سؤال لا يتجاوز حجم الكلمة ..

منذ انطلاقة رصاصة صوت الثورة في تونس (ثورة البوعزيزي) والتي عمت الوطن العربي ومازلنا نعيشها ونقطف حينا ثمارا يانعة ,وحينا نخفق في بالوصول الى ساحة النتيجة لعوامل لا حصر لها, ورغم هذا كم رأينا المستحيل ليحال الى ممكن وكم من ممكن تحول الى المستحيل وفي الظل الثورات كل شيء ممكن إلا العودة الى الخلف ..حذاري .......لا للعودة الى الوراء ..!

وانطلاقا من هذا سيكون سؤالنا كالأتي ..
/إلى أي مدى ساهم الربيع العربي في اثراء الكلمة وإلى أي مدى ساهمت الكلمة في اثراء الثورة ..؟

وحين نقول بأن الربيع العربي اتخذ وجوده من الكلمة المكتوبة الموجهة والرسالة الهادفة التي شحنت العقول اسهاما في التوعية لدور الفرد والجماعة باستثمار الجهود وتوظيفها في تنظيم العمل الجماعي حتى وان كان من نافذة الفيس بوك .

هناك ظاهرة لايمكن تجاهلها وهي ان كل من شارك الثورة ايمانا وقناعة شارك في الأداء الكتابي حتى وان كان ليس له علاقة بالإعلام أو بالأدب مما جعل الكل يحترف الكتابة الى جانب الفئة التي تنقل أقوال الآخرين ..

وعلينا أن لا ننس أن فئة من أدباء بقيت في حالة حياد تام مما شكل لديهم عقدة الخوف من فشل الثورة أم حالة الخجل التي لحقت بهم بسبب تأخرهم عن القافلة ؟
أن التحرك من وسط الطريق يفقد برهان الجهة ..وربما السبب أن الربيع العربي أفتقد الى فلاسفة ومفكرين لتصبح الثورة ثورة فكرية تنطلق من قناعات راسخة تتضمن التنظيم للتدرج في العمل بتواتر دون ان يحدث الارتباك بين الفئات او في ورقة العمل , ربما ذلك هو الذي جعل بعض الصامتين ان يتخذوا ركن الصمت إزاء هذا الضجيج العارم. وهذا ما يجعل هذه الثورة تمر على أخاديد عاثرة وان كان في النهاية لا يصح الا الصحيح.

الربيع العربي أثرى الكلمة هناك أدباء وشعراء جاؤوا بأفضل ما لديهم وتولدت لديهم قدرة ما كان لها إلا في حالة استدعاء الوعي لتلبية أقصى واجب الا وهو الحصول على كرامة الانسان وحريته وقدرته على تخطيط مساره وتقرير مصيره باختيار من يمثله وليس من يمثل ذاته لاستعباد الوطن والشعب .
تمنيت أن يعيش روجيه غارودي حتى آخر خطوات الثورة من عهد الربيع العربي كما تمنيت لو شهد الربيع المفكر الجزائري محمد أركون .. كما أتمنى أن يقتنع داريوش شايغان بأن للشرق شريعة تعتنق حرية الانسان وكرامته مهما كان الظلام حالكا..

الى أي مدى ساهم الأدب في الربيع العربي ..؟؟


تحياتي لكم .