إملاءات من دلو الحب (1)


عيناك تباغتانني عند مفترق الأمل، هناك في عمق قعر رمسي.
تصيّرانه وروداً، شعلة من عبير، قمراً أخضر ما له من نفاد.
حنّاء عطفك بيديها ترفع إكليل الشوك عن هامتي المعصفَرة، تنزع طرحة الآلام عن أطلال سنين ذاتي، تغسلها بكحل مقلتيك، فيصنع المخلوق خلقاً، وينتشي الفَلك بأعتاب النَّمير.
بسمتك حيث سكب الأرجوان خصلات الأفق ترمق العشق، تسلمه عمري المؤرَّق، ترسم له على رسالة لا حروف لها همسة تختم النهايات.
عليكِ وحدكِ التفسير، وعلى إشراقات وجهكِ الإلهام، حيث ضاع الضياع عند بوابة شمسك تفجّر المدى، وبعثر الأرجاء فلا تنالها الحمائم، لكنها عند كحل عينَيك تجتمع، توحدها أنملتان من ندى كفك، فتزرعانها عند لهفة البيلسان.
مرفئي الذي لا تبلغه الشطآن.... وصلته خطوات تيهك، حضنته، غرست له قبلة في الهواء.
وعلى أسواره التي لا تنتهي قابلت عطركِ، فما أعتقني.
لكنْ، عندما قابلت آخر السفن السارحات، وجدتك تحملين زهرة، وبطرفة من عينك تقشعين الضباب، كل الضباب.