نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
السلام عليكم
نعاني في عصرنا هذا من مستحدثات حلوة مرة , تسبب لنا إدمانا لا نكاد نفيق منه , تتخلل النفس والروح والفكر والسلوك..وحتى الدين .
فكيف نحافظ على بوصلتنا سليمة مهما اهتزت؟
وهل فعلا يعيش مسلم العصر الحالي في عالم من الوثنية المعاصرة فيسهل اختراقه ومن ثم إحراقه؟
لنقسم هذا الأمر لعدة أقسام:
1-التقنيات المعاصرة وتأثيراتها البعيدة:
يقول الباحث عبد الوهاب المؤدب:
إن الوثنية المعاصرة هي هيمنة التلفزة ووسائل الإعلام وانتصار السوق والكوكا كولا والديزني لاند وكل ما يخص أمركة العالم يعني كل ما يجعل الارتقاء مع القديم مضحكا.[1]
2- إن الدعوة الإسلامية تعاني اليوم من مشاكل عديدة قاتلة ,و من النزاهة الاعتراف بذلك والجدل حول ذلك غير قادر على حل هذه المشكلات,بل العمل من أضيق وحدة اجتماعية لأوسعها كي نكون حاضرين في كل جديد بقوة ونسخره لخدمة الدعوة لا نجعله سهما مصوبا لها.
إنه يزيد المشكلات حدة وتوترا, إن لم نتحرك بقوة وقاعديا , ماذا نعني قاعديا, يعني بدءا من التربية وارتقاء بالهرم الاجتماعي انطلاقا من الأسرة أولا.
يقول مالك الشبل:
لا تخيفني الهيمنة الأمريكية كثيرا لكن ما يخيفني هو صلة الترابط الموجودة بينهم ولا قيمة للهيمنة الأمريكية إلا من خلال تشتت العرب وفرقتهم.[2]
ويقول أيضا:
المشكلة تنبع منكم انتم وإذا كان العالم لا يحترمكم فانتم السبب وإذا كنا نتراجع فانتم السبب والغرب سيشعر بالندم إذا ما أحسنا التعامل والحديث معه .
لماذا يستخدم اليهود النقاط الحساسة والضعيفة عند الغرب ويلعب عليها اننا لا نستطيع عمل ذلك والمثقفون غير قادرين على قول الحقائق ولم يقل المثقفون العرب أي شيء ضد الفتوى بينما وقف الرسول منذ أربعة عشر قرنا ضدها.[3]
عن الشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله:
قال الشيخ رحمه الله تعالى :
والجاهلية ليست مقصورة على قرون، بل قد تزيد الجاهلية في قرن على ما قبله من القرون، إذ لها طوابع خاصة يتصف بها كل فرد وكل أمة عتت عن أمر ربها ورسله وتبعت أهواءها في كل شيء.
حتى إن جاهلية اليوم تعتبر أفظع من كل جاهلية سبقتها، لأن فيها من الإغراء على كفر النعم وإنكار الخالق أو التنكر لدينه وشريعته والتهجم على حكمته والاستهانة بعزته وتحسين الخلاعة والرذيلة والفجور وذهاب الغيرة والحياء ما لم يكن في محيط أبي جهل وأبي لهب وما قبله من كل جاهلية.
وقد لا ينتهي الأمر عند هذا الحد ما دامت الإنسانية خارجة عن حدودها متمردة على نظام الله."[4]
3- فأين الوثنية هنا زمنيا؟ وكيف ننتبه لها ونتقيها؟
يقول نصر الشمالي:
ليست الوثنية وقفاً على عصر بعينه, فالأوثان الآلهة تتواجد متعدّدة من مختلف الأنواع في أنظمة القهر عموماً, حيث لكل فئة باغية وثنها المؤلّه الساهر على رعاية مصالحها الأنانية, والمال هو وثن الفئة الباغية في هذا العصر[5]
أما مظاهر الشرك المعاصر التي نعرف فقد تجاوزناها لما هو أدهى وأمر للاطلاع:[6]
وأخيرا:
هل التعلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي شرك خفي وإضاعة للوقت والجهد المؤتمنين عليه؟ هل نستطيع ترشيد وتحويل تلك الوسيلة لصالحنا؟هل فهمنا ما مدى المضار التي يمكننا أن نصل إليها من خلال تسلل أو تسخير تلك الوسائل لصالح حلقة البحث والتجسس الغربية.؟
حقيقة مازلنا لا نقدر الهوة التي وقعنا فيها والهدف الخطير الذي يكمن وراء لهونا وضياعنا ونحن نذبح كل يوم بدم بارد , ونسرق ونحن نبتسم ابتسامة غبية ودية ساذجة..ونهرب عبر دهاليز اللهو المشبوه لنفتح الطريق على مصراعيه لمزيد من الاختراق والتدمير؟للمزيد:[7]
فإلى متى سنبقى نضع يدنا على خدنا؟ أم أن التاريخ يعيد نفسه ونحن أضعف من أن نعود كسابق عهدنا فنتقل الهزيمة والموت صاغرين؟هل هي أحدٌ أخرى يا عرب؟
1 - قال اللهُ تباركَ وتعالَى : أنا أغنَى الشركاءِ عن الشركِ . مَن عمِل عملًا أشرك فيه معِي غيرِي ، تركتُه وشركُه
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2985
خلاصة حكم المحدث: صحيح

الخميس 16-11-2012


[1] الباحث والأديب عبد الوهاب المؤدب /من كتاب منفى اللغة /شاكر نوري/ص 354

[2] مالك شبل من كتاب منفى اللغة ص 386 (بتصرف)

[3] مالك الشبل ص 387 المرجع السابق ذاته.

[4] انظر الرابط:
http://www.emtiaz.net/vb/showthread.php?t=228113


[5] انظر الرابط:
http://www.iraqipa.net/05_2008/11_15...a3_15maj08.htm


[6] انظر الرابط:
http://www.ryomty.com/vb/showthread.php?t=28308


[7] للاطلاع على المرامي الماكرة والخطيرة بعيدة المدى الرجاء الاطلاع على محتويات الرابط:
الصحوة الإسلامية في العصر الحديث:
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=36803