على الحجاب حين تقرأ أن في الإسلام وجهة نظر أخرى تبيح كشف الوجه .. فإنها قد ترى أهلها متشددين .. أو آخذين بالأحوط ..
قبل سنوات دار حوار حول الحجاب .. وكان أحد طرفي الحوار يحمل ماجستير في الشريعة .. وذكر أن نساء أسرته لا يخرجن إلا محجبات .. ولكنه من جهة الدليل لا يرى وجوب تغطية المرأة وجهها .. وساق نقولا كثيرة .. نسيت اسم الباحث .. اسمه الأول وآخره (خياط) ... كما كتب الأستاذ نجيب يماني :
( وما دفعني على تكرار الكتابة في هذا الموضوع{ كشف المرأة وجهها - محمود} هو إصرار البعض في كل وسائل الإعلام أن الأصل هو تغطية المرأة دون الاستناد إلى كتاب الله وسنة رسول الله ومن قال بما ليس في الدين فقد ابتدع ، فوجه المرأة على المذاهب الأربعة ليس بعورة، والدين يؤكد على ذلك فكيف نخالف النصوص والوقائع وهذا المجتمع يستمد أحكامه من شرع الله وحده، وبالتالي فإن تركيبته قائمة على أساس أحكام هذا الدين (..) وكشف وجه المرأة الأصل فيه الإباحة، وسوف أستمر في بيان هذه الأباطيل حتى يتم توضيح الحقيقة){ جريدة البلاد العدد 17671 في 26 / 1 / 1426هـ.}.
ثم قرأنا لقاء مع الشيخ عبد الله المطلق، سُئل عن ظهور النساء في القنوات الجادة، ومما جاء في ذلك الحوار :
( برامج تشترك فيها النساء بالحجاب الإسلامي بالمعنى الثاني ( أي بغطاء الرأس دون الوجه) وينبغي لنا أن نفرح بأن 80 % من النساء المسلمات يرين أن هذا هو الحجاب الإسلامي الذي يؤجرن بإتباعه . مبينا فضيلته أن أكثر من 90 % من نساء المسلمين يعتقدن بالمعنى الثاني للحجاب الإسلامي، مشيرا إلى أن الخلاف بين ابن مسعود وابن عباس من زمن المصطفى صلى الله عليه وسلم وحتى الآن ){ جريدة الوطن العدد 1295 في 25 / 2 / 1425هـ. }.
كل هذه العوامل مجتمعة لاشك أنها سوف تخلخل فكرة الحجاب .. حتى لدى الفتاة التي تربت عليه ... ولا ننسى تعليق أختنا الجوهرة بن سلمة (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك) .. الله المستعان يا د. نورة صرنا نشوف كثير من النساء تساهلوا بالحجاب كنّ قدوة ..).
فهي تقول (كن قدوة) .. وبالتالي فنحن أمام تغير طرأ عليهن .. حين بدأ الحديث يتكرر عن وجود رأي آخر للإسلام لا يعتبر تغطية وجه المرأة واجبا .. بلغني أحدهم قال لابنته :
أكشفي وجهك .. كانوا يضحكوا علينا!!!
ختاما .. أشكر أختنا الكريمة (الخنساء) .. وإن وجدت فائدة فيما كتبتُ فلعلها تؤجر إن شاء الله ... ونردد مع أختنا "الجوهرة" : (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك)


أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني