عن هادىء الطباع (عبد الله)


ما الفرق بين العام والسنة {( أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا )}

أغلبنا لا يعلمون

ما الفرق بين ( السَنَة ) و ( العام ) ؟

سؤال أعتقد أنه لم يخطر على بال أحداً منا

سؤال التقطه من ابنتي ذات الثمانية سنوات

عندما كنت أقوم بتحفيظها سورة العنكبوت

فلما وصلت بها إلى قول الله تعالى



وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)

سألَتْني سؤالاً لم يخطُر لي على بال من قبل

فقالت يعني إيه

( أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا )

مُش السَنَة هي العام

وبكل سذاجة قلت لها نعم السنة هي العام

فقالت

( طيب ليه ربنا قال سَنَة وبعدين قال عام )

وأصدقَكُم القول

أنني لم أستطع إخفاء جهلي أمامها

ثم قلت لها

( خليني أسأل فيها وبعدين أُعَرَفِك )

وبقدر سعادتي بسؤالها بقدر ما كنت حزين على جهلي

لأن الأبناء دائماً يعتقدون أن آبائهم يعرفون كل شيئ

بحكم أنهم أكبر منهم

فرُحت أسأل وأُقَلِبُ في كُتٌبي لعلي أجد ما يُعوض جهلي

وبفرحة الجاهل إذا عَلِم.. والسقيم إذا سَلِم

فرِحْتُ بما غَنِمْت من مكتبتي

حيث غَنِمت مقالاً كنت طبعته من النت منذ سنوات

وألقيت به في مكتبتي دون قراءته

فقرأته

فَفَزت بما فيه من معلومات

عن السؤال

ما الفرق بين ( السَنَة ) و ( العام ) ؟

ويُسعدني أن أنقل لكم ما فهمته من هذا المقال

بعد صياغته بأسلوبي

وإليكم الفرق بين ( السَنَة ) و ( العام )

إن طرح السؤال لا يُقصَد منه فلسفة أو سفسطة

ولم يُطرَح إهداراً للوقت على طريقة البيضه والدجاجه

وأيهما أسبق فى الخلق و الوجود ؟

( الدجاجة أم البيضة )

و هذا السؤال قد نتغاضى عنه إذا كُنا نكتب مقالاً أو قصة

أو شعراً أو غير ذلك

ولا يمكن أن نتغاضى عنه

لو كُنا نُفَسِر القرآن الكريم ونتعمق في معانيه

للوصول إلى بعض ما خَفِيَ من أسراره

ولأن اللغة العربيه هى معجزة القرآن الكريم الحقيقية

فلابد لنا من استيعابها جيداً وفك طلاسمها

حتى نستطيع التفريق بين ما يبدوا متشابهاً من كلمات

وحتى نصل لتفسيرات حاسمة وقاطعة لسور وآيات القرآن الكريم

وإلا ستكون تفسيراتنا مُتَعَجلة وسطحية كما يحدث مع الكثير

فبعض من قرأ القرآن اعتقد أنه أصبح عالماً بكل ما في القرآن من أسرار

فسارع مُمسكاً بميكرفون سارداً ما توصَل إليه من خواطر

دون أن يُراجِعَه أحد أو يُقَومَه

ونتيجة هذا دفعنا الثمن غالياً فلكل منهم تفسير يختلف عن الآخر

قال الله تعال في سورة ( يوسف )



قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47)

و في الآية التي تليها

قال تعالى



ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ

و في الآية التي تليها

قال تعالى



ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ

وبقراءة الآيات الكريمة أعلاه

نلاحظ الآتي


( 1 )

أن كلمة ( سَنَة ) وجمعُها ( سنين )

كما في قوله تعالى

قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ

إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ

استُخْدِمَت للتدليل على ( السوء والقحط )



( 2 )

أن كلمة ( العام )

كما في قوله تعالى

ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)

استُخْدِمَت للتدليل على ( الغوث و الرخاء )

هذا من ناحية

ومن ناحية أخرى

فإن كلاً من ( العام ) و ( السنه ) يسمى ( الحول )

وعليه فإن

( السنة ) هي ( حول سئ )

و

( العام ) هو ( حول حسن )



وهذا الفرق بين ( السَنَة ) و ( العام ) ليس فرقا لرفاهية الفكر

وإنما لدقة التفسير

فقول الله تعالى

إن دعوة النبى نوح كانت

( أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا )

يُفهَم منه للوهلة الأولى من قراءته

طرح خمسون عاماً من ألف سنة

ليكون الناتج تسعمائة وخمسون سنة

1000 سنة ـ 50 عام = 950 سنة

وهذا التفسير حسب فهمي لما قرأت

تفسير مُتَسَرِع



لم يُفَرِق بين كلمة ( سَنَة ) و كلمة ( عام )

وإذا عَرفنا الفرق بينهما كما هو مُوَضَح أعلاه

لتوصلنا بكل سهوله

إلى أن

دعوة النبى ( نوح عليه السلام )

كانت ألف سنه كاملة

منها خمسون عامآ حسنه

و الباقى كانت سنوات سيئه

هذا هو الفرق بين ( السَنَة ) و ( العام )

ورغم ما علمته فلم أستطيع أن أشرح لإبنتي ذلك

لإني شخصياً وجدت صعوبة في فهمه

وبالتالي لايمكن لطفلة صغيرة أن تستوعبة

كلمة أخيره



ماقلته لا يُعبر إلا عن رأيي الشخصي وإدراكي المحدود

والذي قد لا يناسب فهم غيري أو إدراكه

ولكنه فهي الذي اقتنعت به بإدراكي المحدود جداً

والهدف من طرحي هذا

ماهو إلا دعوة

للتعمُق والتأمُل في معاني القرآن الكريم

ودعوة لاستيعاب اللغة العربية لفك طلاسمها

حتى نستطيع التفريق بين ما يبدوا متشابهاً من كلمات