ا عَطســـــــــةَ القَمَرِ المُـــــنيْرِ
مصطفى حسين السنجاري
الحبّ أنتِ العُمرُ أنتِ المَولِدُ
أنتِ المَسَرَّةُ والمُنى والسُّؤْدُدُ
والرَّوْضُ أنتِ الوَرْدُ أنتِ ربيعُهُ
والوَرْدُ في كَنَفِ الرَّبيعِ تَوَرُّدُ
أنتِ ابتِسامُ الفَجْرِ في وَجْهِ النَّدى
يا نَفْحَةَ الهَيْلِ التي لا تَنْفَدُ
أنتِ ابتِسامُ العُمْرِ في شَرْخِ الشَّبابِ
وكَوْكَبٌ بِفَضائِهِ يَتَفَرَّدُ
ما جَفَّ لَحْظي بَعْدَ جَفْوِكِ لَحْظَةً
والجَمْرُ في جَوْفي بِجَفْوِكِ يُوْقَدُ
عامانِ عاما بالعيونِ كما العمى
في الظِّلِّ ..لا طَيفٌ لَطيْفٌ يُسْعِدُ
ويَمُرُّ مَرَّ المَوْتِ بي مُرُّ النّوى
أَنّى يَمَمْتُ الوَجْهَ يَمٌّ يَرْفُدُ
وَفِدى سُوَيْعاتٍ بِقُرْبِكِ خُضْتُها
عمرٌ مَضى خَبَباً ..وآخَرَ يَرْكُدُ
يا يَوْمَ لُقْيانا لأَوَّلِ مَرَّةٍ
لَكَأَنَّ يَوْمِيَ ذاكَ لَيْسَ لَهُ غَدُ
صافَحْتِني فَتَبَخَّرَتْ كَفِّيْ كَأَنْ
ما صافَحَتْ -إلاّ يَداكِ- يَدي يَدُ
وَرَشَشْتِني بِعَبيرِ قَوْلِكِ : مَرْحَباً
وَأَنا آنْبِهارٌ قاهِرٌ ، وتَرَدُّدَ
فَتَعَثَّرَتْ شَفَتيْ بِأَحْرُفِ رَدِّهِ
وَرَأَيْتِ ثَغْراً حَرْفُهُ يَتَمَرَّدُ
سُبْحانَ حُسْنِكِ أَيُّ كَفٍّ صاغَهُ
للهِ كَمْ مُتَناسِقٌ ..وَمُنَضَّدُ ..!!
فالوَجْهُ دُنْيا مِنْ مَفاتِنَ بَهْجَةٍ
والجِيْدُ مِنْكِ تَوَهُّجٌ وَتَوَقُّدُ
عَيْناكِ أَحْلى مِنْ عُيُوْنِ قَصائِدي
بَلْ فيكِ كُلُّ عُيُوْنِها تَتَجَسَّدُ
أَلْوانُكِ الفَيْحاءُ سِحْرٌ كُلُّها
ما شُمْتُ إلاّ فيكِ يَزْهو الأسْوَدُ
يا عَطسةَ القَمَرِ المُنيْرِ بِحَفْلةٍ
وَقُلُوْبُ كُلِّ حُضُوْرِها تَتَنَهَّدُ
حَسَدَتْ كَواكِبُها تَوَهُّجَ حُسنِها
إنَّ الجَميْلَ على المَحاسِنِ يُحْسَدُ
كُلٌّ يَبوْحُ بِوُدِّهِ لرَفيقِهِ
حَتّى آنْفَجَرْتِ ..فلا رَفيْقَ يُوَدَّدُ
ودَخَلْتِ والأَصْواتُ تَدْخُلُ بَعْضَها
وَوَقَفْتِ ..والأَصْواتُ بُكْمٌ بُلَّدُ
وتَشَرَّدوا.. كالريحِ عاثَ بِبَيْدّرٍ
لكِنهم في مُقْلَتَيْكِ تَوَحَّدوا
لَكَأَنَّكِ المِحْرابُ شَدَّ عُيونَهُم
والسِّحْرَ فيكِ خَطيْبُهُم ،والمُرْشِدُ
كَمْ سَيِّدٌ في الجَمْعِ غَصَّ بِريْقِهِ
والكأسُ مالَ بِكَفِّهِ كَمْ سَيِّدُ؟
لَمْ يَبْقَ ثَغْرٌ مُطْبَقاً ..حتّى كَأنْ
أَلْغى خَياشيمَ الحُضورِ المّشْهَدُ
والكُلُّ يَسْألُ بَعضَهُ : مَنْ هذِه؟
أَحَديقَةٌ ؟ أَمْ كَوكَبٌ ؟ أَمْ فَرْقَدُ ؟
وَمَضَيْت تَشْتَعِلينَ بَيْنَ جُموعِهِم
أَلَقاً.. يُلَمْلِمُ صَمْتَهُم، وَيُبَدِّدُ
تمْضينَ تَشْرَبُكِ العيونُ تَلَهُّفاً
كالنَّهرِ حُسْنُكِ بَيْنَهُم يَتَجَدَّدُ
وَدَنَوتِ مِنّي والعيونُ تَسَمَّرَتْ
فَنَسَيْتُ شِعري كُلَّهُ والمِرْبَدُ (
ما هَلَّ شِبْهُكِ في الوجودِ وَإنْ بَدى
شِبْهٌ .. فَأَنْتِ النِّجْرُ وَهْوَ مُقَلِّدُ
سَكَبَ الجَمالُ بِوَجْنَتَيكِ بََريقَهُ
حَتى كَأَنَّكِ مِنْهُ بِكْرٌ أَوْحَدُ
إِنْ كُنْتُ قَبْلَكِ قَدْ عَشِقْتُ حَمائِماً
إِنَّ السّفوْحَ إلى المَعالي تُرْشِدُ
حَتَّى وَإنْ صارَحْتُهُنَّ بِلَوْعَتي
عنْدَ التَّلاقي ..كُنْتِ أَنْتِ ال(أَقْصُدُ)
إِنَّ الطُّيورَ إذا تَعَلَّقَتِ السَّرا
بَ ،فَلَيْسَ غَيرَ الْماءَ فيهِ تَنْشِدُ


(*) المربدُ : رفعت على أنها مبتدأ (تقديره: والمربدُ أيضا نسيته)