نحن لا نُقتل بظهورنا

عبد الستار قاسم

17/تشرين ثاني/2012

لم نتفوق على الصهاينة في حرب عام 2006 بالعدد والعُدد، ولم نتفوق عليهم بهذا أيضا في حرب الفرقان، أو حرب الكوانين عام 2008/2009.



الآن، في حرب مدد السماء نحن لا نتفوق على العدو بالسلاح وقوة التدمير، وإنما بالعقيدة الراسخة والإرادة الصلبة ودقة التقدير والثبات، والثقة بنصر الله. نحن صامدون في مواقعنا، نواجه الرصاص بكل شجاعة وحكمة وإيمان، لا نترك مواقعنا إلا تحفزا لقتال وتقديرا لأفضلية المواجهة.



مدد السماء اسم للحرب الدائرة حاليا على غزة للتوفيق بين تسميتي حجارة السجيل والسماء الزرقاء



نحن لا نُقتل في ظهورنا، وهذا هو سر تفوقنا على هذا العدو المتغطرس الذي لا يرى في نفسه إلا ثورا هائجا يتغنى بقرونه وقوة عضلاته. العضلات القوية لا تتفوق على العقل الراجح، والاحتماء بالمعدات المتطورة لا ينتصر على الإرادة الصلبة والعقيدة الراسخة المتسلحة بأدوات القتال والمقاومة.



عام 2006، لم يسقط رجل لحزب الله برصاصة في ظهره.



عام 2008/2009، لم يسقط رجل للمقاومة الفلسطينية، لحماس والجهاد الإسلامي وألوية الناصر والمقاومة الشعبية، برصاصة في ظهره.



عام 2012، لا يسقط الرجال الآن بمؤخرة رؤوسهم.



الآلة مهمة في المعركة، لكن معنويات المقاتلين وثباتهم أهم. قد تملك الجيوش الآلات والمعدات وأدوات القتال، لكنها لا تستطيع الصمود في الميدان. نحن نملك القليل، لكننا نحن أصحاب النفير. نحن الذين لا ندير ظهورنا، وتبقى معنوياتنا في معز السماء إيمانا وثقة بنصر الله. نحن الذين سننتصر بإذن الله.



رجالنا ينالون الشهادة بصدورهم ورؤسهم. هم لا يفرون ولا يدبرون، وإنما يقبلون ويواجهون. هم متزنون ويوازنون ويحسبون ويحذرون، لكنهم لا يتأخرون ولا يجلون ولا ترتجف لهم جفون. هم أسود الحرب، عقلاء الزناد وحكماء مناورات الحرب والخداع.



نساؤنا ماجدات، وشجاعتهن أنبتت الرجال.