مُصائبُ الزَمنِ الرَديء

الدَوحَةُ
لَيست "دَوحة"، بَل بَيداءْ
تَسرحُ فيها "الأعرابُ" غَباءً
والإِبِلُ الخَرقاء
تُفتّشُ عَن كَومَةِ شيحٍ تصلُحُ لِلأكل
وعلى الشاطئِ أقوامٌ تُتقِنُ أن لا تَتَنفّس
تَغطُسُ، تَستجدي مِن جَوفِ الصَدفِ
اللُؤلؤَ والألماسْ

في الدَوحَةِ
قَصرٌ مِن خَشبِ "الأبنوس"
وَثُريّاتٍ وَحدائِقَ وَنَوافِذ
تَفتحُ في الليل، إلى الداخل
وَالعَدساتُ تُراقِبُ
والأسوارُ مُحصّنَةٌ بِالغُرَباء
كي لا يَدخُلَ لِلقَصرِ ذُبابْ
أو يَخرجَ مِنها الوُسواسُ الخَنّاسْ

في قَصرِ "الدَوحَةِ"
شَيءٌ مَنفوخٌ يَترَبّعُ فَوقَ رِقابِ "النُوق"
يَتَشدّقُ بِالحِكمةِ
يَأكُلُ في "الطَقّةِ" عِجلاً
وَيضاجِعُ ما شاءَ مِن الحَسناوات
يَستورَدهُنَّ مِن الغَربِ الأشقَرِ
مِغناجات
وَيديرُ شُؤونَ الناسْ

في الدَوحَةِ
قالوا، طافَت بِالغازْ.!
أبحَرتِ السُفنُ إلى الغَربِ
تَدفعُ أجرَ الشَقراوات
وَتُكدِّسُ في قَصرِ السُلطان
الأكداسْ

في الدوحَةِ
ناموسَةْ
تُحاوِلُ أن تًركبَ ظَهرَ الجاموسَة
كي تُصبحَ دَوحَة!!
فانسَدّتْ بالوعَةُ تَصريفِ الماءِ الآسِنِ
طافَ الرَوثُ على قَصرِ السُلطان
وعلى خارطةِ "الدَوحة"
وغُرور "العُربان"
أغرقَ من حَسِبوا أنَّ الوَطنَ
بلا حُرّاسْ..

عَجبي مِن أقوامٍ أقزامٍ
ما عَرفوا
أنَّ "الغازَ" يَطيرُ هَباءً
إن لَم يَتَحصّّن
بِأساس..!
(ع.ك)
ـ ـ ـ