برلمان أطفال دير الزور يجري استبانة حول ظاهرة ”التسرب المدرسيِّ” في المحافظة

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
المصدر محمد الحسن
03 / 03 / 2007
" فعلوا ماعجز عنه الكبار" !!

برلمان أطفال دير الزور يجري استبياناً حول ظاهرة "التسرب المدرسيِّ" في المحافظة

تشكل ظاهرة التسرب المدرسي مشكلة جدلية لطالما كانت ولازالت حبيسة أدراج مديرية التربية ومدارسها في محافظة دير الزور، ربما يلعب الوعي دوراً مهماً وفاعلاً في عملية إعادة الأولاد إلى مدارسهم، ولكن قد يكون هذا الأمر ينطبق أيضاً على "الأسرة" قبل الطفل، والتي لا تجد أمام الظروف التي تحاصرها متنفساً لها إلا الولد الذي يجب أن يُعيل المنزل، وقد يكون السبب "متوارثاً"؛ فيقول الأب لابنه: "بيكفي إنك صرت تعرف تفك الحرف"، هناك من رأى بأن الأسباب تعود للمدرسة نفسها، نتيجة لسوء المعاملة التي يتلقاها الطالب من مُدرّسيه......





نادراً ما كنَّا نسمع عن وجود ندوات أو محاضرات للتوعية من هذا الخطر المجتمعي وطرق الوقاية منه، والمفاجأة الكبرى اليوم أنها جاءت من "الصغار قبل الكبار" في دير الزور، حيث ناقشوا أسبابها، بل والمثير في الأمر استجوابهم لمسؤولي الأمر فيها.

هذه الظاهرة ومحاورها كانت هدف الجلسة البرلمانية الرابعة، والتي عقدها "برلماني أطفال دير الزور" بحضور السيد المهندس محافظ دير الزور مع نهاية الأسبوع المنصرم ، حيث أقام "استبياناً " مؤلفاً من " 18 " سؤالاً، كان الهدف منه ينصب على معرفة آراء الأطفال من هذه الظاهرة "التسرب المدرسي" ، وتمَّ توزيعه على عينة من "200 " طفل في محافظة دير الزور وريفها.

- الطفل زهير شاهر رئيس البرلمان وبعد إلقائه للاستبيان، أكد بأن الأطفال لاحظوا بأن النتائج تركزت على "ضرورة نشر الوعي، وتوفر البناء المدرسي الأنموذجي"، والتي أخذت أعلى نسبة في الإجابات، وقد بلغت نسبة السؤال المتعلق "بدور الوعي" بمن أجابوا (نعم) "81,5 " %، في حين كانت من أهم المشاكل التي تؤدي إلى هذه الظاهرة "انفصال الوالدين"، حيث حصلت على نسبة "75 % " ممن أجابوا بـ(نعم) من الأطفال.





تقييمٌ... ولكن!

مدير التربية الأستاذ "غسان الحمد" كان له كلمة، أو بالأحرى " تقييم" للاستبيان الذي عرضه الأطفال على الحضور، وذلك تلبية لطلب رئيس الجلسة في إبداء رأيه فيه، وبرَّر قوله حول الخلافات الأسرية التي تؤدي إلى التسرب، بأنها موجودة وهي علاقات اجتماعية بين الأسر.

وحول السؤال عن "العنف المدرسيّ"، أشار إلى أنه أمر موجود، ونفى إنكاره لهذه المسألة، مضيفاً أن العنف المدرسي أمر موجود في مدارسنا إلى الآن، والاستبيان جاء كنتيجة لإيضاح الوضع، ولكنه في المقابل اعتبر بأن "النسبة" التي وصلت إلى "65,5" % أمر نسبي، واستخفَّ بها، مبيناً أنها لم تصل إلى المستوى العالي إلى الآن.

في حين كشف هذا الأخير بأن "المنهاج المدرسي" سيشهد وضمن خطة وزارة التربية إعادة طباعة، ولكن بشكل مطور وحديث، معلناً أنه خلال العام 2008 سيكون هناك مناهج جديدة من الصف الأول الابتدائي، وحتى المرحلة الثانوية، حيث قامت الوزارة بوضع معايير العلمية والوطنية اللازمة لها، وهي الآن بصدد طباعتها.

وحول السؤال المتعلق "بطرق التدريس" في المحافظة ودورها في عملية تسرب الأطفال من المدارس، والتي بلغت "49 %" ممن أجابوا " نعم" ، بيَّن أن المعلم عندما يكون مؤهل على إعطاء طرق تدريس فعالة أو حديثة أو تشاركية من مادة إلى أخرى، فإنه ستكون هناك طريقة محددة تجتذب الطفل وتحببه بالمدرسة.

وبالنسبة لضرورة وجود المدارس ذات البنى التحتية النموذجية، أكد "الحمد" بأنه يدرس اليوم اقتراحاً يبتغي منه تصميم مدراس جديدة تتناسب مع المراحل العُمرية للأطفال بحسب سنّ دراستهم.



أرقامٌ وحقائق

من الجميل أن نرى آراء الأطفال وتوقعاته في استبيان خاص بهم ، حيث اعتبر "72%" منهم بأن "جهل الأسرة" عامل رئيسي في نشوء هذه الظاهرة، في حين رأى نسبة " 81,5 " % منهم بأن الوعي والعمل على زرعه في العقول أهم الحلول للتخلص منها، أما الإعلام والسؤال المطروح حول دوره، فكانت نسبة " 63,5" % منهم يرى بضرورة تعزيز دوره ومكانته اللازمة في هذه المدينة، والتي تقوم على الجرأة في طرح المشاكل والمهنية في إيجاد الحلول لها.



لنا كلمة

يعتبر هذه الاستبيان خطوة جادة وفعالة في كشف المشاكل ومعالجتها، على اعتبار أنه تقدم أرقاماً حقيقية تترك الباب مفتوحاً لآفاق مستقبلية، ولكن من هنا نقول: "أطفال دير الزور فعلوا ماعَجِزَ عنه الكبار!!".

آخر تحديث ( 03 / 03 / 2007 )