زينب توزدومان...بقلم آرا سوفاليان
ما أجمل أن ينثر الانسان الورود والمحبة بدلاً من الحقد والكراهية...ما أجمل أن يعترف الأنسان بأخطاء أهله وأجداده ويقف شامخاً على منبر الحق...زينب توزدومان اسم على مسمى...ليباركك الله يا زينب ويبارك جملتك التي يجب ان تكتب بحروف من ذهب على واجهة البرلمان التركي ليقتدي بها من يديرون ظهورهم للحق حتى اليوم (نعتذر لعدم قدرتنا على حمايتكم والحفاظ على انسانيتنا)
البيان الصادر عن رئيسة مجلس ازميرـ تركيا للسلام السيدة زينب توزدومان بتاريخ 24 نيسان عام 2013
المرأة الشجاعة التي آمل ان يحفظها الله مِن بَطشِ مَن بَطَشَ بهرانت دينك...ويبقيها بخير.
أعتذر من جميع شعوب الأناضول الذين تعرضوا للإبادة الجماعية "1"...أعتذر عن كل يوم لزمنا فيه الصمت منذ بدأت هذه المجازر"2"...أعتذر بالنيابة عن اجدادنا الذين كانوا القتلة"3"، وتعاونوا مع المجرمين الآخرين"4" لإخراج هذه الجريمة التي ازهقت ارواح مليون ونصف أرمني وآخرون كانوا يعيشون في موطنهم الأصلي في الأناضول.
أعتذر من فتياتكم الصغيرات القاصرات اللواتي اضطررن لدفن الرجاء والآمال في صدورهم المتعبة حتى آخر يوم في أعمارهم"5"
أعتذر من كل شعوبكم عن ضحاياكم التي تم دفنها بدون جنازات لائقة وبلا مقابر ولا قبور ولا أكفان"6".
أعتذر عن التسبب لكم بإضافة عبارة الشعوب المقهورة الى مفردات لغتكم...أعتذر من كل فتياتكم ونساؤكم ضحايا أعمال العنف"7" والاساءة والاغتصاب، اللواتي تم زجهن قسراً في احضان الكرد والتركمان والاسلام بالتعسف والصبر والاكراه"8".
أعتذر عن من أجبركم الى التحول الى التهجير والشتات والتشرذم والذل خارج ارض الوطن في ما يشبه ثمار الرمّان التي تذهب بيعاً الى كل أرجاء المعمورة"9".
أعتذر عن من أجبركم على الرحيل وترك وطنكم والابتعاد عنه في مسيرة طويلة وشاقة وبقلوب مكسورة من نقاط تجمّع الى نقاط ترحيل، ونقاط وصول، بعيدة جداً عن اوطانكم، بعيدة ونائية ومقفرة"10"
أعتذر عن من لا يزال يمنعكم من اطلاق اسماء ارمنية على أطفالكم تتعلق بلغتكم وقوميتكم ودينكم، فتمنعكم من ممارسة ابسط حق اساسي يجب ان يتمتع به كل انسان على وجه الارض"11"
أعتذر عن مصادرة بيوتكم وممتلكاتكم وأراضيكم ومزارعكم، وبساتينكم، ومحلاتكم، لخلق اقتصاد وطني مزيف ومسروق يستند على فرض العنصرية البغيضة التي لا زالت مستشرية في هذا البلد"12"
أعتذر عن تبديد وإبادة الشعوب الأصلية التي كانت تعيش في ارضها الطبيعية بعد تعرض هذه الشعوب للإبادة الجماعية مما أهدر الموروث الانساني والاقتصادي والثقافي والسياسي المتراكم"13".
أعتذر عن مصادرة الأماكن التي تتعلق بهذه الشعوب والتي تتمتع بالخصوصية كالأديرة والكنائس ودور الارساليات والراهبات وجمعيات المبرة والمدارس والنوادي...وتحويلها الى مساجد ومستودعات واصطبلات"14"
أعتذر من الناجين القلة، من الابادة الجماعية لمنعهم من ان يحلموا بالنطق أو بكتابة ومزاولة لغتهم القومية الخاصة"15"
أعتذر عن من يجبركم أن ترددوا كل صباح (أنا سعيد لأني تركي) "16"
أعتذر عن من أهدى أملاككم لمن قتلكم"17"
أعتذر عن من استطاع وبجدارة تحويل حديقة الأناضول التي كانت تحوي شعوب مختلفة الى مقبرة لمختلف الشعوب"18"
أعتذرعن من أفهمكم زوراً أن الحزن الذي تعبر عنه اغنية ساري جيلين لا يتعلق بالابادة الجماعية في حين الحقيقة تقول أن كل الحزن الذي تسببه هذه الاغنية يتعلق فقط بالابادة الجماعية وهذه هي الحقيقة ولكنها تصل بعد فوات الأوان.
أعتتذر عن قتل وتشريد وضياع كافة الشعوب الأصلية التي كانت تعيش في الأناضول، فلقد كانوا هنا قبل وصول الاتراك بكثير"19"
نعتذر عن هذا الضياع الذي كان بسبب التعايش مع وهم خلق أمة واحدة متفردة مؤلفة من الاتراك فقط"20"
أعتذر عن من استطاع خلق جحيم الموت المروع وعن من حول الشعوب الى موتى بدلاً من التعايش السلمي للجميع تحت سماء الله الزرقاء الصافية الهانئة"21"
أعتذر عن من استطاع دفن الأسماء (آكوب ـ كريكور ـ صموئيل ـ وآني ـ وماريا ـ وسركيس....) في مدينة سميرنا ـ إزمير وكما حدث أيضاً وبالمثل في المدن الكثيرة الأخرى في شيء مشابه تماماً لدفن انسانيتنا في هذه العملية القبيحة"22"
أعتذر عن من بدأ بارتكاب المجازر في هذه الارض منذ لحظة وصوله إليها"23"
أعتذر عن من تعمد إهمال إجراء أي تحقيق جدي بالفظاعات التي ارتكبت في هذه الارض واهمال الفاشيستية الغير مسبوقة التي مورست هنا والتي وصلت الى ضمائرنا وقتلتنا وقتلتها"24"
أعتذر عن عدم تمكننا ولغاية اليوم من وضع حد لسياسات الانكار والاستيعاب ونكران الحقيقة والتجاهل لمدة قاربت المئة عام"25"
أعتذر خاصة عن سلوكنا الغير انساني خلال الابادة الجماعية للأرمن والسريان الآشوريين واليونانيين والبونتيكيين والازيديين والعلويين"26"
مرة أخرى وفي ذكرى شهداء الأرمن في 24 نيسان 2013 وشهداء الابادة الجماعية"27" التي لحقت بشعوب الاناضول الأصليين (نعتذر لعدم قدرتنا على حمايتكم والحفاظ على انسانيتنا)
زينب توزدومان رئيسة مجلس (ازميرـ تركيا) للسلام
الهوامش:
1 ـ الشعوب المسيحية التي تعرضت للإبادة الجماعية في تركيا هي: الروم 2100000 مليونان ومئة ألف انسان وهو أعلى رقم، الأرمن 1500000 مليون وخمسمائة ألف والسريان الأشوريون 748000 سبعمائة وثمان واربعون ألف...والضربة القاضية كانت من نصيب الأرمن الذين فقدوا 75% من مجموع عدد سكانهم وتلاهم السريان الآشوريون.
2 ـ في الحقيقة بدأت المجازر منذ وقت طويل وتاريخ الاتراك في الواقع كله مجازر ولكن السيدة زينب تقصد فيما يتعلق بالارمن المجزرة الكبرى التي بدأت بتاريخ 24 نيسان 1915
3 ـ شارك الشعب التركي في معظمه بالابادة بعد فتوى الجهاد حيث تقرر ان الشعب الارمني في مجمله كافر وخائن ويستوجب القتل.
4 ـ الشركاء الآخرين هم الاكراد والتركمان والشيشان الجركس واللاظ وتفرد الأتراك والأكراد بوحشية لا نظير لها.
5 ـ تم اجبار الفتيات الصغيرات من الارمن على الزواج من الشيوخ بعد اجبارهم على اعتناق الاسلام وضمن قاعدة 4 نساء لكل شيخ عجوز وبطريقة تحمل الحقد والضغينة وضياع الرجاء في قلوب تلك الفتيات حتى آخر لحظة في عمرهم.
6 ـ ابسط قواعد الانسانية والتي تميز الانسان عن الحيوان هي ان يحظى المقتول بجنازة لائقة وصلاة جنازة يوارى بعدها التراب... وتم حرمان كل مسيحيي الشرق من هذا الحق وهو ابسط الحقوق...غاب عن ذهن السيدة زينب ان الارمن لا يستعملون الأكفان مع ان هذا شيء محير خاصة وان السيد المسيح لفّ بالكفن بعد ان انزل عن الصليب فاقداً للروح.
7 ـ لا بد ان السيدة زينب خجلت من كشف الحقيقة كاملة فلقد كان يتم اغتصاب الفتيات امام أهلهم وكانت جموع الوحوش التي لم تر نساء من قبل تلتهم البراءة والطفولة، وكان يتم التعرض للحوامل فتبقر بطونهن بسبب رهان تم بين اثنين من الاكراد او الاتراك يتعلق بمعرفة جنس الجنين ويتم استخراج الجنين ويتم التعرف الى جنسه فيكسب هذا الرهان ويخسره ذاك وتخسر الام حياتها وحياة جنينها، وكان هذا جهاد واعلاء لكلمة الله وتقديم خدمة صافية لوجه الله تعالى كما افتى لهم شيوخهم.
8 ـ اتبع الأتراك أشق طريقة لإهدار انسانية الانسان عن طريق رميه في احضان المسعورين والشواذ والمرضى جنسياً فلقد كان يتم التحفظ على الصغيرات ليتم تجربة كل ما يمكن تجربته بهن وكذلك الاطفال الصغار من الذكور وتتم عزيمة الاصدقاء والخلان في حفلات مجون وعربدة، وكانت تقفل ابواب الزرائب على الفتيات التعيسات للإبقاء عليهن تحت الطلب ولمنعهن من الانتحار عن طريق إلقاء أنفسهن عن الأسطحة أو الامكنة العالية الأخرى.
9 ـ تعتبر فاكهة الرمّان من افضل الفواكه المعدّة للتصدير لأن هذه النبته تصمد أمام العوامل الخارجية ولا تتأثر بالمناخ وبالتالي تصل سليمة الى بلدان بعيدة، وتعتبر هذه الثمرة من أجمل الثمار التي تزرع في بلاد الأرمن منذ الأزل وحتى اليوم وتعتبر السيدة زينب موفقة في هذا التشبيه الجميل.
10 ـ الصحراء السورية ودير الزور ومرقدة بالتحديد هي نقاط الوصول وكانت السوقية تبدأ كبيرة ويتهاوى ناسها على الطريق ويتم القضاء على البقية المتبقية في نقاط الوصول، ويتم التحفظ على الواصلين خلف معسكرات الابادة التركية المسورة بالاسلاك الشائكة حتى استنفاذ آخر امكانية للإستفادة منهم، حيث يتم قتلهم، أو صلب نسائهم في ما يعرف بحفلات الصلب.
11 ـ القلة القليلة التي بقيت على قيد الحياة من الارمن بقيت في اسطمبول ولا نعرف السبب في بقائهم على قيد الحياة والاغلب انهم قلة قليلة اختبأت في السفارات الغربية، وأمرت الحكومة بلطجيتها بعدم التعرض لهم لكي لا يفتضح الامر بين القناصل وسفراء الدول الغربية وهؤلاء وبعد 100 سنة من الابادة لم يصل عددهم الى الـ 70 ألف ويعتقد انهم بعض العائلات الارمنية التي كانت تسكن في الحي الأرمني في اسطمبول...وقد تم اجبارهم على تغيير اسمائهم الارمنية واستبدالها بأسماء تركية وتم اجبارأغلبهم على اعتناق الاسلام صبراً ولا نعرف تماماً ما حدث لهم في العهد الكمالي ولا بد انهم ارتدوا وعادوا الى المسيحية لأن العلمانية التي فرضها اتاتورك ألغت كل الاديان وما يرشح عنها وخاصة القتل بعد الردة.
12 ـ تمت مصادرة كل ما يتعلق بالارمن من اراضي وبيوت وعقارات ومزارع ومحلات وورشات ومصانع وكنائس ونوادي ومدارس ومقرات احزاب ودور ايتام وكل الاموال المنقولة وسندات الديون بكل انواعها، وكل الذهب والمتاع والاثاث والكنوز الآثار والارث الثقافي والفني والشعبي بإعتبارها اموال غائبين، ووصلت الصفاقة بطلعت باشا ان يطلب من السير هنري مورغنتاو سفير الولايات المتحدة في تركيا... بوالص التأمين على الحياة التي ابرمها اثرياء الارمن مع المصارف الاميركية استناداً الى ان هؤلاء قد ماتوا فعلاً والى ان وريثهم الوحيد بعد ان تم قتل ورثتهم هو الدولة العلية.
13 ـ تعتبر الحضارة الارمنية ذات تواجد وتأثير يمتد من عهد امبراطورية اورارتو التي ورثها الارمن سلماً وبدون حرب وانصهروا بها...ان هذه المدة الموغلة في القدم والتي تعود الى قرون عديدة قبل مولد السيد المسيح لا بد انها ادت الى تراكم مذهل في الموروث الانساني بكل فروعه.
14 ـ لا بد ان الطعنة النجلاء التي سددها الاتراك للأرمن بعد الابادة هي تحويل كل الكنائس الى مستودعات، واسطبلات، وبعد الاباحية التي نجمت عن العلمانية، تم تحويل الكنائس الى مواخير وخمارات، وتم تحويل بعضها وخاصة تلك الواسعة والتي تدخلها الشمس في خطوة لاحقة الى مساجد ثم الى متاحف، وكان السائح الارمني الذي يأتي الى تركيا وهو يحمل الجنسية الاميركية مثلاً، يأتي ليزور البلد التي ينحدر منها أهله، ويضطر لتقديم رشوة حتى يدخل كنيستها ليفاجئ بأن الكنيسة التي تزوج فيها جده وجدته وأحيانا أبوه وأمه، يجدها قد تحولت الى ماخور أو خمارة، وهي في خياله شيء كلي القداسة، وكانت طعنة نجلاء بكل معنى الكلمة.
15 ـ لا بد انه قد طرأ تحول الآن ولكن وبعد الابادة كان الارمني لا يجرؤ على التحدث بغير التركية تحت طائلة انكشاف امره وهذا يؤدي الى شيئين الموت او الترحيل وكان قتل الارمني لا يؤدي الى أي مسائلة ولا أي عقوبة.
16 ـ اشارة من السيدة زينب الى النشيد الوطني التركي الذي يردده الاتراك طوعاً ومعهم كل من بقي من الاقليات قسراً وفيه عبارة (انا سعيد لأني تركي) وفي الواقع، الحقيقة تقول غير ذلك....وابشع شعور في الدنيا هو الشعور بالظلم.
17 ـ اتفق الاتراك مع الاكراد على ابادة الارمن واجتثاثهم وبالمقابل يأخذ الاكراد كل الغنائم وكل ما يملكه الارمن، ونفذ الاكراد المهمة وغدروا بالارمن، وحصلوا على الشرائط الحريرية والاوسمة، وبعد ان انهوا المهمة، بدأ التراك بإبادتهم، فأخذوا كل ما سرقوه وزيادة واحرقوا لهم مدنهم وسبوا نسائهم وتركوا لهم الاوسمة والشرائط الحريرية ليأخذوها معهم الى خارج تركيا.
18 ـ في ازمير بالتحديد تم الشروع بشق طريق حديث فغرست اسنان البلدوزر في عظام آدمية تبين بحسب شهادة كبار السن في ازمير انها تعود للأرمن.
19 ـ القبائل التركية سبعة بطون ولم يكن لها وجود بالمجمل في الاناضول قبل الحروب الصليبية بالمطلق وتعتبر هذه القبائل من اصول واحدة مع العلم بأن هناك من يفرق بينها لتحميل كل قسم منها جزء من الجرائم التي ارتكبتها بالمجمل ضد الانسانية لتخيف آثارها وهذا بالطبع شيء لا يفيد.
20 ـ يدرك الاتراك اليوم بأن البانتوركية والحلم الطوراني الذي يعتمد على دمج كل الشعوب التي تنحدر من اصول تركية وازاحة ارمينيا الحالية التي تعطل هذا الحلم على الاقل جغرافياً هو حلم صعب التحقيق وبالاحرى غير قابل للتحقيق نهائياً لأن كافة الشعوب المعنية والتي كانت من دول الاتحاد السوفياتي السابق قد استقلت اليوم ولا تريد بأي حال التنازل عن استقلالها لتنصهر في دولة استبدادية لا توجد ما يجمعها بها إلا بعض اللهجات المشتقة عن التركية وحلم طوراني يحلم به غلاة المتعصبين من اتراك تركيا فقط هذا الحلم الذي لا يناسب تطلعات هذه الشعوب التي تحضرت كثيراً في ظل تبعيتها للإتحاد السوفياتي السابق أولاً ولتذوقها طعم الحرية ثانياً.
21 ـ استمر التعايش السلمي بين شعوب الاناضول لمئات السنين وكان يطلق على الارمن لقب الملة الصادقة...وكان أغلب الوزراء من الارمن وكل الصناع من الارمن وكل الصيارفة والتجار والبناؤون من الارمن وكل مكتشفوا البترول أيضاً من الارمن، وكان الارمن هم التحضر ولسان تركيا في الغرب وهم السياسيون والسفراء والوزراء والقناصل...وكانت السلطنة بألف خير وبدون مديونية بل في حالة من الغنى والرفاه، الى أن وصل يهود الدونما من اسبانيا وقلبوا الطاولة على رؤوس الارمن ودمروا السلطنة ومزقزها ليبتلعها الغرب وتتم مكافئة هؤلاء بمنحهم وطن قومي لليهود...فتم ذلك وضاعت فلسطين وتم تمزيق الامة العربية كاملة ولا زال العرب يدفعون الثمن حتى اليوم.
22 ـ عذاب الضمير بدأ يظهر في تركيا ويقلق الاشراف وهناك موجة من تأنيب الضمير سببها التكتم على الاحداث، وفي خطوة مخيفة تبين اليوم ان كل الاتراك المنحدرين من اصول ارمنية بدأ يداعبهم حلم العودة الى اصولهم.
23 ـ اعتراف جريء فلقد جاء الاتراك الى الاناضول ومعهم حب القتل والتمتع بمنظر الدماء ففي الدربند او باب الابواب او معمورة العزيز...قرر الاهالي من الارمن استقبال الفاتحين الجديد من الاتراك بواسطة الباس الاطفال ملابس بيضاء على ان يمسكوا بايديهم ورود حمراء لعلهم ينجحون في ان يردوا الموت عن مدنهم وعن أهلهم...وكانت مكافأتهم بقر بطونهم بسنابك الخيل في مجزرة لم يعرف العالم مثلها من قبل.
24 ـ عذاب الضمير في منحى آخر ...لم ينجح الاتراك بالمطلق في اخفاء الحقيقة عن العالم ولا عن ابنائهم...وهذا الصراع بين الأتراك الجدد وضمائرهم يزداد يوماً بعد يوم.
25 ـ السياسة العامة للدولة التركية هي انكار الابادة والتركيز على عمليات ترحيل وحرب اهلية وضحايا متساوية بين الطرفين لأنها تدرك النتائج المترتبة على الاعتراف، ولكن هناك ضمائر حية تعرف الحقيقة ولا تجد بديلاً عن الاعتراف وازاحة الحمل عن كاهلها.
26 ـ للأرمن والسريان الآشوريين واليونانيين والبونتيكيين والازيديين والعلويين...نعم فلقد تعرض الاسلام في تركيا لحملات ابادة على يد اخوتهم الاسلام بسبب اختلاف المذهب وهذا أشد ايلاماً لأن القاتل كالمقتول كلاهما لم يختر المذهب الذي هو عليه، ولكن الجهل يعمل كالنار في الهشيم...ومسكين هذا الدين الذي ينسب كل شيء اليه وهو بريء ومنزه عن كل شيء معيب.
27 ـ شهداء الابادة الجماعية والابادة الجماعية هي تعبير الجينوسيد وهو التعبير الذي لا تسمح تركيا لأي مخلوق بإستخدامه وهو ممنوع على كل الناس من اصغر انسان في الكون والى رئيس الولايات المتحدة الاميركية الذي لم يجرؤ على استخدامه ولا مرة واحدة...واستخدمته بكل يسر وسهولة السيدة زينب توزدومان بواعز من ضميرها الحي وكرامتها وشهامتها وأخلاقها العالية التي تمنعها من الاستمرار في التخفي وانكار الحقيقة.
هذه السيدة تستحق بنظري أن ينحت لها تمثال من قبل نحات ارمني شهير ليوضع حيث توضع تماثيل العظماء في يريفان ...وهذا الاقتراح هو برسم سعادة سفير ارمينيا في سوريا السيد أرشاك بولاديان وحكومة ارمينيا في يريفان.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
دمشق 30 04 2013
arasouvalian@gmail.com