| | الحشــاشـــون ( 2 ) |

قبل الكلام عن قلعة ألموت أحببت ان أذكر ان هناك بعض الروايات تتحدث بأن ثمة علاقه بين حسن الصباح والوزير السلجوقي الفذ نظام الملك والشاعر المشهور عمر الخيام ....

يقول برنارد لويس فس كتابه ( الحشاشون فرقه ثورية في تاريخ الاسلام ) :

وهناك قصة تحاول ان تفسر رحيل حسن بن الصباح الي مصر حكاها عدد من المؤلفين الفرس وانتقلت إلي القراء الأوربيين عن طريق المقدمة التي كتبها إدوارد فيتزجرالد لترجمته لرباعيات الخيام تقول هذه القصة ....

إن حسن الصباح والشاعر عمر الخيام والوزير نظام الملك كانوا زملاء دراسة لاستاذ واحد , وتعاهد ثلاثتهم علي أن أي واحد منهم يحقق قبل زميله نجاحا أو ثراء في هذا العالم عليه ان يساعد الآخرين ودارت الايام وأصبح نظام الملك وزيرا للسلطان , فتقدم منه زميلاه طالبين أن يبر بما تعاهدوا عليه وعرض نظام الملك علي كل منهما ولاية أحد الأقاليم ولكنهما رفضا وإن كان رفضهما لسببين مختلفين فأما عمر الخيام فقد كره مسئوليات الإدارة وفضل الحصول علي معاش يتيح له التمتع بمباهج الفراغ , وأما حسن فقد رفض أن يقنع بمنصب إقليمي وأصر علي الحصول علي منصب كبير في البلاط وإذ تحققت رغبته لم يلبث أن اصبح مرشحا للوزارة ومنافسا خطيرا لنظام الملك نفسه ولذا فقد تآمر عليه الوزير واستطاع بخدعة أن يلحق به خزيا في عين السلطان وشعر حسن بالعار والغضب ففر الي مصر ليعد العدة للانتقام .

ولكن هذه القصة تثير بعض الصعوبات فالمعروف أن نظام الملك ولد عام 1020 علي أقصي تقدير وقتل عام 1092 أما تاريخ ميلاد حسن الصباح وعمر الخيام فغير معروف ولكن الاول مات في عام 1124 والثاني في عام 1123 علي أقل تقدير ومقارنة هذه التواريخ تدل علي انه من غير المحتمل أن يكون الثلاثه قد تعاصروا كطلاب علم ومعظم الدارسين المحدثين يرفضون هذه القصة المنمقه كخرافة من محض الخيال ويقدم مؤرخون آخرون تفسيرا أكثر معقوليه لرحيل حسن فيقولون إنه أزعج السلطات في الري واتهمته هذه السلطات بإيواء عملاء مصريين ( يعني يتبعون العبيدين الفاطميين الذين كانوا أعداء للسلاجقه ) وبأنه مهيج خطير وليتفادي الاعتقال هرب من المدينه بادئا سلسلة من الرحلات حملته أخيرا الي مصر .

_____________________

الصورة : رسم تخيلي لـ حسن الصباح مؤسس فرقه الحشاشين الباطنيه


* ع *

See Translation




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي