-
باحث في علم الاجتماع
غزة الى اين؟
غزة الى اين؟ بعد انتهاء العدوان الاخير على غزة كثير من المراقبينوالمحللين والمختصين في الشؤون الإسرائيلية في الاذاعات والمواقع والقنوات الاخبارية، تسمعهم عندما يُسألون عن الخياراتالاسرائيلية بعد العدوان والانتخابات الاسرائيلية، يقولون ان الحكومةالاسرائيلية المرتقبة والمتوقع فوزها في الانتخابات القادمة في اسرائيل ستكونحكومة متطرفة وفاشية، واهم اقطابها سيكونون "نتنياهو"، "ليبرمان"و "فيجلن" من "الليكود" و"بنط" رئيس قائمة "البيتاليهودي"، معتمدين في تحليلهم على منهج واحد في البحث، والقائم على ان اللاعبالوحيد في المنطقة هم الاسرائيليون والاسرائيليون فقط. ربما كان هذا المنهج مناسباللتحليل قبل اكثر من عقد من الزمان، لكن عندما يتغير شكل المنطقة وتتغير الظروفالمحيطة بإسرائيل، فان هناك عوامل جديدة يجب ان تؤخذ بالحسبان .فيهذا المقال سأحاول الاجابة على السؤال: هل ستكون هناك حرب قادمة في القريب؟ وفي أيالظروف ستندلع؟. وقبل ان اتحدث عن متى؟ ولماذا ؟ - ستنشب الحرب القادمة- اود ان اتطرقسريعاً للحديث عن الجولة الاخيرة.لاشك ان المعركة الاخيرة كان لها اسباب موضوعية مثل وضع حد لصواريخ المقاومة ... الخ،ودوافع موضوعيه مثل الاجواء الانتخابية في اسرائيل والمصالح الحزبية.. الخ، وهناكايضا دوافع ذاتية و شخصية في اوساط الاسرائيليين. فاذا توفرت الاسباب لشن العدوانولم تتوفر الدوافع فمن الراجح ان لا تحصل الحرب، واذا توفرت الدوافع ولم تتوفرالاسباب فقد تحدث الحرب .وبالنظرالى الاسباب المعلنة للحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة فهي كالتالي: 1- ترميم صورة الجيش الإسرائيلي التيأصابها الكثير من الضرر في الآونة الأخيرة وتعزيز قدرة الردع لديه.2- تدمير القدرة الصاروخية التي تمتلكهاحركات المقاومة في قطاع غزة وبالذات بعيدة المدى.3- توجيه ضربة موجعة لحركة حماس تدفعهاللمحافظة على موقف يهادن الاحتلال ويضبط إيقاع المقاومة ضده... واما الدوافع الاسرائيلية الموضوعية للحرب:1- الثقة المفرطة التي اظهرتها حماس بقدرتهاعلى الفعل واستخفافها بالتهديدات الاسرائيلية.2- ما أشيع وما تروّج له إسرائيل منامتلاك المقاومة لـ 12أّلف صاروخ، منها المئات تصل إلى جنوب وشمال تل أبيب، وبضمنهاصاروخ فجر 5، والصاروخ المحمول على الكتف المضاد للطيران من طراز سام 7.3- الأجواء الانتخابية في إسرائيل،والتي يتبارى فيها السياسيون الإسرائيليون على سكب أكبر قدر ممكن من الدم الفلسطيني.4- المسافة بين جولات التصعيد أصبحت قصيرة ومتقاربة،وتشبه المسافة بين جولات هجمات المقاومة التي سادت قبل حملة الرصاص المصبوب، وكذلكعدد الصواريخ في هذه الجولة اقترب من نفس العدد قبل عملية الرصاص المصبوب، لهذا؛ فإننانعتقد بأن إسرائيل يصبح لديها شعور بضرورة إجهاض الثقة التي باتت تتمتع بها المقاومةالفلسطينية.5- تآكلقوة الردع التي حققتها إسرائيل نتيجة حربها على غزة، وبالتالي؛ فّإن الاحتلال يسعىلاستعادة وتجديد قوة الردع .اماعن الدوافع الذاتية:منالضروري هنا الحديث عن الدوافع الذاتية لدى الثلاثي الحاكم في اسرائيل " نتنياهو، باراك ، ليبرمان " كل على حدة .· رئيسالوزراء "بنيامين نتنياهو": شخص يبحث عن اسم في التاريخ الاسرائيلي، فهو نجلالمؤرخ والقائد في الحركة الصهيونية "بنتسيون نتنياهو"، فهو متأثر بالتاريخ من خلال والده. ومن هنا فإنه يهتم بالأمور الكبيرة ليخلداسمه في التاريخ، ويرى في نفسة شخصية "بن غوريون" اليمين . هذا الدافع "النفسي"يفسر الى حد بعيد رغبته الشديدة في توجيه ضربة للمواقع النووية الايرانية.فالشخصالذي ينادي منذ اكثر من نصف سنة بتوجيه ضربة لإيران، لدرجة توتير العلاقة مع الولاياتالمتحدة والمزاودة على الرئيس الامريكي "اوباما" في ظل اجواء انتخابية فيالولايات المتحدة، فإن هذا الشخص لن يستطيع ان يفلت من ضغط الشارع الاسرائيلي الراغببإيجاد حل لمشكلة الصواريخ التي تسقط على مدن الجنوب المحاذية لقطاع غزة.· وزيرالدفاع "يهود باراك" : هوقائد عسكري بامتياز، قريب من الجيش. بسبب فشلة السياسي فان مستقبلة مرتبط بالتناغمبين شخصيته وتاريخه العسكري وبين هيئة الاركان, وبالقدر الذي أثر في العقد الاخير علىالذهنية العسكرية للجيش الاسرائيلي، فانه متأثر بتوجيهات الجيش الاستراتيجية والتيتعتقد ان خطط الدرج يجب ان تخرج للتنفيذ في الوقت الذي تسمح لها الظروف بعيداً عن ايةاعتبارات انتخابية او حزبية.وفينفس الوقت بالنسبة لباراك فان مستقبلة السياسي اشرف على نهايته، ولم يعد لدية ما يخشاهفي الانتخابات المرتقبة، لان استطلاعات الرأي لم تكن تمنح حزبه احتمال ان يتجاوز نسبةالحسم. فمن الناحية السياسية فان مراهنته علىالانتخابات اشبه بالضربة الأخيرة في لعبة كرة السلة ومن هنا يأتي تأييده لعملية عسكريةاقرب لموقف الجيش.· وزيرالخارجية "ليبرمان" : منالواضح انه يمثل اقصى اليمين في اسرائيل، وعندما يتقدم الجيش بمقترح لتنفيذ عملية عسكريةضد بلد عربي، فلا يملك ان يرفضها لان ذلك سيزعزع مكانته في اقصى اليمين، ويسمحلآخرين من الشخصيات ان يتجاوزوه ويظهروا اكثر يمينية منه. وهنااعود واذكر ان اسرائيل لم تكن اللاعب الوحيد في الجولة الأخيرة ، فالمقاومة كانتلاعب رئيسي، المقاومة كانت المحرك للدوافع الذاتية لدى اركان القيادة الثلاثية فياسرائيل, فبينما استراتيجية الجيش وافكارالاحزاب وايديولوجياتها تحدد الأسباب ضمن ردود الفعل الفلسطينية، فان تواليالصواريخ، وتفجير الانفاق، واستخدام صاروخ الكورنيت المضاد للدروع وخارق للتوازن ومسقطفاعلية الشريط الحدودي ذو الثلاث مائة مترفي فترات قريبة جداً، في وقت كانت الانتخابات الاسرائيلية على الابواب، كل هذاساهم في استثارة واستفزاز الدوافع النفسية لدى الثلاثي الحاكم في اسرائيل وجر هم وجر الحملة الانتخابية إلى جبهة الجنوب مع قطاع غزة.وهنااستطيع القول بأن المقاومة اذا كانت معنية بالحرب السابقة فإنها كانت موفقة فيتوريط اسرائيل بهذه الحرب وكان تخطيطيها مبنى على حكمة ووعي ودراسة، أما اذا لم تكنمعنية بالحرب فإنها لم تحسب بدقة الدوافع في التفكير الاسرائيلي للحرب، وتكون قد حفزتالدوافع وعززت الأسباب ولم تكن تعمل ضمناستراتيجية واعية لدوافع الاحتلال وأغراضه الاستراتيجية من قطاع غزة.المعركةالقادمة متى؟ ولماذا؟سأتحدثهنا حول السيناريوهات المتوقع من الاحتلال القيام بها تجاه غزة حيث ان معركته معغزة ليست هينة ولن تحسم في فترة قصيرة. فلدى الاحتلال مجموعة من الخيارات المتعددةفان تعذر عليه تنفيذ احدها فانه سيلجأ الى بديل، وكلها تصب في نفس الهدفالاستراتيجي المتمثل بتوفير الامن لمواطنيه ومنع أي اخطار مستقبلية على كيانهالوجودي. وسأضعأربعة معايير يمكن لنا القياس عليها لتوضيح نوايا الاحتلال بخصوص حرب قادمة علىغزة :المعيار الاول: استراتيجية الاحتلال في غزة:اليمينالحاكم في اسرائيل والمتوقع ان يستمر في سدة الحكم في الانتخابات الوشيكة، بدامشروعه بالنسبة للقطاع منذ العام 2005 – الانسحاب الاحادي الجانب الذي نفذه شارون.والذي كان يهدف ومازال الى التخلص من قطاع غزة واخراجه نهائيا من دائرة الصراع.وفي هذا الاطار جاءت كل جولات التصعيد، جولة وراء اخرى لتشكل وعيا فلسطينيا وعربيا؛يتقبل هذه الفكرة ويمهد لها، من خلال كل تهدئة تعقب تصعيدا، وتأتي بتفاهمات صغيرةلتتراكم وتشكل الفكرة الكاملة: "ان القطاع كيان منفصل وقائم بذاته" بلاكثر من ذلك بان تصبح فلسطين في الوعي العربي والاسلامي والدولي هي "قطاع غزة"،وفي هذه الفترة والعالم منشغل بجولات التصعيد والتهدئة، يكون الاحتلال قد قضىبالاستيطان وتهويد القدس على فكرة حل الدولتين.وهناأقول ان الاحتلال يقوم بمعاودة التصعيد كلما شعر ان الوعي الفلسطيني والعربي والدولي بحاجة الى "كيوعي" جديد كي تستقر الفكرة – "فكرة غزة اولا واخيرا" - في وعيهوتصبح من المسلمات او البديهيات. ولا يعني الاحتلال كثيرا ان نبقى نطالب بفلسطينمن النهر الى البحر في المناسبات والاحتفالات طالما على الصعيد العملي استوعبناالفكرة، وحيدنا غزة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعيار الثاني: القطاع في الواقع العربي والدولي :ادركتاسرائيل والولايات المتحدة أن السلطة الفلسطينية لم يعد لديها تنظيم سياسييشكل لها الدعم الايديولوجي والسياسي وحتى البشري ولذا فهي تتراجع امام صعود قوة حماس في هذه المستويات . وادركتان حماس برصيدها الايديولوجي والسياسي والعسكري والتنظيمي والبشري هي القادرة والوحيدة على ضبط غزة عسكريا. وحسب افتراضاتاسرائيلية بان حماس يمكن ان تقبل بهذاالدور اذا حصلت على انجاز سياسي يتمثل فيالاعتراف بسلطتها في غزة.وبناءعلى الافتراض السابق فان اسرائيل يمكن ان تكون مترددة في تقدير الانجازات التي تحققت لحكومة حماس عقب المعركة الاخيرة والمتمثل في الدعموالمساندة العربية والاسلامية الرسمية : قطر مصر، تركيا، فمن جهة تأمل اسرائيل انيشكل هذا الدعم والتأييد مدخلا لعبور حماسشيئا فشيئا في النظام العالمي المحكوم بالسيادة الامريكية والغربية والقابل بوجوداسرائيل بعيدا عن المحور الايراني الداعي لإزالة اسرائيل من الوجود. ومن جهة اخرى تخشىاسرائيل ان تنجح حماس في جر هذه الدول الى صراع ومواجهة مع اسرائيل.وفيضوء هذا المعيار يتضح انه كلما تحقق شيئا من التقدير الاسرائيلي بان حماس دخلت المحورالقابل بوجود إسرائيل- فان هذا سيقلل من فرص التصعيد الاسرائيلي ضد غزة لانالمجتمع الدولي الحريص على تطويع الربيع بما يتلاءم مع مصالحة ومن ضمنها بقاءاسرائيل وتشكيل محور " معتدل " في مواجهة " المحور المتطرف"الذي تتزعمه ايران – لن يقبل بتصعيد ضد غزة قد يقلب الامور راسا على عقب، ويحول مسارالربيع العربي إلى اتجاه بعيد عن المصالح الاوربية والأمريكية.المعيار الثالث: خيارات قطاع غزة في المرحلة القادمة:اليمينفي اسرائيل لا يقبل بحل الدولتين الذي يريده المجتمع الدولي ولكنهم جميعا- المجتمعالدولي واليمين الاسرائيلي- يجمعون علىفكرة تكامل الضفة مع غزة من خلال الانقسام، لكن وفي هذا السياق غزة توفر المخزونالأيديولوجي الذي يرفض فكرة "حل الدولتين" ويقزم خطوات ابو مازن في مواجهة الاستيطان وكلانجاز يحققه في سياق تحقيق دولة على اراضي 67 . وفي نفس الوقت توفر السلطة الفلسطينية المخزون الامني والحاجز النفسي بين غزةوالضفة الذي يمنع من امتداد فصائل المقاومة الناشطة في غزة الى الضفة الغريبة.وهذاالمعيار يحتوي على احتمالين، الأول ان تكون هناك مصالحة فلسطينية- فلسطينية،والثاني ان يتبقى الانقسام الفلسطيني -الفلسطيني .فيحال استمرار الصراع الفلسطيني-الفلسطيني بين فتح وحماس، وغزة ورام الله، فإنّإمكانية الصدام مع الجانب الاسرائيلي ستكون ضئيلة، وسيقتصر ردّ الفعل الفلسطيني فيمواجهة الاستيطان واستفزازات المستوطنين على رفع شكاوى إلى الأمم المتحدة، وستعمل"السلطة الفلسطينية" على محاولة تهدئة غضب الجماهير والشارع الفلسطيني. أماعلى صعيد قطاع غزة؛ فقد يدخل في تهدئة طويلة المدى ينشغل خلالها بمعالجة مشاكلهالداخلية؛ بعيداً عن المشاركة في مواجهة الاستيطان في الضفة، وسيقتصر دور الفصائلفي غزة على التصريحات أو التظاهرات التضامنية الرمزية، مع تحميل رام اللهالمسئولية، وتحريض الشعب في الضفة على أن يثور على الاحتلال، وربما على السلطةأيضاً. أمافي حالة تحقيق المصالحة وتجاوز محنة الانقسام؛ وتشكيل نظام سياسي فلسطيني واحد فإن السلطة الفلسطينية ستكون ملزمة ساعتهابالتوقف عن التنسيق الأمني مع إسرائيل، والتوقف كذلك عن مطاردة أنصار المقاومة فيالضفة، في مقابل ذلك؛ ستكون هذه الفصائل ملزمة بالتوافق مع السلطة في الضفة علىاستخدام وسائل كفاحية سلمية، وهذا يعني أننا ذاهبون –في حال إتمام المصالحة- إلىمرحلة كفاحية تتشابه بشكل كبير مع انتفاضة 1987، وسيتم استبدال شعار " رفعالحصار عن غزة" بشعار " انهاء الاحتلال "،علىالصعيد السياسي: فان الانتفاضة الجماهيرية ستحرك القضية الفلسطينية على المستوى الدبلوماسي، وتخلق جبهة سياسيةعربية اسلامية وفي نفس الوقت اوروبية لصالح القضية الفلسطينية حيث ستشهد مدنوعواصم العالم مظاهرات التأييد والمؤازرة للشعب الفلسطيني الباحث عن الحرية. ونذكر هنا من تحذير الرئيس الفرنسي لنتنياهو عندما قال يوجد عندياكثر من خمس مليون مسلم فرنسي. وفي هذه المرة ستكون الانتفاضة مؤلمة جدا لإسرائيل،كونها ستكون معززة بدعم عربي وإسلامي كبيرين، ورصيد كبير من الإنجازات العسكريةالتي حققتها المقاومة في غزة، كذلك سيكون مؤلما لإسرائيل أن تواجه مثل ذلك الوضعفي ظل عزلة دولية متزايدة.المعيار الرابع : الحكومة الاسرائيليةالحكومةالاسرائيلية القادمة ستكون على الارجح يمينية بامتياز ومتطرفة جداً ولن تعيراهتمام للمشروع العربي بحل الدولتين الأمر الذي سيرى فيه الغرب تهديداً لمصالحة فيالعالم العربي والإسلامي وافشالاً لمشروع الغرب بتشكيل جبهة "سنية" فيمواجهة ايران "الشيعية".الحكومةاليمينية قد تتخذ خطوات اخرى مثل بناء وحدات سكنية في مناطق الضفة لتحطيم مشروع "حلالدولتين" الأمر الذي يعزز عزلتها الدولية وفي هذه الحالة سيكون من الصعبعليها الخروج بعملية عسكرية ضد قطاع غزة.يضافلهذه المعايير الموضوعية الدوافع الذاتية المرتبطة بالتحليل النفسي والذهنيللقيادات الاسرائيلية في الحكومة القادمة التي قد تتأثر في لحظة من الزمن بظروفمحيطة مرتبطة اما بتصعيد المقاومة أو بضغط المجتمع الدولي الذي قد يضطرها للهروبإلى الامام.فينهاية هذا المقال لا بد من الإشارة إلى انفصائل المقاومة وقيادة السلطة الفلسطينية عليها أن تدرك أن المرحلة القادمة حساسةجداً وأن كل فرد في هذه الفصائل يمثل عاملاً مهماً في تحديد وجهة المرحلة القادمةولا يمكن أن يعتبر أي تصرف خارج عن الحسابات الاقليمية وان كل قرار يتخذ يجب أنيكون قد أخذ جميع المعايير التي ذكرناها بالحسبان والبحث أيضاً عن معايير أخرى قدنكون اغفلناها. عبد الرحمن شهاب مدير مركز اطلس للدراساتالاسرائيليةلمتابعةمركز اطلس https://twitter.com/atlasps2http://www.facebook.com/AtlsLldrasatAlasrayylyt?ref=hl
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى