المسألة ليست بين العدل والانصاف بل المسألة في صلة العدل بالمساواة وتطرح كالآتي: هل العدل يقوم على المساواة أم على اللاّمساواة أي على التفاوت؟

العدل في جوانب كثيرة من الحياة يستلزم المساواة ويصبح التفاوت فيها ظلما وجورا وعدوانا.

العدل يقتضي المساواة بين الناس في حفظ ضرورياتهم وفي حفظ أنفسهم وأموالهم وأديانهم وأعراضهم....

العدل يقتضي المساواة بين جميع الناس أمام سلطة القانون...

العدل يقتضي المساواة بين الحق والواجب، أي بين ما يؤخذ وما يعطى أخلاقيا ودينيا واجتماعيا...

العدل يقتضي المساواة في القصاص بين الجريمة والعقاب...

العدل يقتضي المساواة بين الناس أخلاقيا احتراما وتقديرا وتعاونا وإيثارا...

العدل يقتضي المساواة في محبة الأولاد، لا تفاضل بينهم، والوالد غير مسؤول عن دوافعه الداخلية...

العدل يقتضي المساواة في التوزيع بين المرأة والرجل في الحق والواجب..

العدل يقتضي المساواة في التبديل بين السلعة وقيمتها النقدية أو بين سلعة وأخرى في المقايضة...ألخ


العدل في جوانب أخرى من الحياة ومرتبطة بالفروق الفردية بين الناس وهي فروق طبيعية تتبلور في البيئة التي يعيش فيها الناس، يقتضي العدل في هذه الجوانب التفاوت أي يتحقق العدل باللاّمساواة والمساواة في هذه الجوانب من صور الظلم والجور...


العدل يقتضي اللامساواة بين الظالم والعادل في االجزاء، بين المجرم والبريئ في المقابل، بين العالم والجاهل في الثواب والأجر، بين من هو مردوده أكبر ومن هو مردوده أقل، بين المجتهد والمهمل، بين العامل والبطال، واللامساواة في المهام والأعمال والمناصب المختلفة...ألخ ومعيار التفاوت في تطبيق العدل هو الفروق الفردية الطبيعية والاجتماعية بين الناس جميعا، أي الاختلاف الطبيعي البيولوجي والفكري والنفسي والاجتماعي البشري...

خلاصة القول العدل يتأسس على المساواة في كثير من جوانب الحياة وفي أخرى يقوم على التفاوت...