”عمر الفرا” قصائد مطبوعة في الذهن... وتجربة شعرية غنية

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
المصدر عبد الرحمن الدباغ
23 / 03 / 2007
أقام المكتب الفرعي لنقابة المعلمين في حمص الثلاثاء الماضي، أمسية للشاعر "عمر الفرا" على مسرح الكندي. بدأت الأمسية مع الكاتب "محمد غازي التدمري"، الذي عرَّف بالشاعر عمر الفرا "أبو نزار"، مشيراً إلى أنه ما من قصيدة ألقاها الشاعر "عمر الفرا"، إلا وانطبعت في أذهان الناس من كل الأجناس والأعمار، وإنَّ تجربته الشعرية غنية وبعيدة عن النقد، ثم بدأ الشاعر "عمر الفرا" قصائده وسط تصفيق من الحضور الذي ملأ مسرح الكندي بأكمله، ومما ألقاه الشاعر (الفرا): "صبا حي مسائي عرفت بأنك فوق الكلام وفوق الشتاء، وعرفت إذا غبت عنّي سأكتب عنك الكثير الكثير، جمالك باق وعمري قصير، لأجلك بعض النهور ربيعاً، لأجلك جاء السنونو إلينا لأحلى الحكايا ونور البشر لرقص الغزال، في كل يوم تصير أحلى، حيث عينيك سبع لغات يعجز الشعر عن حديث العيون، مثلها الصبح في شروق الصحارى كخيوط من مطلع الشمس هبت فأنت نور في ظلملة نفسي وجمالك لايحد له جمال"....





ثم ألقى أجزاء من قصيدة (كل ليلة): "كل ليلة حين أتذكرها يجري معي ما مر معك من غير إرادة ارتعش، صرت أحبُّ الدنيا لأجلك كيف أقول ياحبي أول اسم يحط على بالي اسمك، أول علم حيَّر سؤالي علمك، لاوجود إلا بوجودك، أنت مبدع أنت ساحر أنت شاعر في كل قصيدة كل رواية أنت أولاً يا حبي وأنت الآخر".

ألقى الشاعر أيضاً في وصف مدرسات المدرسة: "إنَّ الفراشة تعلمت أسلوب مشيتها عمداً تمشي بغنج لأجلي ترميني بحرج، ليتها شي مرة تطلب وليتني ألبي حتى لو عيني حتى لو شريان قلبي يحفظ الله ما عليها فرس ترمح وأنا الفارس ووميض خدود مدهش وبريق عيونها زلال خس ريختير أن ينقاس مبسمها صباح الخير عقب كانون بمنتصف الليل".

ومن القصائد التي ألقاها الشاعر "الفرا" قصيدة "كوثر"، وهي بنت كانت تعتبر من الجميلات، لكن أصيبت بمرض سرطان الدم وهي باتنظار موتها، يقول: "كوثر لما الوردة تنشر عطر تحاول أن تقلد كوثر، ولما الريشة تكتب شعر ولما البسمة ترف البشر ولما يرتل صوت النهر والكل يحاول وما قادر على أن يماثل كوثر، كوثر تمشي متل العسكر متل الدينامكي يتنظر أن تتفجر شمس المغرب قبل المغرب تأخذ منها اللون وتحمر، وبأحد أيام الشهر الماضي في الصبح تنفس لما شموع الخيط الشمس امتدت شافت إشارة بيدها عدتها جف لون الدم الأخضر صارت كوثر تسأل تذبل، وكل واحد يمش للثاني احذر كوثر عرفت كوثر بأنها تعيش في عالم منسوج بأوهام نظرات تشرق وتغرب حست إنها تسمع قصة لاتفهمها ولاتترجم كوثر صارت تسأل وين العلماء بعالمنا ليردوا مرض السرطان والعلماء تعيش هموم تصنيع سلاح الشيطان، كوثر همتها تشفي علتها الصبر صح سكتت شربت وسمت بالله وقالت إنا أعطيناك الكوثر"، وتابع الشاعر الفرا إلقاء قصائده بقصيدة تتحدث عن امرأة تصف عذابات حملها، مخاطبة ابنها الغائب: "اكتب سلامي أولاً، اكتب حنيني ثانياً، اكتب تسعة أشهر حملت تسعة أشهر وأنت جار القلب تسعة أشهر وأنت تكبر تسعة أشهر أقوم الليل وأصح من الفجر أدعي إلهي لاتعذبني إلهي ابعث الغالي تسعة أشهر بحياتي ماشفت أطول من تسعة أشهر أشوف بالحلم تمشي أشوفك تحمل نعشي أنت متل القمر لابل أحلى تراني الليلة مشتاقة نهايتها لكل واحد عينك تحياتي وأخيراً مسكينة مضّت العمر عاقر".

ثم ألقى قصيدة الوطن، وهي وصية لابنه: "طيور الكون تسافر وتعود لأرض هجرت منها النمل لها مكامنها الناس عجباً تعيش في الغربة وتنسى وطنها الوطن عزة وكرامة صبر وعزيمة وقوة وإيمان، الوطن يابني ماو سايب، الوطن يلي بنى لبنة لبنة، الوطن يلي يرد الغارة بالغارة الوطن يابني رقم واحد وبعده مية يحي العالم وفي نهايتها ياابني الوطن عرض النبي آدم".

و عن بطل ثائر من مدينة "إربد" الأردنية، وهو "عرار" ألقى الشاعر "عمر الفرا" هذه القصيدة عن هذا البطل بعد زيارة قبره: "ياعرار نحن غير يلي أنت فيه مباراح كانت نخوة العربي متل الصقر الجارح الأخوة انسلت العدواة حلت نسيت غيرة الأحرار نسينا كل أصالتنا نسينا المرحلة علمني العشق ياعرار علمني الصدق ياعرار تعودنا الكذب حتى بنشرات الأخبار يا عرار المرحلة صعبة تعال نصارع التيار عرار محتاجين سيفك يرد كيد الغزو محتاجين للنخوة لكل عربي عهد بالدم نمشي بالدم حتى آخر المشوار".

ووجَّه الشاعر الفرا تحية إلى السيد "حسن نصر الله" بقصيدة "قررت أن نحي بطل": "لك الخلود لك القبل فانتظرني فإني آت إليك وإذا الخطوب تزاحمت فأنا السند وأنا المدد وغداً سأمشي في طريقي سائراً آثرت أن نسمو كما تسمو النجوم أي قلب مدهش في جانبيك حققت لي نصراً مؤزراً وعلمتنا أن عدونا وهم وأوهى كبيوت العنكبوت سهل علينا أن يموت ووعدتنا وصدقت حين وعدتنا بقولك "إنَّ النصر آت" علمتنا فن الحروب وكيف الشعوب تنتصر بنادئها الله أكبر الله أكبر".

وكان لأبطال الجنوب قصيدة للشاعر الفرا "رجال الله": "كذا صار الدم العربي وإن الشعب رغم الذل رغم القهر يرفع راية العصيان كذا فعلت رجال الله يوم الفتح في لبنان، جنوبيُّ الهوى قلبي، هنا حطت رحائلهم، هنا رقدوا، هنا سجدوا، هنا مضوا، رجالاً مضوا، قرؤوا عاهدوا صمدوا، لأجل بلدهم رفعوا لواء النصر فانتصروا، نجوم الليل تعرفهم، جنوبيون كان الله يعرفهم، وكان الله آمرهم وبكل تواضع كانوا رجال الله يوم الفتح في لبنان" .

هذا وقد ألقى الشاعر "الفرا" قصائد "جول جمال"، و"الفجر"، و"أبو سالم"، و"المجنون"، و"عمي طافش"، هذا وقد حضر الأمسية "عدنان الشيخ حمود" عضو قيادة فرع حمص لحزب البعث رئيس مكتب التربية والطلائع والتعليم العالي، ومدير التربية "سهيل محمود"، وعدد من الشعراء والأدباء في المحافظة، وحضور كبير من المهتمين.

آخر تحديث ( 23 / 03 / 2007 )