نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
لم يكن في ذهن الفتاة السعودية ريم الطويرقي أواخر عام 1988 وهي في سنتها الجامعية الأولى في جامعة الملك عبد العزيز، أنها ستكون أحد أبرز أعلام الجامعة، وأنه سيُحتفى بها في المحافل العلمية الرصينة في قلب أوروبا، وسيُذكَر اسمها في بلاد عدة، وسيتم تداول العديد من نظرياتها في العديد من الدراسات العلمية المنشورة في المجلات العلمية المتخصِّصة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
سيرتها
هي ريم بنت محمد بن عابد أبو راس الطويرقي: أستاذة مساعدة بقسم الفيزياء - كلية العلوم - جامعة الملك عبد العزيز، وعضوة في الجمعية الأميركية لمدرسي الفيزياء وفي لجنة التدريب والتأهيل، ورائدة اللجنة الاجتماعية العامة لكلية العلوم، ومشرفة على المنتدى الفيزيائي الخاص بقسم الفيزياء، ولديها نحو 12 بحثاً علمياً منشوراً باللغة الإنكليزية.
رحلتها العلمية
تقول في حوار أُجري معها: «يمكن القول إن نقطة بداية الطريق كانت عندما كنت في الصف السادس الابتدائي، في تلك السنة كان والدي يدرس في الولايات المتحدة الأميركية، ولحرصه على أن تظل أسرتنا مجتمعة رافقناه في تلك الفترة، ودرستُ في المدارس الحكومية الأميركية، كان والدي يحكي لي وأنا صغيرة دوماً عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلّم والأنبياء وعلماء الإسلام، وكنت أشعر بالحزن عندما أجد معلماتي الأميركيات ينظرن إليّ وكأنني من بلد متخلّف علمياً، ولذا كنت أحرص على أن أثبت لهن أنه يمكنني منافسة طلابهن، وأُثبت كوني مسلمة عربية أنّ لديّ الكثير لتقديمه، وأنني سليلة علماء وحضارة ذهبية. وللأمانة أقول: كانت معلماتي الأميركيات يعاملنني كفتاة ناضجة كبيرة، يُنصتن ويستمعن لي وأحاورهن، ولم أشعر يوماً بأن رأيي كان تافهاً لصغر سني، وهذا ما أسهم في بناء شخصيتي».
بعد ذلك قطعَتْ سنوات الكلية الأربع بعد أن نالت الثانوية العامة بامتياز لتتخرج في العام 1992 من كلية العلوم قسم الفيزياء، ذلك المجال العَصيّ والمعقّد، متفوقة على جميع أقرانها في الكلية. وفي العام الدراسي الجامعي التالي كانت ضمن أعضاء هيئة التدريس في قسمها الأكاديمي (الفيزياء). ومع مهام التدريس بدأت بالتجهيز لنَيْل الماجستير. أما الدكتوراه فكانت من جامعة سوانزي Swansea في ويلز - بريطانيا في عام 2000م.
دعم الأسرة
تقول الطويرقي: «كانت ومازالت أسرتي المشجِّع الأكبر والداعم لي ولجميع أشقائي; إذ قدم أبي وأمي الكثير من التضحيات من أجل تعليمنا، ودائماً ما يَذْكران لنا أن لكل فرد دوراً في مجتمعه يجب أن يؤديه، لذا فقد تحمّل والدي مشقة التغريب ثلاثة أعوام خلال دراستي للدكتوراه، ليكون لي مَحْرَماً في بلاد الغربة».
تكريمها
نظم معهد العالم العربي في باريس وجامعة إنترديسبلن عام 2005، بمناسبة العام الدولي للفيزياء تظاهرة علمية ضخمة احتفلت بالمنتج الفيزيائي المكتوب باللغة العربية، وكذلك العطاء النسائي الفيزيائي العربي. فتم تكريم ريم الطويرقي بحضور مستشار وزارة الثقافة والإعلام في السعودية الدكتور أبو بكر باقادر تقديراً لجهودها العلمية في مجال الفيزياء، ولقد رافقها والدها في رحلتها التكريمية هذه.
حجابها
تقول: من خلال مشاركتي - في حفل التكريم باللباس الأسود والنقاب - كانت رسالتي، التي أدعو الله أنها وصلت، هي أن هذه الصورة التي يسعى الإعلام الغربي لرسمها عن المرأة المسلمة السعودية المحتشمة بالسواد، التي يسعى لربطها دائماً بالتخلف والإرهاب والسلبية، هي الصورة نفسها التي رأَوْها ذلك اليوم أثناء التكريم، فلعلّ العالم الغربي المرة القادمة عندما يرى تلك المرأة المحتشمة بالسواد في التلفزيون أو في الطريق.. قد يتوقفون للحظة، ويقولون: لعل هذه المرأة طبيبة أو عالِمة، فترتبط بصورة إيجابية».
الاختلاط
أما عن منهاج التعليم في المملكة العربية السعودية فتقول: «قد يرى البعض أن ذلك رجعية، إلا أن بعض الدراسات الحالية في الغرب تعيد النظر في نظام دمج الذكور والإناث في المدارس; إذ لوحظ أنه عند فصل الذكور عن الإناث تكون نتيجة التحصيل عند الجنسين أعلى»، وقالت في كلمتها التي ألقتها في حفل التكريم في فرنسا: «إن فصل تعليم الإناث عن الذكور في السعودية لم يكن وبالاً على المرأة السعودية، وإنما وفّر لها مجالاً أرحب للاستزادة من العلم والمعرفة»..
جهدها التطوعي وتفانيها
يدين لها مئات الأيتام في مناطق المملكة المختلفة وفي خارجها بأنها جلبت لهم ما يكفيهم العوز والحاجة، ولا تزال تنشط في الجوانب الاجتماعية المختلفة حتى ظنّ البعض أنها متفرغة لهذا العمل برغم ازدحام برامجها في التدريس والبحث العلمي في الجامعة.
أُمنيّتُها الكبرى
قالت عن آمالها وطموحاتها المستقبلية: «أطمح على المستوى الشخصي إلى أن أعيش وفقاً لقوله تعالى: {قُلْ إنّ صَلاتي ونُسُكي ومَحْيايَ ومَمَاتي للهِ ربِّ العالمين}، وعلى المستوى العلمي؛ فوفقاً لمقولة الحسن بن الهيثم: «أنا ما دامت لي الحياة باذل جهدي وعقلي ومستخدم طاقتي في العلم لثلاثة أمور: لإفادة مَن يطلب الحق في حياتي وبعد مماتي.. وذخيرة لي في قبري ويوم حسابي… ورفعة لسلطان المسلمين»، أما على المستوى العملي؛ فوفقاً لقوله تعالى: {ربَّنا تقبّلْ منّا إنكَ أنتَ السميعُ العليم}».
المصدر:
منبر الداعيات:
http://www.mdaeyat.com/article/%D8%B...qgX6s.facebook