التحايل الكبير لتقرير المصير
د. فايز أبو شمالة
عشرمرات ونيف قرأت تصريح عضو المجلس الثوري لحركة فتحالدكتور عبد الله أبو سمهدانة، عشر مرات وأنا أحاول فهم مضمون دعوة الرجل إلىاعتماد مبدأ التمثيل النسبي الكامل في الانتخابات التشريعية، بهدف التحايل على أيمحاولة إسرائيلية لعرقلة الانتخابات الفلسطينية في القدس!
منالمؤكد أن الفلسطينيين سيخجلون من أنفسهم إذا أجروا الانتخابات التشريعية دون سكانالقدس العربية، ومن المؤكد أن إسرائيل ستحول دون إجراء الانتخابات الفلسطينية فيمدينة القدس، لأن القدس صارت مدينة موحدة تحت السيادة الإسرائيلية، بعد أن ضموها فعلياً،وصار من حق الفلسطيني المقيم في المدينة المقدسة أن ينتخب ممثليه في الكنيستالإسرائيلية! ومن المؤكد أن أمريكا العظمى قد عجزت عن الضغط على إسرائيل لوقفالتوسع الاستيطاني في المدينة، ولكن ما هو غير مؤكد، وما يثير الاستغراب؛ كيف سيسهماعتماد مبدأ التمثيل النسبي في التحايل على الإسرائيليين، وإجراء الانتخابات فيمدينة القدس؟
أعاودقراءة تصريح مسئول حركة فتح، وأعاود القراءة، وأندهش من الكيفية التي سيتم فيهاالتحايل على الإسرائيليين؟ فهل سيصير التصويت سراً إذا تأكد استحالة إجراءالانتخابات العلنية في القدس؟ هل سيخرج أهل القدس إلى رام الله ويدلوا بأصواتهمهنالك؟ أم هل سيصير الاكتفاء بمن يدلي بصوته من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة،ويصير مشاركة سكان القدس في الانتخابات من خلال الإنترنت، حتى لا تقع علىالمسئولين الفلسطينيين ملامة التخلي عن القدس في هذا الشأن؟ هل هذه هي طريقةالتحايل على القرار الإسرائيلي الذي لن يسمح للجنة الانتخابات المركزية بالعمل فيالقدس، ولن يسمح لها بعملية فرز الأصوات، ولن يسمح حتى بإعلان نتائج انتخاباتفلسطينية تجري في القدس؟
القياديفي حركة فتح يطالب باعتماد التمثيل النسبي رغم التوافق على اعتماد نظام الدوائرونظام التمثيل النسبي في لقاءات القاهرة، ولكن الرجل يطالب بمبدأ التمثيل النسبي بهدفالتحايل على الرفض الإسرائيلي لإجراء الانتخابات التشريعية في القدس، لذلك أتمنىعلى أي فلسطيني يعرف الطريقة التي ستجرى فيها الانتخابات التشريعية في القدس بشكلتحايلي، ودون موافقة إسرائيل، أتمنى عليه أن يشرح لنا، وأن يرشدنا إلى طريقةإبداعية مشابهة تساعدنا في تحرير فلسطين، وإعادة اللاجئين، وليرشدنا إلى طريقة تحايللتقرير المصير، وطريقة تحايل لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
بالمناسبة،هل سمعتم الأنين؟ إنها القدس تقول: أنا المرأة لا أعشق الرجل العنين، أنا القدس؛يجوس في أحشائي أبناءُ إسرائيل.