تنشغل المحاولات الشعرية الجديدة غالبا بكتابة معطاة تقلد أو تنسخ أو تمسخ التجارب الشعرية المنجزة والمتحققة ،وهذا التأثر يبدو طبيعيا في البحث عن أنموذج جمالي تقيس عليه نتاجها مقارنة بما حفظته وطالعته وتابعته في سياق بحثها عن مكان لها تحت الضوء،وحتى تلك الفئة القليلة التي تحاول التغريد خارج السرب تحت مسميات كثيرة ذاهبة في مغامرتها إلى التجريد أكثر في لغتها لا تنفك تقع أسيرة نماذج أخرى في كتابة أشبه بالترجمة عن لغة أخرى فيطغى النثر على تشكيلها أكثر من الشعر، إذ هي تنطلق أساسا من خصوصية مغايرة لواقعها ،ولأسلوبية معطاها الأدبي وحداثته أيضا. خاصة وأنها لم تتخطى ذلك الموروث أو لم تهضمه على الأقل ،لتكتب معناها ورؤيتها المفارقة له ،ومن هنا يكون انقطاعها عن رغبة دونما معرفة عميقة بالأدوات التي تشكل مفتاح نجاح تلك الرغبة أو فشلها ومن هنا في الحالتين معا نفترض أن نضج الأدوات يحتاج لجهد متواصل على اللغة بمعناها الواسع بعد قراءة عميقة للسابق المتواصل أو المفارق في التجربة الشعرية العربية والعالمية -إن أمكن- وفي حدوده المتاحة إن صح التعبير، قبل الذهاب إلى مغامرة الكتابة المغايرة وإثبات خصوصيتنا
http://www.albaath.news.sy/user/?id=1603&a=137488
ارجو التثبيت