خبرٌ عجيب، يجعل المرء وهو يقرؤه، ترتجف فرائصه رعباً وهلعاً، ويتساءل بلسان حال خائف: هل استطاع العلم حقيقةً أن يخترق حواجز الزمان والمكان.؟

فقد سمعنا بأمر «استنساخ حيوانات»، والمحاولات الجارية لاستنساخ بشر آدميين، ونحن نؤمن بأن الإعجاز الحقيقي لقدرة الله سبحانه تكمن في عملية الخلق الأولى، (خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث..) صدق الله العظيم.
أما أن تلقّح البويضة مخبرياً وتحقق الانقسام المطلوب، والتكاثر، فهذا أمر يندرج تحت عنوان العلم.
ولكن لنا أن نتصوّر في حال نجاح تجارب «استنساخ البشر» كيف ستعمّ الفوضى بالأنساب والأعراق والقوميات أيضاً، وكل هذا يصبّ في مصلحة الاستعمار الطامع للسيطرة على مقدّرات العالم بالإرهاب العلمي.
فهل أُعطينا سلطان العلم لنكون الفاعلين الساعين لتدمير أصل الحياة.؟
أما عن الخبر العجيب الطازج فيتلخص بنشاط علماء «إسرائيليين» لتطوير نموذج من سلاح بيولوجي يستطيع الفتك بجينات بعينها يحملها أشخاص معينون، وبعض الجينات مسؤولة عن الصفات الوراثية للبشر.
هذه البحوث تعمل على تحديد الجينات المورّثة للعرق العربي، وهذا يعني باختصار، أن إلقاء قنبلة تحمل هذا النموذج البيولوجي بين مجموعة من البشر، لن يطول أذاها ولن تتلف غير الجينات المورثّة للعرق العربي، وسيلة «غاية في التحضّر» لإبادة عرق بشريّ.
وهذا السلاح لا يفصل بين جينات العرق الواحد، بل يستهدف العرب في كل أقطارهم.
وهذا يعني أيضاً، إيهام العالم بأن العنصر العربي بتركيبته «البيولوجية» يختلف عن تركيبة البشر الأسوياء، وسوف يتبعه التقرير بأن العرب (إرهابيون وقتلة وبدائيون) يجب على العالم المتحضر التخلّص منهم، ويعني أيضاً «من جانب آخر» أن الصهاينة لا يحملون المورثّات ذاتها التي يحملها سكان المنطقة نحن العرب، بل يحملون جينات أرقى.
ويعني فيما يعني مدى الحقد الصهيوني اليهودي العنصري ليس على العرب فقط، فالأمر إذا صح «وهنا أضع عدداً من الخطوط الحمراء تحت إذا» فلا بد أن له ذيولاً تصل لمحاربة ما هو أكثر من الجينات العربية، وتتعداها إلى مورثّات الألوان والصفات واللغات والأديان لكافة شعوب الأرض، والتهديد في بقاء العرق اليهودي دون سواه، وارثاً للأرض وما عليها.
المفارقة في أن الخبر المذكور جاء عبر وسائل الإعلام الأمريكية وبمباركة أمريكية، وللتنبيه فقط فإنني أذكّر أن أمريكا هي «راعية السلام» المحايد والنزيه جداً بيننا وبين الصهاينة الذين يمتلكون أيضاً وبمباركة أمريكية كل أشكال وألوان الأسلحة المتطورة والمحظورة على العالم أجمع النووية والكيميائية والجرثومية والبيولوجية.
لست ألوم أمريكا أو أعتب عليها فهي، كما علّمنا طول خبرة التعامل معها، أنها طرف معادٍ، لكنني أعجب كيف يصدق «لو أحسنا الظن» أحد من المسؤولين العرب أن أيّ اتفاقية أو معاهدة أو تنازل أو استسلام مع العدو الصهيوني يمكن أن يبعدنا «كأمّة» عن حجم هذا الخطر المتربص بنا.
إن هذا السلاح البيولوجي الذي تجري دراسة تصنيعه وتوليده، هو أحدث الهراوات المشرعة فوق رؤوسنا، والذي يحارب الجينات العربية دون سواها ويدمّرها، من المؤكد أن أذاه لن يصيب الكثيرين من المسؤولين العرب، القائمين على العبث الرخيص في مصير ومستقبل الشعب العربي، وبخاصة أولئك الذين أوغلوا في دماء العرب السوريين، الذين يقتلون الحياة وما فيها خدمة لأسيادهم.
فالبشرى لمن لا يحملون الجينات العربية.
والبشرى للساقطين المحسوبين على العرب والعروبة.