ماذا سيسمع أردوغان في ضيافة الوليد بن عبد الملك؟ / نارام سرجون

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيShare on facebookShare on twitterShare on emailShare on printMore Sharing Services5

‏الجمعة‏، 07‏ أيلول‏، 2012


لاأدري ان كنت قد بلغت من العمر عتيا .. وزاغ بصري واعتلت ذاكرتي .. وارتجفت يداي ..وتهدج صوتي .. لكن أرجو ممن يقرأ لي هذه الكلمات أن يعيد لي ذاكرتي المضطربة ان كان قد أصابها عوج وقلاقل عقلية ووصلتها رياح الربيع العربي "العليلة" .. ووصل شعار (العمر يريد اسقاط الدماغ) الى جدران عقلي المتعب .. وارتفعت التكبيرات من أنفاق حفرها المجاهدون تحت كل مابنيته من شعر وقصائد حب .. وتحت سجادة الصلاة ..


أرجو منكم أن تتفهموا قلقي على ذاكرتي التي قد تعلن انشقاقها عني .. فهو زمن انشقاق كل شيء على الهواء وزمن بيع الذاكرة كقطع العقار والطابو وقطع الغيار .. وأتمنى منكم أن تعذروا تعرّقي من الحمى وسخونة جبهتي وتقلب معدتي .. فهو زمن الكوليرا وجنون البقر والبشر .. وهو زمن توجّع جسد الكرامة وصرخات اغتصابها عدة مرات على فراش النسيان العربي ..لتنجب لنا .. زمن السيد رجب طيب أردوغان..


أقول هذا لأنني حسب ما أذكر فأن الله قد "أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" .. ولم يكن هناك أي ذكر للجامع الاموي في رحلة الاسراء والمعراج ولاذكر لقبر صلاح الدين ..


فبالله عليكم خبروني ياجماعة ان كان البراق النبوي قد أعلن انشقاقه أيضا وهرب الى قطر؟؟ واصدقوني القول .. ان كان المسجد الاقصى قد أعلن انشقاقه عن المسجد الحرام؟؟ وأن قبر صلاح الدين قد هرّبته المخابرات الفرنسية الى قبرص ليعلن انضمامه لمجلس استانبول ..وأن وثائق فرنسا السرية قررت الآن وفي هذا الوقت بالذات أن يصحو ضميرها.. وقد تكشف لنا يوما أن سلطان باشا الأطرش قد أعفي من الاعدام لأنه أبرم صفقة سرية مع الفرنسيين باع فيها ماباع..وأن فارس الخوري قد دخل الجامع الأموي ليشق صفوف المجاهدين..


أرجوكم اغفروا لي هذياني لأنني محموم .. فعلام يريد اردوغان تحويل جهة الاسراء والمعراج من المسجد الاقصى الى المسجد الأموي في دمشق ..؟ كان كل القادة المسلمين يضحكون علينا بأن يطلبوا أن تكون صلاتنا القادمة في المسجد الاقصى؟ وماتوا واحدا بعد الآخر ولم يأخذنا أحدهم للصلاة فيه؟ فما الذي جرى حتى تغيرت وجهة الرحلة وطقوس الصلاة؟


هل تغير الاسراء والمعراج ليصبح رحلة "الارساء والانعراج" التي حمل فيها البراق الثوري السيد محمد مرسي الى المسجد الاموي أيضا.. حيث تبدل الاسراء وتلعثم وتراكبت حروفه وتشقلبت وصار اسمه "الارساء" الذي أرساه خطاب محمد مرسي ثم انعرج الاسراء عن المسجد الأقصى وأرسى الجهاد في سورية؟؟؟..


فقد بلغني ان السيد رجب طيب أردوغان زف لنا نبأ أنه سيصلي منتصرا في المسجد الاموي قريبا وسيقرأ الفاتحة على قبر صلاح الدين في دمشق .. فلا حول ولاقوة الا بالله .. كل المؤمنين صاروا يريدون أن ييمموا وجوههم شطر المسجد الاموي لا الأقصى .. وكل المؤمنين يتدافعون بالمناكب لقراءة الفاتحة على قبر صلاح الدين ..الذي أقسم أنني سمعته يستيقظ من رقاده وينفض الغبار عن عينيه من ضجيج الزوار التواقين لزيارته وقراء الفاتحة ..ويطلب منهم عدم الازعاج والذهاب الى القدس بدل الثرثرة..


ربما لم أفهم القرآن مثل اسلاميي هذا الزمان .. فالله أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا "حوله" .. كأن الله كما يبدو قد بارك "حول" الاقصى ولم يبارك الأقصى .. وربما استعمل الرئيس مرسي خبرته في مؤسسة ناسا الفضائية وحدد بالضبط عبر الأقمار الصناعية طريق مرورالخطوط الجيوديزية "المباركة" لما هو (حول) المسجد الأقصى ووجد أنها تقع في قلب الجامع الأموي في دمشق وتمر بقبر صلاح الدين .. ومن بين أضلاع صدره .. فهرول خلفها صديقه المؤمن الصادق أردوغان..


يستحق المسجد الأقصى الرثاء فهو مسكين ينام على الأنفاق وقد لايطلع الصبح عليه وقبضايات العرب والشرق منشغلون بالجامع الأموي وأهل الجامع الأموي .. المسجد الأقصى سيسمى قريبا "جبل الهيكل" بشكل رسمي على كل الخرائط كما سيسلم بذلك الرئيس المصري محمد مرسي شاء أم أبى والذي أرسى "كامب ديفيد" هرما رابعا الى جانب خوفو .. وأرسى التنازل عن المسجد الأقصى لأنه بدا واضحا أنه يريد ماحوله فقط .. أرض الجامع الأموي..


فلاأحد يريد الصلاة في الأقصى الا الشيخ صلاح الدين أبو عرفة الذي تركوه وحيدا وصار مع نفر من أصحابه مثل أهل الكهف منسيين في كهفهم (الأقصى) .. حتى حماس لم تعد تريد المسجد الأقصى وربما تفكر في استثمار الأنفاق تحته لصالحها وصالح تجارة الأنفاق التي صنعت مليونيراتها ..


والقرضاوي الذي توسل الينا أن نضع دم القذافي في رقبته .. سيطلب منا أن نعتبر أن دم الأقصى في رقبته أيضا .. كيف لا ورقبته مليئة بالدماء وهي حمّالة للدماء والحطب .. منذ أن وشى بأصدقائه الى مخابرات عبد الناصر وفرّ الى الخليج .. رقبته حملت دماءهم وبدأت رحلة حمل الدماء على الرقبة منذ ذلك الوقت ..سيصل القرضاوي يوم القيامة الى الله ورقبته طويلة كرقبة البعير ليس لأنه يتردد في قول الكلام كبعض جليلي الصحابة وآل البيت .. بل من كثرة الدماء في رقبته ..وربما يصل طول رقبته المليئة بدم الناس الى طول عنق ديناصور (اركيتو اليسوني) ذي العنق الطويل جدا..


على كل حال يكفي الجامع الاموي أنه الجامع الذي ترنو اليه المساجد الحزينة والمحتلة وتعوذ به المدن الجريحة والعواصم المهزومة .. وأنه المسجد الذي بقي حرا حتى الآن بعد استسلام الأزهر الشريف ورفعه الرايات البيضاء وانشغاله بالرضاعة والشفاعة وجناح الذبابة وكتابة التعاويذ والحجب للرئيس .. وبعد غرق المسجد الحرام في بحيرة النفط السوداء واستقراره في كرش عبد العزيز آل سعود..


أصدقكم القول انني كلما قررت أن أحيل السيد أردوغان على التقاعد من مقالاتي وأن أعفيه من الحضور المتكرر - لأنه صار مملا مثل موديلات مسلسل باب الحارة والبيئة الشامية وقبضاياتها - يطل برأسه مبتسما لأجد نفسي مضطرا لرحلة "الاسراء والمعراج" الكتابي نحوه .. فالرجل يصر على أن يكون له حصة في كل مقالة ..وأن تلسعه سخريتي واستهزائي بشنباته حتى آخر يوم له في حكم تركيا ..


وما أريد أن أقول لهذا الرجل .. انني لست أمويا .. لكنني حفيد ذلك الأموي الوليد بن عبد الملك الذي بنى الجامع الاموي .. ومن أراد دخول بيت جدي عنوة فسيسمع صوته يصرخ في دمي .. وسأقتل هذا المتطفل ..وأعلقه .. على باب بيت جدي ..


وما أريد أن أقول لهذا الرجل انني لست من سلالة صلاح الدين .. لكن أحد جدودي كان من بقايا جيشه الذي عاد من حطين عندما كان جدود أردوغان تائهين في الأناضول .. ولايزال دم جدي يسري في عروقي .. ولايزال سيفه معلقا في صدر البيت ولمعان شفرته لازال كالبرق في لفتات عيوني .. ومن أراد قراءة الفاتحة عنوة على قبر صلاح الدين فأعده أنني سأقرأ الفاتحة عليه عند قبر صلاح الدين .. قبل أن ينهي قراءة الفاتحة..


انني لاأدري ان كان من قبيل المصادفة تماثل لحن كلمة "أردوغان" مع كلمة "الشيطان" لكن هناك تشابها أيضا في المصير وسيرة الحياة والأخلاق والأقدار .. وماأدركه هو أن الشيطان قد أخرج من الجنة .. ولن يعود اليها .. والشام جنة .. ومن أخرج منها فلن يعود اليها لابقراءة الفاتحة ولابقراءة القرآن كله .. ولو جاء يرتدي أستار الكعبة عباءة ..


أردوغان ياعزيزي وياأيها الشيطان الصغير ذو الذيل الطويل.. لقد خرجت من الجنة .. ولن تعود اليها ..وستموت في هذه الحسرة ..

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
تذكر جيدا ياعزيزي .. لقد سقط الجنوب من خرائطك .. فليس في الجنوب غير البحر .. ولانهاية لهذا البحر .. ومهما سافرت في أمواجه فلا يابسة أمامك ولاأمل ولامنارات ولاطيورا تحوم حول أشرعتك لتعطيك الأمل بالموانئ .. فأبحر الى ماشاء الله نحو الجنوب .. ووداعا ياموانئ الجنوب ..


الموت الصاخب في عينيك هو مانراه الآن يا رجب .. والموت الهادئ في الشمال البارد هو مانتمناه لك يارجب .. حيث رياح الشمال الباردة .. ربما قادمة من الجنوب
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نارام سرجون/ أوقات الشام

منقول من المصدر