نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
، ا ف ب - فاز الاشتراكي فرنسوا هولاند بالانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت اليوم الاحد، ما سيسمح بعودة اليسار الى الاليزيه بعد غياب استغرق 17 عاما.
ويصبح هولاند بذلك الرئيس السابع في الجمهورية الخامسة لمدة خمس سنوات، ليتزعم احدى الدول الجبارة في العالم التي تملك السلاح النووي، وهي عضو دائم في مجلس الامن، وتلعب دورا رئيسيا في الاتحاد الاوروبي.
كما انه الرئيس اليساري الثاني بعد فرنسوا ميتران الذي حكم ما بين 1981 و1995. مع العلم ان اليسار كان في السلطة ما بين عامي 1997 و2002 في اطار صيغة تعايش بين رئيس حكومة يساري ورئيس يميني.
واشارت تقديرات اربع مؤسسات استطلاع الى فوز هولاند جامعا ما بين 52 و53,3 في المئة من من الاصوات في الدورة الثانية من هذه الانتخابات.
وافادت مؤسسات "سي اي اي" و"تي ان اس سوفريس" و"ايبسوس"، ان هولاند حصل على 52 في المئة من الاصوات مقابل 48 في المئة لمنافسه الرئيس نيكولا ساركوزي. في حين ان تقديرات مؤسسة "هاريس انتراكتيف" اعطت هولاند ما بين 52,7 و53,3 في المئة.
ويكون هولاند بذلك قد فاز على الرئيس اليميني نيكولا ساركوزي، آخر القادة الاوروبيين الذين أطاحت بهم الازمة الاقتصادية بعد اليونان واسبانيا وايطاليا.
وقال المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الفرنسي بينوا هامون "انه حدث سعيد جدا ينهي سيطرة اليمين على الاليزيه طيلة 17 عاما".
وساركوزي هو الرئيس الثاني الذي يهزم في محاولته لتجديد ولايته بعد فاليري جيسكار ديستان عام 1981.
وقدرت نسبة المشاركة بما بين 80 و82 في المئة وهي اعلى قليلا من النسبة التي سجلت خلال الدورة الاولى التي جرت في الثاني والعشرين من نيسان (ابريل) الماضي. الا انها تبقى أقل من نسبة المشاركة التي سجلت في الدورة الثانية من انتخابات العام 2007.
والجمعة خلال اليوم الاخير من الحملة الانتخابية قال هولاند "انا مستعد لقيادة البلاد" ، داعيا الفرنسيين الى اعطائه فوزا واضحا.
وقبل اعلان النتائج كان انصار هولاند يستعدون للتظاهر في ساحة "الباستيل" وهو المكان الرمزي لليسار في فرنسا.
وتصدر هولاند الدورة الاولى من الانتخابات (28,63 في المئة مقابل 27,18 في المئة لساركوزي) وكان يعتبر منذ اشهر المرشح الاوفر حظا للفوز في هذه الانتخابات.
وقال لدى ادلائه بصوته "سيكون النهار طويلا لكني لا اعلم هل سيكون اليوم جميلا، سيقرر الفرنسيون ذلك".
تخرج هولاند من المدرسة الوطنية للادارة الشهيرة في فرنسا التي خرجت كبار زعماء البلاد، وترأس الحزب الاشتراكي طيلة احد عشر عاما من دون ان يتسلم اي منصب وزاري.
وانتخب الاحد على خلفية ازمة اقتصادية قاسية تمثلت بزيادة قياسية للعجز في الموازنة ونسبة بطالة قياسية فاقت العشرة بالمئة وتراجع الصناعة ونشوء مخاوف لدى الفرنسيين من خضوعهم لخطة تقشف قاسية من قبل الاتحاد الاوروبي.
واعلن هولاند ان اول زيارة له الى الخارج ستكون الى المانيا لمقابلة المستشارة انغيلا ميركل لاقناعها بأعادة التفاوض حول ميثاق الموازنة الاوروبية لادخال بند يتعلق بالنمو.
واكد المقربون من هولاند انه سيتصل بها هاتفيا مساء الاحد.
وكان ساركوزي (57 عاما) حقق فوزا كبيرا عام 2007 قبل ان يمنى مساء الاحد بأقسى هزيمة سياسية له طوال حياته السياسية التي تناهز الثلاثين عاما.
وبقي ساركوزي حتى اللحظة الاخيرة مقتنعا بأمكان تحقيق "مفاجأة كبيرة". وكرر مرارا بأنه تمكن من تجنيب فرنسا فوضى اقتصادية مشابهة لتلك التي ضربت اليونان.
الا ان الرئيس المنتهية ولايته فشل في أقناع أي من مرشحي الدورة الاولى بتقديم الدعم له، بخلاف هولاند الذي حظي بدعم واضح من اليسار الراديكالي وانصار البيئة.
وبعد ان حصلت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن على نحو 18 في المئة خلال الدورة الاولى، أستخدم ساركوزي خطابا متشددا ازاء الهجرة والمهاجرين على أمل الحصول على أصوات هذا اليمين المتطرف. الا ان لوبن اكدت بانها ستصوت بورقة بيضاء في حين اعلن الوسطي فرنسوا بايرو انه سيصوت لهولاند.
ويكون الفرنسيون بذلك قد عاقبوا ساركوزي على سياسته "اليمينية بالكامل".
وهناك فرق كبير بين المرشح الفائز والرئيس المهزوم.
هولاند يريد إعادة مناقشة المعاهدة الاوروبية واعادة التوازن الى الميزانية عام 2017، كما انه يريد فرض ضرائب على الاكثر ثراء ومحاربة البطالة عبر تأمين وظائف خاصة للشبان.
ومن المتوقع ان يتسلم هولاند مهامه في الخامس عشر من ايار (مايو) الجاري كحد اقصى.
وبعد ان يزور المانيا سيزور الولايات المتحدة للاشتراك في اجتماع الدول الثماني ثم يشارك في قمة للحلف الاطلسي، حيث سيطالب كما وعد بسحب سريع للقوات الفرنسية من افغانستان.
وكالة ارض كنعان الاخبارية