انتقد ولا تعمل على التغيير، تحظى بالقبول لدى النظام الوظيفي الفاسد المستبد

النظام يريدُنا أن ننتقِدَ سياساتِه، لا أن نعملَ على تغييرها..

وهو عندما يرى رواد "التغيير" يتصدرون المشهد، ويتقدمون على ببغاوات الاقتصار على "الانتقاد"..

يدفع باتجاه إبراز جعجعة "المُنْتَقِدين"، كي تُغطيَ على فاعلية "المُغَيِّرين"..

فالانتقاد هو الخطوة الأولى، وهو فعل مفعم بـ "العاطفة"..
والعاطفة غير مُنْتِجَة في السياسة..

والعمل على التغيير هو الخطوة التالية، وهو فعل مفعم بـ "العقل"..
والعقل هو مركز ثقل الإنتاج السياسي..

وإذا كان النظام مجبرا على احتمال الخطوة الأولى..

فليس أقل في حساباته من أن لا تؤدي إلى الخطوة التالية..

فمن السهل تحويل "المُنْتَقِد" الذي تمَّ حصرُه في فضاء "الخطوة الأولى"، إلى "نَمِرٍ من وَرَق"..
ينفع النظامَ، ويخدر الشعب، ويعرقل الحركة المُنْتِجَة..

لكن من المستحيل منع "المُغَيِّر" الذي قفز إلى فضاء "الخطوة التالية"، من أن يصبح "نمرا من بارود"..
يُرْعِب النظام، ويحشِد الجماهير، ويُؤَسِّس للحركة المُنْتِجَة..

فهل نقفز إلى فضاء الخطوة التالية وهي "التغيير"؟!

وهل نكف عن أن نكون "أنمارا من وَرَق"؟!

وهل نتحول إلى "أنمار من بارود"، ترعبُ النظام، ونحشِد الجماهير، وتؤسِّس للحركة المُنْتِجَة؟!..