ما زلت أحلم...
قابلتها في عيادة الطبيبة..بوجهها البريء حد الدهشة...قالت لي والدتها:
-إنها فضولية حد الملل ثرثارة حد الإزعاج حزينة حد النفور.....
لكنني سبحت بعالمها الطفولي الذي ملأ عينيها الحالمتين...قالت لي هامسة عندما رأتني أثرثر مع والدتها:
- أهلا خالة سأقول لك سرا لا تقولينه لأحد:
-لماذا يرغموني على رؤية الأخبار؟ دائما الأخبار سيئة وغير جديدة,وأنا لا أفهمها جيدا...
كل يوم أرى الناس على الأرض أمواتاً..والعمارات مهدمة ...
هذه ليست بلدي التي أحب وليس هذا العالم الذي نحلم به إن الله لا يحب هذا أنا أعرف...
لا ليست هكذا..فأنا أحبها جدا ولا أريد رؤيتها هكذا...
أعطيتها بعضا من أوراق قد تهمها محبة ولطفا ..وأدركت أنها كبرت قبل الأوان..
وضعتْ يديها على عينيها ..وباتت تتكلم بعفوية :
-رأيتها..إنها رائعة..بل خضراء...والناس متآلفون مع بعض...مترابطون..يحبون بعضهم جدا...نعم رأيت بلدي الجديد..بل الأول..
والجيران يساعدون بعضهم أيضا...والأقرباء ما عادو كما السابق و...
نعم نعم ...يا الله...تعالوا شاهدوا معي...إنه منظر رائع..
لا لن تتخيلوا روعة ما أرى...
أدهشتني جدا..سألت والدتها مالها؟
-إنها الأخبار...
صرخت فجأة فأرعبتنا قائلة:
-ماما أعيديني للمنزل...أخشى أن يكون قد تهدم من جراء خلافات بعض أطفال يحملون السلاح...
ريمه الخاني 21-1-2013