كنت أسير وحدي قاصدا سوق مدينتي الذي احفظ دكاكينه وباعته عن ظهر قلب . سوق اعتدت عليه حتى صار جزءاً من كياني .كانت خطواتي تبطيء المسير لأتلذذ بإلقاء التحية على الباعة وسماع ردودهم الجميلة . في ذلك اليوم كان هناك دكاناً غريبا لم اعهده في السوق ! . والأغرب هو صاحب الدكان وبضاعته . تحيرت في أمره حتى دفعني فضولي الى الإقتراب منه وإلقاء التحية عليه السلام عليكم . وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . كيف حالك ؟ أراك جديدا على حينا . هل تريد أن تشتري أم لا ؟ لاتطل الوقوف دون عمل لدينا الكثير من المشاغل . عفوا هل تطلعني على بضاعتك ؟ أريد أن أشتري . شكلك لايعجبني أنت كافر . سبحان الله أقول لك أريد الشراء تقول لي كافر ؟ . انظر ياهذا نحن نبيع الجنة هنا . الجنة ؟ حقيقة لم أفهم كيف تبيع الجنة ؟ وهل هي في هذه الأكياس السوداء ؟ . لا لا لا تلمس قرر دخول الجنة ونحن نختر لك الباب . تختر لي الباب ؟ كيف هذا هل لك أن تشرح لي ؟ لاحظ أنتم ابتعدتم عن السلف الصالح واغرقتم أنفسكم بالرذائل والكفر حتى نسيتم الله فنسيكم . نسينا الله ؟ سامحني يا شيخي أنا أعتذر فعلا نحن مقصرون تجاه من خلقنا سامحنا يارب ترى هل لي توبة ياشيخ ؟ طبعا ولكن للتوبة شروط وماهي الشروط ؟ أولا أن تقتل نفسك لأجل الدين وأن تنتقم من أهل البدع والضلال . اجعل نفسك فداءاً للدين وستجد رسول الله بانتظارك لعمري ستتناول فطورك مع الرسول صلوسلم وقالها بسرعة مفرطة حتى اعتقدت ان (سالك ستعنون له عقوبة) . هل لهذه الأكياس علاقة بالتوبة ؟ نعم . ومافيها ؟ .عدت للسؤال فيها أحزمة ناسفة متفجرات حراب بلعت لعابي وأنا أشعر برغبةٍ عارمةٍ للهرب . سيدي اقترب موعد الافطار سأعود لك بعد أن أفطر . قال لي لا أنت ضيفي ولن تبرح مكانك وفجأة ظهر أشخاص يشبهونه بكل شيء حتى ظننتهم مستنسخين عنه حاصروني من كل مكان واقتادوني مكبلا الى غرفة يجلس فيها شخص قصير القامة كثيف اللحية من حوله الكثير من الحوريات قصدي النساء سلموا عليه السلام عليكم ايها الأمير هذا الكافر يريد التوبة . لست كافراً . أصمت لاتتكلم في حضرة الأمير . أيها الملعون ستلبس حزاما ناسفا وتفجر نفسك وسط السوق لتطهر نفسك من الذنوب ودون ادنى جدال ربطوا الحزام حول بطني واشاروا علي ان اضغط على الزر حين اتوسط السوق . وأخبروني بأنهم سيفجروني عن بعد إن لم أفعل أنا ذلك وعندها سأدخل النار لأن المؤمنين قتلوني بينما رفضت الجهاد !. خرجت من الغرفة وأنا حائر في أمري كيف لي أن أقتل أهلي وجيراني رباه رباه نجنِي من مصيبتي وبينما كنت شاردا بأفكاري وإذا بي قد توسطت السوق وأنا أنظر إلى جاراتي وأطفالهن وجيراني وهم يجففون عرق جباههم نظرت لهم وفي عينيّ دمعة اعتذار منهم ونظرة وداع لهم . ضغطت على الزر وشعرت بنفسي تهوي بسرعة وإذا بي وقد وقعت عن سريري سبحان الله ما ذلك الحلم البائس . فتحت شباك غرفتي لأنظر إلى سوقنا . يا إلهي !! رأيت السوق وهو مزدحم بالشرطة وسيارات الإسعاف والدماء كالبرك في الشارع قلت في نفسي :من هو الذي أرسلتموه إلى الجنة يا أولاد .......