البُغاثْ

هُوَ الفَجر..
يَمسحُ وَهمَ الغَباشاتِ
يَدفِن في تُربَةِ العُهرِِ
"الدُعاةَ" المُجون
وَيرفَعُ فَوقَ الدَمارِ
وَفَوقَ الدِماءِ
وَفوقَ الدُموعِ
رَفيفَ انتصارِ العَلم
وصَحوَ العُيون..

تَمنيتُ لو يَستعيدَ الزمانُ صِباهُ
وَكُنّا نُمارِسُ فَنَّ الصُعود
نُناضِلُ..
نَكتُبُ..
نَصحو على الحُلمِ
أصبَحَ قُربَ الوَريدِ
حَملنا السِلاحَ الحَديدْ
تَهاوَت خِيامُ المَهانَةِ
"كَرتُ الإعاشَةِ"
"سَطلُ الحَليب"
رَفَعنا خِيامَ القَرارِ
فَصِرنا البَهاءَ الجَديدْ.

كَما أشرقَ فينا الزَمانُ النَبيل
غابَ عَنّا البَريقُ الجَميل.؟
أيا رَبُّ.. هَيهاتَ نَبكي عَليهِ
بِضرسِ المَرارَةِ نَعلكُ أوجاعَنا الحاضِرَة
وَنَعجَبُ، كيفَ تَصيرُ البُغاثُ نُسوراً!!
قَطيعَ كِلابٍُ
وَأعرابَ عُهرٍ
نُباحاً تلفَّحَ بِالنفطِ
يُقيمُ مَكانَ الصَهيلْ..

تَمنيتُ لو فَارَقتني الأماني
وَما عِشتُ أنسُجُ فيها خُيوطي
وَأمحو قَديمَ الصُوَر.
يَومَ كُنّا صِغاراً
حُفاةً عُراةً زُرافات نَمشي
حَثيثاً، فَنغطُسُ في الطينِ
نُسكُنُ في مُستنقَعاتِ الضِباعِ
كُهوفََُ المَجرّاتِ
بُؤسُ النَفايا
نَهربُ مِن يَومِنا
نُسابِقُ بِالخَطوِ، مُرَّ اللجوءِ
فَنحسبُ أنّا نُسابِقُ ما شاءَ فينا القَدرْ!

تَمنيتُ يا رَبُ.. لو غَيَّبَتني الحُفَر
تَكُفُّ تَكُرُّ أمامي الصُور!!
تَكُفُّ تُعيدُ الذي كان..!

أفقتُ
فألقيتُ عني غِطاءَ الرَجاء
وَأبحَرتُ في مُشتَهى ما أشاء
وجِئتُكِ مِثلَ كَسيحٍ يُداري عَن العَينِ عَجزَالكُساح
زَحفتُ، لأَرضي.. وَليسَ لأُرضى
فَلستُ الذي يُقايِضُ أرضاً بِنَفس
وَلستُ أُبالي إذا ما بَلَيتْ.

أُكابِدُ
ما شاءَ قَهراً زَماني
وَحتى النَفيرُ الأخير!
تُزغرِدُ أمّي
فَنَكسرُ قَيدَ الأسير
نُواحُ الفَقيرِ يَصيرُ نِصالاً
لِيَثأرَ مِمن كَواهُ
وَما مِن نَقيرٍ يَبينُ
وَما مِن نَفير..

سَأذرِفُ دَمعاً سَخيّاً
على ما ابتلانا الزَمانُ
عُجولٌ سِمانُ
تَسّمتْ (بِحَمدٍ) وَما مِن حَميد
وأحمدُ رَبي..
فهذا زَمانٌ يُغيَّبُ فيهِ الأصيل
الشَريف النَبيل
تَموتُ الخُيولُ
فَترعى الغِلالَ الحَمير..
ع.ك
ـ ـ