أصول البحث العصري:
يكاد الباحثون يجزمون أن النت بات من أفضل المراجع وأسهلها تناولا ,خاصة أن الباحث سيجد بغيته بسهولة والنصوص التي تؤيد رأيه وفي كثير من المواقع, وأن كان هذا الأمر واقعا ملموسا ومن
خلال عمل المتابعين والعاملين في هذا المجال, نجد أن الأمر ينقسم لعد ة أمور يجب الانتباه لها هي:
1- مدى صحة ما وجدوى المادة المختارة فكرة وعمقا, ومدى جدارة الباحث العارض لمادته الباسط لفكرته بذكائه العملي في اخذه لصلب الفكرة حصرا,
وبمكننا من خلال المراجع التي يستعين بها الباحث هنا ,معرفة مساره الفكري عموما, ناهيكم عن مشكلة تعتري الباحث هنا من تعدد الأسماء المحررة للنص الواحد عبر الشابكة .
مما يطعن في مصداقية المادة المقتبسة ,خاصة إن كان كل نص يختلف قليلا عن الآخر مثال(شاهد الهامش ذو الرابطين الدلاليين في الموضوع المشار إليه في الهامش ومن خلال هوامش الموضوع المشار إليه.[1]
هنا يصعب معرفة الأصل عن المقتبس عموما, وهذا أمر يتكرر كثيرا عبر النت مما يكرش عدم الموثوقية بالمادة المنشورة .
2-استمرار أهمية المرجع الورقي ,والذي يثبت قوة الباحث وعزمه الأكيد على العمل بشتى الطرق للوصول لبلورة فكرته التي هي غرض البحث, فالمرجع الورقي يملك مصداقية أكبر واوضح كما نعلم.
3-كثرة المراجع في الاستدلال لا تعني قوة البحث, بقدر ما يجب أن يغلب على البحث جهد الباحث الشخصي وإظهار رأيه وإسقاطاته, لذا فإن كثرة استعانته بالمراجع لا يعني قوة الفكرة وكثرة من يؤيدها ,
بقدر تراجع نقاشه وتراجع حضور الباحث فيها ,فهو تأليف من نوع بحثي وليس عرضا فقط..
4-قوة الفكرة المطروحة, وهي من الأهمية بحيث يتساءل القارئ :ماذا يريد أن يقول الباحث هنا؟ فالمسلّمة التي يجب أن يؤمن بها الكاتب ,أن القارئ ليس ساذجا بحيث لا يكتشف سريعا فجاجة البحث وعدم نضوجه ,
أو غموض الهدف الذي يكتب حوله وكذا طريقة العرض والأسلوب غير المناسب, ومن هنا يظهر اسم الكاتب فإما يزكيه جمهور القراء أو يصبح اسمه غير جدير بالمتابعة, فهي مغامرة فكرية هامة .
5-اختصار النص المقتبس, فهناك نوعان للاقتباس أو النقل: نقل المعنى والرجوع لمصادره بحيث يحق للباحث عرض المعنى العام لما اقتبسه ,ويذيل في الهوامش كلمة : ما معناه أو مقتبس بتصرف,
وهو الأفضل, أو يورد المادة المقتبسة كاملة وهذا ما يكلفه عناء الشرح مقارنة بما يريد أن يطرحه, والجدير بالذكر أن كثرة الاقتباسات لا يعني شرطا نجاح البحث وقوته, بل إن مقتبسات قليلة قوية تكفي لدعم الفكرة المراد عرضها للجمهور.
6-وفي كل الأحوال نحن نعاني من طول حجم البحث بلا داع, فالفكرة المراد عرضها يمكننا أن نعرضها باختصار او بطريقة معقولة كبسط , خاصة لو كان قارئا عبر النت وغير معني او متخصص بتلك المادة والمطلع يختلف عن المتخصص ,فتنوع مشارب القراء يجب ان نجعله غنيمة لا مدار جدل وخسارة.
وعالم النت لا يتحمل النصوص الكبيرة عموما, ولا حتى الغموض في طرحها ونعتقد ان زيادة التعقيد فهي من مساوئ البحث طبعا.
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=45044
نخلص بعد هذه الجولة السريعة:
أن البحث فن قائم بذاته له أصوله وطرقه, فمنهم من يفضل تقسيم النص:
1-للمفهوم المصطلحي للعنوان معجميا ومعرفيا ومن ثم بسط الفكرة شرحا وتبويبا.
2-ومنهم من يمهد له تمهيدا مبدئيا بطريقته ,وحسب نوعه ,لكي يدخل صلب الفكرة بعد ذلك تبويبا تفصيليا.
وفي كلتا الحالتين نجد أن نجاح العمل يتوقف على :
1-وضوح الفكرة وعرضها بلا أسلوب إنشائي ثقيل.
2- اختصار النص في المواضع المقتبسة.
3- حسن الدخول للنص والختام والذي يظهر مدى براعة الباحث في عرض فكرته والمناورة حولها.
4- مدى قوة الفكرة المعروضة وأهميتها , وقوة المراجع التي استعان بها الباحث وأهمية الورقي منها, بحيث يظهر مدى عنائه وعدم استسهاله للعمل بحيث يغفل عن مصادر اخرى ذات أهمية أيضا تعطي للبحث قوة وعمقا.
وأخيرا:
يبقى البحث أثقل النصوص وأهمها نوعا في عالم العرض الفكري, وهي لا تبعد كثيرا عن الجهد الروائي لكن طريقة العرض تختلف طبعا, فكل يعرضها من وجهة نظره فإما جدي وتفسيري منطقيي,
أو أسلوب أدبي خالص يطرح الفكرة بطريقة وجدانية أقرب للفلسفة منها إلى المنطق عموما.[2]
ريمه الخاني 17-7-2013


[1] http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=45804





[2] http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=45808
(اضطررنا للاستشهاد بروابط عبر النت عموما لأنها كانت مزيج من جهود شخصية هامة واستعانة بالنت أيضا-فقط لتوضيح الفكرة .)