نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

معرض روائع الفن التشكيلي السوري المعاصر في غاليري أيام
المصدر ديمة القاسم
23 / 02 / 2007
تحتَ عنوان "روائع" تواصل "غاليري أيــّام" معرضَ الفن التشكيلي لمجموعة أعمال نخبويَّة صنعتها أناملُ أبرز الفنانين السوريين من روَّاد ومؤسسي المدرسة السورية في الفن المعاصر. وعلى الرغم من قرب انتهاء هذا المعرض حيث يختتم في الثامن والعشرين من هذا الشهر إلا أن عراقة الأعمال ودخول لوحات جديدة والأسماء المهمة التي وقعتها اقتضت الإشارة وتشجيع من فاتتهم فرصة رؤية بعض أهم لوحات لكل من: لؤي الكيالي، نصير شورى، عمر حمدي، يوسف عبدلكي، منير الشعراني، أسعد عرابي وفنانين آخرين.
في الحقيقة تأخذ "صالة أيـــّام" على عاتقها مهمة الترويج العالمي لأفضل أعمال الفن السوري والشرق أوسطي وهي مختصة بالأعمال المعاصرة، ويهمها التعامل مع اللوحات ذات القيمة التي لا يحدها زمن. بالإضافة إلى الإيمان بجمالية الفن وبأحقية الفن الجيد أن يكون استثماراً ناجحاً كما تتبنّى الغاليري أعمال مجموعة فنانين بشكل دائم وهم: صفوان داحول، منذر كم نقش، يوسف عبدلكي، عبد الله مراد، أسعد عرابي، فادي يازجي ومنير الشعراني وللتعريف ببعض الفنانين نذكر...




*منير الشعراني: من أهم الفنانين التشكيليين الحرفيين في الوطن العربي والعالم، سوري مقيم في مصر، وهو أحد الخطـّاطين العرب الذين حمَّلوا أنفسهم مهمـة سدِّ الهوَّة التي تفصل فن الخط الإبداعي عن التجويد الحرفي. تختلف تجربة الشعراني الفنية في الخط عن بقية رواد هذا الفن، بأنه يقدم إبداعات خطية تتناسب مع متطلبات الحداثة في الجمال وترتكز في الوقت ذاته على موروث ثقافي خطي غني، فقد تتلمذ في سن صغيرة على يد كبير خطاطي الشام "بدوي الديراني" الذي كان أستاذاً للمئات من خطاطي دمشق، يعلمهم بدون أجر، وصاحب أسلوب خاص في الخط الفارسي قائم على قيمة الفراغات وليس على تكثيف تشابكات الحرف. عمل الشعراني بعد وفاة معلمه علم 1967 في سوق الخط. ويذكر زملاؤه في كلية الفنون الجميلة بدمشق أنه وخلال الدرس الأول للخط في السنة الأولى قال له الأستاذ "حلمي حباب" لدى رؤيته لجملة خطها: "اذهب يابني ولا تعد إلا في آخر العام". إذ أدرك الأستاذ أن لا شيء لديه يعلمه لهذا الطالب. يحوِّل الشعراني الخط العربي إلى قطعة فنية معاصرة ومتحرّرة من كل القيود القديمة في هذا الفن، وليعزز فكرة التحرُّر هذه يستخدم ألواناً متفرقة وعبارات تحمل رسائل ذات معانٍ أخلاقية ووجدانية بالإضافة إلى النصوص الدينية. ويضمُّ المعرض عدة لوحات رائعة "للشعراني
" منها لوحة "لا دين لمن لا عقل له".

*يوسف عبدلكي: من مواليد القامشلي عام 1951، تخرَّج من كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1976 و تابع دراساته العليا في فرنسا في كلية الفنون الجميلة بباريس، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة باريس الثامنة عام 1989. أقام "يوسف" العديد من المعارض المشتركة والفردية حول العالم وأعماله موجودة في الكثير من متاحف العالم ومنها المتحف البريطاني. هو أيضاً رسام كاريكاتير عمل لسنوات عدة ومازال يقدّم أعماله للصحافة العربية.

يقول "عادل السيوي" عن تجربة "يوسف عبد لكي": "زهرة تحاول بمفردها استدعاء المعنى كله، سمكة مندهشة، رأس لا نعرف إن كان مقتنعاً بانفصاله عن الجسد أم هو صرخة توقفت كحجر في الحلق، قدح يقف هناك وحده يحتضن فراغه الحميم ولا يبدو أنه قد امتلأ يوماً ما، أشياء متوحّدة تبحث عن مبرر لوجودها، هنا والآن فهل هو عرض رصين للعزلة؟ أم إعلان صوفي عن رغبة الجزء في الرجوع إلى الكل؟ تلك المفردات الوحيدة في دائرة العين، هل تؤكد الغياب كما تستدعي محارة البحر ونتوهَّم في حذاء المرأة اكتمال حضورها الجسدي أم أنها أشياء تتجلى أمام أعيننا لآخر مرة كي نصبح شهوداً على تحللها النهائي؟ أين تستقرُّ هذه الزهور والأحذية والأقداح؟ وهل يستريح رأس السمكة فوق غياب جسدها وتؤنس الظلال وحدها تلك الأشياء المقطوعة عن العالم؟

*صفوان داحول: من مواليد حماة عام 1961. أنهى دراسته في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1985 و هو حاصل على شهادة الدكتوراه من المعهد العالي للفنون التشكيلية في مدينة مونز البلجيكية. عضو الهيئة التدريسية في جامعة دمشق. لصفوان داحول عشرات المعارض في الشرق الأوسط وأوروبا وقد باع معظم أعماله خلال هذه المعارض. تضمُّ غاليري أيام عدة لوحات حالمة لداحول بعنوان "حلم" يظهر من خلالها العمق اللوني والمنحى الفلسفي الذي يتمتع به فن"داحول" بالإضافة إلى إبداع حقيقي في النور والظل و ميل لإظهار الحس الأنثوي بشفافية مطلقة. ومن الجدير بالذكر أن إحدى لوحات "حلم" دخلت في المزاد العالمي لمؤسسة كريستيز الذي جرى في دبي مطلع الشهر الحالي وقد بيعت بـأكثر من 38 ألف دولار، بالإضافة لمجموعة أعمال فنية سورية أخرى بيعت جميعها بمبالغ فاقت التوقعات الأولى بنسبة تراوحت ما بين 30 و 100 من المئة.

*فادي اليازجي: ولد في اللاذقية عام 1966، وتخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1988 ومنذ ذلك الوقت يكرس وقته كاملاً للعمل الفني. له معارض فنية فردية ومشتركة في الشرق الأوسط وأوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية. يعتمد فادي اليازجي أسلوباً تجريبياً يستخدم فيه مواد مختلفة لكنه يعالج نفس الموضوع، وقد أنتج عدة أنماط من العمل بين لوحات ومنحوتات طينية.

*على الهامش

- كنا نتمنى الحديث عن كل الفنانين المشاركين بالمعرض لكن ضيق المكان حال دون ذلك.

- المعرض القادم للغاليري معرض خاص بأعمال الفنان "عبد الله مراد" حيث سيفتتح في 11/3 ويستمرُّ حتى 31/3/2007.

- عنوان غاليري أيـــّام: منطقة المزة – فيلات غربية- شارع تشيلي.

آخر تحديث ( 23 / 02 / 2007 )