في ختام أسبوع ”مار إليان” الثقافي وبرعاية وزارة المغتربين


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
المصدر عبد الرحمن الدباغ
13 / 03 / 2007
برعاية وبحضور الدكتورة "بثينة شعبان" وزيرة المغتربين، أقيمت أوَّل أمس"الإثنين" في الصالة الرياضية في حمص أمسية "الكلمة" للشاعر الكبير " محمود درويش"، وذلك ضمن اليوم الأخير لفعاليات "أسبوع مار إليان الثقافي الثاني"، حيث قدم الشاعر "نزيه أبو عفش" الشاعرَ الكبير "محمود درويش"، بالقول: "عيد للجمال أن نكون على مائدته".. وأضاف: "يكتب حياتنا كمن يتنفس... لم يترك لنا مانفعله أو نحلم به، ولأجل ذلك نحبه، بشعره يستعان على وعورة الحياة، لهذا صديقي ومعلمي لن أقدمك لأحد بل إليك أقدمك جمعياً"، ثم صعد الشاعر الكبير "محمود درويش" إلى المنصة وسط تصفيق حار تجاوز الخمسة آلاف حاضر، حيث تحدث في بداية قصائده -نظراً لطلب الجمهور- عن موضوع الاقتتال الداخلي الفلسطيني، بالقول: "إنها الحرب، وأطلق النار على رجل مقنع أصاب عدوه المقّنع، وأصيب هو بجرح طفيف بساقه، وحين عاد إلى البيت


متكئاً على بندقيته، وجد البيت مليئاً بالمعزين، وابتسم لأنه ظنَّ أنهم ظنوه شهيداً، لكن أخبروه أنه قاتل أخيه، نظرَ إلى بندقيته باحتقار، وقال: "سأبيعها لأشتري بثمنها كفناً يليق بأخي""، ثم ألقى قصيدة (مأساة النرجس)، ومما قاله: "خذني إلى قمر لأعرف ماتبقى في وجودي...خذني إلى سفر خليل... الموت من شريان عوده ... خذني إلى مطر على قرميد منزلنا الوحيد ...خذني إلى عيني شهيداً بنفسجة الشهيد ...عادوا لكن لم أعد ... خذني من هناك إلى هناك من الوريد إلى الوريد ...بلادنا أن تكون نباتها وطيورها وجمالها ...أهنا يموت والآن في أوج الظهيرة والآن هزت أصابعه إشارة النصر الأخيرة الآن سدد آخر الخطوات نحو الباب... ياأيها البطل الذي فينا تمهل مازال فيهم شاعر يفضي إلى المنفى...نحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيل ونسرق من دودة القز خيط لنبني سماء لنا ونفتح باب الحديقة ويخرج الياسيمن إلى الطرقات... على هذه الأرض سيدة الأرض أم البدايات أم النهايات كانت تسمى فلسطين صارت تسمى فلسطين سيدتي أستحق لأنك سيدتي أستحق الحياة"، وتابع الشاعر "محمود درويش" قصائده التي لاقت استحسان الجمهور، ومنها (حجر كنعاني في البحر الميت): "قلت قصيدتي. حجر يطير إلى أبي حجل أتعلم ياأبي ماحلَّ بي... لاريح ترفعني إلى الأعلى من الماضي والبحر يحمل ظلي مضى عند الفجر يرشدني إلى كلماتك الأولى، أنا الغريب عن نخلة الصحراء منذ ولدت في هذا الزحام، ماقيمة المرآة للمرآة؟ البحر أصغر من خرافاتي أصغر من يدي"، واستمر الشاعر الكبير "محمود درويش" بإسماع الناس أجمل قصائده وسط تفاعل جميل من الحضور، وأسمع الحاضرين قصيدة (عندما يبتعد): "للعدو الذي يشرب الشاي في كوخنا وبنت لها حاجبان كثيفان عينان بنيتان وشعر طويل كليل الأغاني... عم مساء وسلم على بئرنا وامش الهوينة على ظلنا في حقول الشعير وسلم على ثروتنا في الأعالي وسلم علينا هناك إذا اتسع الوقت هذا الكلام الذي بودنا أن نقوله على الباب فاسمعه جيداً... لم تنتهي الحرب مادامت الأرض تدور منها على أنفسنا... سلم على بيتنا ياغريب فناجين قهوتنا ما تزال على حالها"، ثم تابع الشاعر "محمود درويش" بإلقاء مقاطع قصائده الشهيرة بقوله: "كنا نعيش كما ينبغي أن نعيش برفقة غزال ونحفظ تاريخنا، لكم ربكم ولنا ربنا، ولكم همسكم ولنا همسنا، هنا كان شعبي هنا مات شعبي ... هناك موتى ينامون في غرف سوف تبونها هناك موتى يجرون جسور سوف تبونها" ومن القصائد التي ألقاها شاعر فلسطين الكبير "محمود درويش" (ماقاله للمعلقات) : "أنا الدليل إلي بين بحر والصحراء، مادلني أحد علي، أنا الدليل بين البحر والصحراء، من أنا هذا سؤال الآخرين، ولاجواب له، أنا لغتي وأنا قالت الكلمات من جسدي، أنا من قلت للكلمات كوني ملتقى جسدي، كوني كي أكون كما أقول، لاأرض فوق الأرض تحملني"، ونظراً لطلب الجمهور ألقى الشاعر محمود درويش قصيدة (الجميلات): "الجميلات هن القويات والأميرات الجميلات هن القريبات جارات قوس قزح الجميلات هن البعيدات مثل أغاني الفرح الجميلات هن الفقيرات كالورد في ساحة المعركة الجميلات هن الوحيدات مثل الوصيفات في حضرة الملكة الجميلات هن الطويلات كنخل السماء الجميلات هن القصيرات يشربن كأس ماء الجميلات هن الصغيرات كبراعم الزنبق"، وختم بقصائد ("في القدس"، "الثروة انكسرت"، "أنا يوسف ياأبي"، "بقية حياة"، "كزهر اللوز أوأبعد")، وبعد انتهاء الشاعر من إلقاء قصائده قامت الوزيرة "بثينة شعبان"، والمطران "جاورجيوس أبو زخم"، بتقديم درع تذكاري للشاعر "محمود درويش" الذي شّرف حمص بهذه الزيارة، وقالت الوزيرة: "إنَّ شارون قال إنه يغار من محمود درويش فتحية لمحمود درويش"، كما قدم درعاً تذكارياً لوزيرة المغتربين من قبل منظمي "أسبوع مارإليان الثقافي الثاني في حمص"، هذا وقد حضر هذه الأمسية المطران "جاورجيوس أبو زخم" مطران الروم الأرثوذوكس في حمص ممثلاً عن وزير الثقافة، والسيدة "دوسر السباعي" ممثلة عن محافظ حمص، والسيدة "لينا الرفاعي" رئيس مجلس المدينة في حمص، و"معن ابراهيم" مدير الثقافة في حمص، وعدد كبير من الأدباء والكتاب والشعراء والمهتمين من الجمهور الكبير.


آخر تحديث ( 13 / 03 / 2007 )