بحارُ الموحَّد/ د. ضياء الدين الجماس

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صِيغَ المُوَحَّدُ عدْلاً ما بِـهِ عِـوَجٌ...صـَوْغَ الأجِنَّـةِ في أرحامِها تَـلِجُ

وكـُلَّما أطلقوا في العِلْمِ مُصْطَلَـحاً...صِنْـوٌ له صِيغَ مِنْ فُصْحَى بـها هَزَجُوا

مِنْ صـدقِـهِ وَمَضَتْ في سِرِّه قِـيَمٌ...سـاغَتْ لأمَّـتِنا، في نَهْجِها نَـهَجوا

نُصُوصُهُ كنـخيلِ العُرْبِ ذُرْوَتـُها...بواسـقٌ لا لوى فـيها ولا فـَحـَجُ [1]

ذَلولةُ العـِذْقِ إنْ تَطْـلُبْ فَوائِـدَها...منارةُ الهدْيِ إنْ ضـَلَّتْ بكَ الفِـجَجُ[2]

في كُـلِّهـا نِـعَمٌ تَحْـبُوكَ في كـَرَمٍ...مِنْهـا علومٌ سَمَتْ فـي نُطْقِها لَهَجوا

طِـبٌّ وصَيْـدَلَـةٌ في مَـتْنِهِ ذُخِرَتْ ...كذا عـلوماً مِنَ الأسنانِ قد مـَزَجوا

عُـلُومـُهُ زخـَرَتْ في أصلِ مَـنْبَعِهِ...كمـا البحارُ وفـي أمواجـِها المـَرَجُ

أكْـرِمْ بـمُبـْدِعِهِ فـي اللهِ وُجـْهَتُهُ...نـِعـْمَ التَّوجُّهُ كـي تَعْلُو به الحُجَجُ

بَـرٌّ لطـيفٌ كَـما رَبَّاه خَالِـقُـهُ...نِعْمَ الشـَّهامَةُ يُـعْطي وَهْوَ مُبْتَهِـجُ

قـدْ حَـثَّنا هـِمَمَاً تَسْمُو دوافِـعُهُ...كـما الأزاهـيرُ في رَيْحـانِها الأرَجُ

هذا مُوَحَّدُكُـمْ قـَدْ صـارَ في حَرَزٍ...فـيكُم أمانَـتُـهُ ،فَلْيُحْـذَرِ الكَـرَجُ [3]

حَقَّـاً مَـداخِلُهُ فـي دِقَّـةٍ رُصِفَتْ...فـي قُرْصِـهَا كُنـِزَتْ كأنَّها اللُّـجَجُ

هذي وَصِيَّـتـُهُ ، بـِقـُوَّةٍ فَـخُذُوا...تُرجَى منـافعُكُم، غيظتْ بِكُم عُـلـُجُ [4]

ما مِنْ عُـلومٍ بَدَتْ إلاَّ وحَوْضُـكُمُ...سـورٌ فَسيحٌ لَـها ومَـا بِـهِ فُـرَجُ

نَعَم، وإنْ ثَـقُـلَتْ بـها عزائِـمُكُم...فـصابِـروا أبـداً يأتـيكمُ الفَـرَجُ

ولو دنـا أجَـلٌ فَـدَوِّنـوا كَـلِمـاً...تطوى بـها صُحُفٌ ، ترقى بـها المُـهَجُ

تُـضاعـَفُ الحَسناتُ ما عَلَتْ هـِمَمٌ...مَـنْ أحسنوا عَمَلاً فـفي الجنانِ نَـجُوا

بِـكلِّ حـَرْفٍ لكُم عَشْـرٌ مُـضاعَفَةٌ...وقـد تُـضاعَفُ أضعافاً، بـها ابتَهِـجوا

فَكَمْ مـنَ الحَسناتِ في مُـوَحّدِنـا ؟!...بشـرى لكم يومَ كَرْبُ الضَّيْقِ ينفـَرِجُ

ياربِّ بارِكْ بِـهِ واحـفظْ لـنا عَمَلاً...يُـقالُ فـي نَـفْعِهِ : "حَدِّثْ ولا حَرَجُ"

نلقـاكَ يوماً بِـه والناسُ قد هُلِعُـوا...وأنتَ راضٍ بِمَـنْ رُحْماكَ قَدْ وَلَـجُوا

الحمد لله رب العالمين



[1] - الفحجُ : هنا التَّكَبُّر (والاعوجاج والابتعاد عن الأصل ) .

[2] - الفِجَجُ : السبُلُ والطرق خاصة الفسيحة

[3] - الكرَجُ : الفساد والشطط

[4] - العلُجُ ، ج علجي : الأعجمي الغليظ الخلقة